15/6/2007

اجتمع مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط على عجل بعدما هاله القمع الوحشي الذي مارسته القوات المساعدة أمام البرلمان ضد حقوقيين مسالمين جاءوا لتنظيم وقفة احتجاجية لإدانة الأحكام الجائرة الصادرة بكل من آكادير والقصر الكبير في حق سبعة من الشباب اعتقلوا عقب انتهاء مسيرة فاتح مايو بتهمة أن الشعارات التي كانوا يرددونها خلال المسيرة كانت “تمس بالمقدسات” وإحالة عشرة آخرين ببني ملال على المحكمة لنفس السبب.

وقد لبت العديد من التنظيمات الحقوقية والنقابية والجمعوية وفعاليات مدنية نداء الهيئة الوطنية لدعم معتقلي فاتح مايو 2007 من أجل تنفيذ إضراب عن الطعام لمدة 24 ساعة بمقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية ابتداء من الساعة 12 من يوم الجمعة 15 يونيو 2007 وتنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان في نفس اليوم على الساعة السادسة مساء.

لكن عندما تقاطرت المناضلات والمناضلون وعموم المواطنين على الساعة السادسة مساء على شارع محمد الخامس لتنفيذ الوقفة الاحتجاجية وجدوا المكان محاصرا بقوات القمع من كل الأصناف، فوقف الجميع بعيدا أمام مقهى باليما يتأملون المشهد، لكن سرعان ما تم إصدار الأمر للقوات المساعدة التابعة للجينرال حميدوا لعنيكري للهجوم بدون رحمة على كل من يمر بالشارع العمومي ، وأن يستهدفوا على الخصوص الناشطين الحقوقيين المعروفين من أمثال خديجة الرياضي رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وعبد الحميد أمين الرئيس السابق للجمعية وعبد الاله بنعبد السلام نائب رئيسة الجمعية وحسن محفوظ والتهامي حمداش عضوي مكتب الرباط وعمر كاجي رئيس مكتب تيفلت، والذين أصيبوا بجروح بليغة نقلوا على إثرها إلى قسم المستعجلات.

وقد تواصل الحصار والقمع بشارع محمد الخامس والأزقة المجاورة لمدة ساعة ونصف كان من نتائجه حدوث إصابات خطيرة نقل على إثرها حوالي 30 حالة إلى مستشفى ابن سينا والمولى يوسف حيث تسلموا بعد ذلك شهادات طبية تتراوح ما بين 5 و10 أيام من العجز. أنظر الصور في الرابط التالي:
http://fr.pg.photos.yahoo.com/ph/adibderabat/album?.dir=fb6bre2&.src=ph

أمام هذه الواقعة الخطيرة التي تشهد على درجة تدهور مبادئ حقوق الإنسان ببلادنا، يعرب مكتب فرع الجمعية عن ما يلي:

  • إدانته للسلطات التي اتخذت قرار التدخل الوحشي لقمع الوقفة السلمية التي كان الهدف منها الاحتجاج ضد الاعتقال التعسفي لمجموعة من الشباب بالقصر الكبير وأكادير وبني ملال، والتنديد بالمحاكمات الصورية التي تحاك ضدهم وضد عدد آخر من المناضلين المتابعين في حالة سراح؛
  • يعتبر هذا الهجوم الوحشي انتقاما من الجمعية على مواقفها الحازمة في الدفاع عن حقوق الإنسان ومبدئية المطالب التي ترفعها؛
  • يِؤكد مطالب الجمعية المطالب بالسراح الفوري لمعتقلي القصر الكبير وأكادير وبني ملال وتوقيف المتابعات الجارية ضدهم وضد المناضلين الذين يتابعون ببني ملال في حالة سراح؛
  • يؤكد رفضه استعمال أية ذريعة من قبيل تهمة المس بالمقدسات من أجل ترهيب المناضلين والحد من الحقوق والحريات وارتكاب مجازر في الشارع العمومي تمس وتهدد العديد منها كالحق في الاحتجاج والحق في إبداء الرأي والتعبير الحر وحرية التجول والوقوف في الأماكن العمومية والحق في السلامة البدنية وفي الحياة وهي الحقوق التي يجب أن تكون “مقدسة” من طرف السلطة كما هو متعارف عليها في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان؛
  • يسجل مفارقة استمرار إفلات ناهبي المال العام من العقاب وتزايد الجرائم السياسية والاقتصادية المرتكبة من طرف الجلادين بعيدا عن أي مساءلة، إلى جانب تسليط آلة القمع على المعطلين والعمال والموظفين والمكفوفين وعلى مناضلات ومناضلي الحركة الحقوقية والاجتماعية؛
  • يؤكد على أن مناضلات مناضلي الجمعية سيستمرون في النضال من أجل حرية الرأي والتعبير وكافة حقوق الإنسان وفضح منتهكيها كيفما كانت مراكزهم.
عن مكتب الفرع
عبد السلام أديب: رئيس الفرع