10/11/2007

شهدت جامعة محمد الأول بوجدة خلال يومي الخميس و الجمعة 8 و 9 نونبر أوضاعا أمنية استثنائية على اثر قمع احتجاجات الطلاب ضد تردي الشروط المادية و المعنوية للعملية التعليمية خاصة على مستوى صرف المنح و الذي اكتنفه الغموض و سوء التدبير مما ولد حالة من القلق و الاستياء الشديدين وسط الطلبة و الطالبات ، و كذا إغلاق المقصف و مصلحة النسخ و التعاونية ، و تسخير إدارة الحي الجامعي من خلال بعض أطرها لعمال الحي لنسف اعتصامات الطلاب. كل هذا في ظل نظام للتقويم و المراقبة ذي طبيعة انتقائية صرفة و مرهقة للطلاب.

في سياق مسلسل من الاحتجاج ضد هذه الأوضاع تظاهر الطلاب يوم الخميس 8 نونبر 2007 فتدخلت قوات الأمن بشكل سافر و بدون سابق إنذار و اعتقلت حوالي 14 طالب ضمنهم 4 طالبات ، تعرضوا – حسب ايفادات بعض المعتقلين للجمعية – للعديد من الممارسات المهينة للكرامة كالضرب و السب و الشتم و استفزاز الطالبات سواء أثناء لحظة الاعتقال أو بمخفر الشرطة ليتم إطلاق سراحهم في نفس اليوم بعد إرغامهم على توقيع محاضر دون الاطلاع على فحواها.

في اليوم الموالي أي الجمعة 9 نونبر2007 في حدود الساعة الرابعة و النصف بعد الزوال نظم الطلاب تظاهرة احتجاجية انطلقت من الكليات و تمت مواجهتها من طرف قوات الأمن بطريقة عنيفة تداخل فيها الضرب العشوائي و التنكيل بالطلاب و المواطنين القاطنين بالقرب من المركب الجامعي و الاعتقالات العشوائية مما نتج عنه مواجهات عنيفة شملت مختلف المناطق المجاورة للجامعة.

إننا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع وجدة و أمام هذه الوقائع الأليمة و التي تتزامن مع اقتراب تخليد اليوم العالمي للطالب -17 نونبر 2007- نعلن عن :

  1. تنديدنا بالتدخل الأمني ضد حق الطلاب في التظاهر و الاحتجاج السلميين و الحق في حرية الرأي و التعبير كما هي منصوص عليها في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان و التي صادقت عليها الدولة المغربية و خاصة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية.
  2. اداتنا الصارخة لممارسات التعنيف و الضرب و الشتم التي تعرض لها الطلاب على يد قوات الأمن مما يشكل انتهاكا صارخا للحق في الكرامة و الصحة و السلامة البدنية و الأمان الشخصي.
  3. دعوتنا للمسؤولين محليا و جهويا و وطنيا إلى تفادي المقاربة الأمنية الضيقة في التعامل مع قضايا الجامعة و خاصة الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و السياسية للطلاب و بالتالي العمل على خلق مناخ صحي و مساعد للحوار الجدي و المسؤول مع الطلاب لتحسين الشروط المادية و المعنوية للعملية التعليمية في مختلف جوانبها بشكل يجعل من الجامعة فضاء للحوار و الفكر المتنور و العقلاني و كذا فضاء ضامنا لحرية الرأي و الحق في التعبير.