18/4/2005

قرية “صرد” هي إحدى قرى مركز قطور بمحافظة الغربية يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة وتمتد حقولها على مساحة 4000 فدانا يتبع صرد تسعة من العزب الصغيرة وتنتشر بيوتها الأسمنتية خلال الحقول

تتناثر أبراج الحمام البيضاء هنا وهناك واقتراب موسم الحصاد يعود بنا سواء شئنا أم أبينا إلى دنشواى غير إن التاريخ حين يعيد نفسه يغير بعض التفاصيل والملامح ولكن يبقى ذلك الفلاح المصري الذي كتب عليه أن يواجه الإنجليز في دنشواى في بدايات القرن الماضي وأن يواجه بعض المصريين الذين لا يختلفون كثيرا عن الإنجليز في بدايات هذا القرن في قرية صرد0

الغريب في الأمر أن جنود الإنجليز ذهبوا إلى دنشواى لصيد الحمام فطاشت رصاصاتهم وقتلت فلاحه مصرية واحت! رقت أجران القمح أي أن نية القتل والحرق لم تكن لديهم أما في صرد فقد قتلت الفلاحة نادية يوسف البابلى مع العمد وسبق الإصرار على يد مصطفى همام نصر المساعد السابق للمستشار التجاري في السفارة الأمريكية وتبدأ أحداث المأساة يوم الأربعاء الموافق 13 من أبريل حين داهم مصطفى همام القرية في الساعة الخامسة صباحا ومعه تجريده من أربع سيارات سيارتان بيجو أجرة أسيوط وسيارة هونداى وأخرى شاهين وبصحبته اكثر من عشرين رجلا من الصعيد مدججين بالأسلحة النارية والسيوف والسكاكين وجراكن (ماء النار) حامض الكبريتيك المركز وذلك للاستيلاء على قطعة أرض زراعية مساحتها 23 قيراطا يستأجرها ورثة المرحوم احمد الزيكى وهن ثلاث سيدات متزوجات من بينهن مطلقه بدعوى أن هذه الأرض ملك له وانه حصل على حكم من المحكمة بتسليمها له وأن التسليم والتسلم قد حدث على الورق فقط وأنه لم يضع يده على الأرض بشكل فعلى ولم تكن هذه المرة الأولى التي حاول فيها مصطفى همام الاستيلاء على هذه الأرض فقد حاول مرتين قبل هذه المحاولة أخرها حين جاء بالعديد من البلطجية و أقاموا عده أيام عند المدعو عبد المعتمد تعيلب وهو من أهالي القرية انتظارا لأي !

فرصة للاستيلاء على الأرض بالقوة حدث ذلك قبل وقوع المأساة بأسبوع فقط ولكن تدخل عمده القرية واخرج البلطجية من القرية الغريب في الأمر أن مصطفى همام لم يحاول أن يلجا إلى الشرطه في محاولاته الثلاث لتمكينة من الأرض ويبدو انه أراد أن يعتمد على نفوذه وثرائه وتأجير البلطجية في مواجهه ثلاثة من الفلاحات المستأجرات اللاتي لاحول لهن ولا قوة خاصة وانه يمتلك سبعة تراخيص لاسلحه نارية بين بنادق ومسدسات لا ندرى كيف سمحت السلطات بهذا العدد الكبير من التراخيص لمواطن واحد -الإجابة لا يعلمها غير الله والمسئولين – المهم إن مساعد المستشار الأمريكي السابق عقد عزمة إن يستولي على هذه الأرض بأي ثمن خاصة وان إيجار الفدان وصل في قرية صرد إلى خمسة الاف جنيها أما ثمن الفدان فقد قفز خلال العامين الأخيرين من 70 ألف جنيها إلى 250 ألف جنيها وهما الأمران اللذان جعلا من قطعة الأرض كنزا لابد من الحصول عليه نزل مصطفى همام وشقيقه إلى الأرض بين البلطجية وهم يشهرون أسلحتهم ويحملون الخيام والطعام للإقامة في الأرض وذلك بعد أن يتم أقتلاع الزرع وحرث الأرض تأكيدا لانتزاعها وإرهابا لكل من يحاول الاقتراب من الأهالي !

في أول الصباح كان الفلاحون يخرجون من منازلهم ويسحبون دوابهم إلى الحقول سمعوا صوت السيارات فاقبلوا نحو المشهد الغريب فتجمعوا فى ذات الوقت سمعت نادية يوسف البايلى الضجة فخرجت من بيتها تستطلع الأمر فرأت مصطفى همام ينزل مع رجاله ارض زوجه شقيقها عبد اللطيف يوسف البابلي المتزوج من إحدى ورثة المرحوم احمد الزيكى والتي تستأجر خمسة قراريط فقط من الــــ23 قيراطا توجهت نحو مصطفى وهى تصيح أنت رايح فين ثم أخذت في الصراخ والعويل رفع مصطفى مسدسه نحوها واطلق رصاصة فأصابتها في رأسها صرخت وسقطت وماتت في لحظة لم يكن أمام الفلاحين الذين رأوا إحدى نسائهن وهى تقتل إلا أن يقهروا الخوف من ألا سلحه النارية والبيضاء وماء النار هجموا على مصطفى وشقيقه والبلطجية وانهالوا عليهم بالعصا والشوم والفؤوس تماما كما فعل زهران ورفاقة في دنشواى حين هجموا على جنود الإنجليز للقصاص من قتل إحدى نسائهن ودارت المعركة بين رجال لا يملكون غير سواعدهم رجال مقهورون منذ عام 1997 حين استولى الملاك على الأرض التي كانوا يستأجرونها تطبيقا لقانون 96 لعام 1992 الذي حرر العلاقة بين المالك والمستأجر وصابرون على الفقر والج! وع حتى جاء مصطفى همام ليغتال ما تبقى لهم فهل تصبح أرواحهم أيضار رخيصة وبلا ثمن وانتهت المعركة بمقتل مصطفى همام وشقيقه هشام وأيضا أحد أعوانهم ويدعى محمد السيد يوسف واصيب خمسة من بينهم ثلاثة من الصعايدة والخمسة هم صافى إبراهيم خضر ومحمد بدر فرغلى -ممدوح سيد مصطفى -إبراهيم أنور حسين ويؤكد أهل القرية أن أحد المصابين مات في المستشفى متأثرا بجراحه وبذلك يصبح عدد القتلى خمسة كما تم تدمير وإحراق السيارات الأربع الخاصة بمصطفى همام وأعوانه وقامت الشرطة بالقبض على24شخصا من أهل صرد وبلطجية الصعيد من منفلوط وكان من بين المقبوض عليهم عبد اللطيف البابلى وشقيقه إبراهيم -صافى إبراهيم خضر (مصاب من أهالي القرية) وجارى البحث عن 14 شخصا من أهالي القرية وقد تم القبض أيضا على كل من عيد احمد سلطان -فتحي فرغلى احمد -عبد العزيز فرغلى حسين -احمد سيد محمود الحوش -احمد حسن على علوان -ممدوح السيد مصطفى -إبراهيم أنور حسين -أبو العباس فرج حافظ وهم من بلطجية الصعيد أعوان مصطفى همام وقد أمرت نيابة قطور بحبس المتهمين أربعة أيام على ذمه التحقيق الغريب في الأمر أن المدعو عبد الرسول النجار وممدوح سعيد و! هما من قرية صرد كان لهما الدور البارز في حدوث تلك الماساه فقد أشاعا في القرية أن الأرض المتنازع عليها هي ارث لهما وان مصطفى همام يمتلك جزءا صغيرا منها وحرضا المستأجرات على عدم دفع القيمة الايجارية مما كان له اكبر الأثر في حدوث بلبلة فيمن تؤول إليه ملكية الأرض الأغرب أن مصطفى همام الثرى والذي يقطن في أحد الأحياء الراقية بالقاهرة لم يحاول أن يجتمع بالمستأجرات للوصول إلى حل ودي واختار القوة وسيله لانتزاع الأرض وقتل الفلاحة نادية يقول شهود عيان من أهالي القرية أن مصطفى همام حاول أن يستلم الأرض بطريقة غير شرعية دون وجود للآمن واستعان بالبلطجية واطلق الرصاص على نادية التي خرجت للاطئمنان على شقيقها الذي يضع يده على 5 قراريط على أساس انه متزوج من إحدى المستأجرات ماتت نادية لتترك زوجها المريض بشلل نصفى وجلطه بالمخ منذ خمس سنوات وطفله اسمها ولاء عمرها 6 سنوات أنجبتها بعد عقم دام 20 عاما ويؤكد الحاج العيسوى محمد العيسوى فايد عمده قرية صرد فى شهادته لباحثي أولاد الأرض لحقوق الإنسان أن مصطفى همام لم يحاول أن يتبع الطرق القانونية والشرعية في استلام الأرض ولم يظهر للأهال! ي المستندات التي تثبت ملكيته للأرض واستعان ببلطجية من الصعيد وقتل نادية أمام أهلها فماذا كنتم تنتظرون سوى أن يدافع الأهالي عن حياتهم

من جانبنا فان أولاد الأرض لحقوق الإنسان تؤكد أن ما حدث في قريه صرد ماهو ألا حلقة من مسلسل العنف الذي غرسه القانون 96 لـــ92 الخاص بتحرير العلاقة بين المالك والمستأجر في الأرض الزراعية وانه حان الوقت لتعديل بعض مواد هذا القانون بما يتوافق مع مصلحه الطرفين

وأولاد الأرض إذ تدين العنف بكل أشكاله وألوانه تطالب الحكومة بان تقضى على أسبابه حتى لا يتكرر ما حدث في كمشيش وبهوت والزينى وسراندو واخيرأ صرد