3/5/2005

يحتفل العالم بذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة في وقت تشتد فيه الضغوط على العالم العربي من أجل الاصلاح واطلاق حرية التعبير والاعلام.

ورغم الوعود التي تطلقها الحكومات العربية باحترام حرية الاعلام فإن مركز حماية وحرية الصحفيين يؤكد ان الانتهاكات لا تزال تتواصل بشكل سافر، وان تقارير المؤسسات الدولية والعربية المدافعة عن حرية الصحافة ترصد وتظهر ذلك بشكل قاطع وجلي.

وقال مركز حماية وحرية الصحفيين في بيان صادر عنه بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة ان حرية الاعلام في العالم العربي لا ينظر لها باعتبارها ركيزة اساسية للديمقراطية وطريق للاصلاح والتنمية السياسية، ولا يتم التعامل معها على أنها شرط اساسي لتحقيق التنمية المستدامة، بل أن أغلب الحكومات العربية تنظر لها بعين الريبة والتوجس وترى انها خطر على الأمن الوطني.

ودعا مركز حماية وحرية الصحفيين الحكومات العربية الى الاسراع باطلاق حرية الاعلام كشرط ومدخل اساسي لتحقيق الاصلاح وتطبيق مبادئ الحاكمية الرشيدة.

وحث المركز الحكومات العربية على ان تبادر الى اتخاذ اجراءات عديدة ابرزها :

  • توفير المناخ والبيئة التي تسهم في اطلاق حرية الاعلام. وهنا نجدر الاشارة الى ان اعداء وخصوم حرية الاعلام ليست محصورة في الحكومات بل تمتد وتطال الكثير من مكونات المجتمع التي يجدر بها دعم الحريات لا التضييق عليها.
  • سرعة مراجعة التشريعات لالغاء وتعديل ما يتعارض مع حرية الاعلام وبما يتوائم مع المعايير الدولية ويأتي على رأس الاولويات الغاء عقوبة السحن والتوقيف في القضايا المتعلقة بحرية الاعلام والتعبير.
  • ضمان الحق في الوصول للمعلومات بما يمكن الصحافة من القيام بدورها في الرقابة وبما يكفل حق المجتمع في المعرفة.
  • التوقف عن التدخل في المؤسسات الاعلامية وضمان استقلاليتها وحريتها والابتعاد عن ممارسة الضغوط والانتهاكات بحق الصحفيين.

    ووصف المركز هذه الاجراءات العاجلة بأنها المدخل والارضية الاساسية لترجمة وتحويل شعاراتها الداعمة لحرية الاعلام الى افعال حقيقية.

    وأكد ان ذلك لا يتحقق فقط بنوايا الحكومات الحسنة بل بتضامن كل مؤسسات المجتمع المدني دعما لحرية الاعلام.

    واشار المركز ان ذلك لا يكفي ولا يحقق المطلوب ما لم يقترن ايضا بان يبادر الاعلاميون ومؤسساتهم الى “ثورة مهنية” تعيد الاعتبار لمصداقية الاعلام العربي الذي انجرف بعضه وراء الشائعات واصبح مضرب المثل بضعف حرفيته.

    وعلى صعيد الوضع الاعلامي في الاردن فإن المركز يرحب بالتعديلات الايجابية التي انجزها المجلس الاعلى للاعلام والحكومة على مشروع قانون الصحافة والنشر وكذلك في اعداد مسودة مشروع قانون الحق في الوصول الى المعلومات داعيا الى مزيد من خطوات الانفتاح لدعم حرية الاعلام والمضي قدما لتحقيق الرؤيا الملكية بإعلام حر ومستقل حدوده السماء.

    وأكد المركز مجددا ان تطوير مناخ حرية الاعلام يحتاج الى تكاتف كل الجهود مشيرا الى ان المركز لديه ملاحظات على بعض المواد الواردة في مشروع قانون الصحافة والنشر بالاضافة الى مسودة مشروع قانون الحق في الوصول الى المعلومات ويأمل الأخذ به والتزام الحكومة بعدم اقرار قانون يخص الاعلام قبل انجاز حوار موسع ومعمق مع اصحاب الخبرة في هذا الشأن.

    وقال المركز في بيانه اننا في ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة نقف بإجلال لكل الاعلاميين والاعلاميات الذين ضحوا بأرواحهم وسقطوا شهداء دفاعا عن حرية الصحافة، والى كل من يدافعون عن حريتها وفي هذا السياق يدعو المركز الى اوسع اشكال التضامن مع الصحفيين الاعلاميين الفلسطنيين الذين يخاطرون بحياتهم يوميا وهم يقومون بأداء واجبهم الصحفي في مواجهة اقسى أشكال القمع والتنكيل التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي، كما يطالب المركز بتوفير الحماية للاعلاميين في العراق الذيت يتعرضون للموت والخطف والتنكيل والمضايقات التزاما بالاتفاقيات الدولية.

    ننا إذ نحتفل اليوم بالصحافة والاعلام فإن الامل يحدونا بأن تمر ذكرى هذا اليوم في السنوات القادمة وواقع الاعلام العربي قد تحسن وتقدم.