1/11/2006
رصدت أولاد الأرض في أول وثاني أيام تقديم أوراق الترشيح للانتخابات العمالية والتي ستجري المرحلة الأولي منها لانتخاب أعضاء 11 نقابة عامة وعضوية مجالس إدارات 131 شركة من بين 217 شركة قطاع عام وأعمال عدة احتجاجات واعتصامات من العمال الراغبين للترشيح ففي اليوم الأول لتلقي الطلبات اعتصم ما يقرب من 600 عامل أمام مقر الاتحاد العام لنقابات العمال تابعين لنقابتي الصناعات الهندسية والعاملين بالمرافق لعدم حصولهم علي شهادات الصفة اللازمة لخوض هذه الانتخابات وقامت قوات الأمن بمحاصرتهم ومنعتهم من الدخول إلي مقر الاتحاد , كما امتنعت النقابة العامة للصناعات الغذائية عن منح بعض العاملين شهادات الصفة مما دفع الراغبين في الترشيح إلي تحرير محضر بقسم ثان مدينة نصر رقم 5069 , وفي السياق ذاته رفضت النقابة العامة للسكة الحديد منح شهادات الصفة لأكثر من 50 عاملا من أعضائها بحجة أن آخر موعد لمنح هذه الشهادات كان يوم وقفة عيد الفطر المبارك …!
كما رفضت بعض مديريات القوي العاملة طلبات بعض المرشحين نتيجة حيازته شهادة صفة تحمل أختاما غير معتمدة لدي مديريات القوي العاملة , في حين أخرت بعض المديريات موعد فتح أبوابها لتلقي طلبات المرشحين عن الموعد المقرر , حيث كان من المفترض فتح باب التلقي في التاسعة صباحا إلا أنها لم تفتح أبوابها سوي في الحادية عشرة والنصف وهو ما حدث في مديرية القوي العاملة بالقاهرة , كما ظهرت التدخلات الأمنية في الانتخابات العمالية في الإسكندرية , حيث قامت أجهزة الأمن بمنع مدير مكتب القوي العاملة بالمنشية من تلقي طلبات الترشيح بعد أن تساهل مع راغبي الترشيح في الحصول علي الأوراق الخاصة لخوض الانتخابات وهو ما استفز أجهزة الأمن فقامت باستبعاده ومتابعة عملية استلام الأوراق بدلا منه …!
كما شهدت منافذ قبول الطلبات في الجامعة العمالية ونقابة الصناعات الغذائية ونقابة الزراعة ومجمع التحرير وحلوان زحاما شديدا وأصيب أحد المرشحين بإغماء من شدة الزحام وقلة عدد الشبابيك بمنافذ قبول الطلبات , وفي مطاحن جنوب القاهرة رفضت الإدارة استخراج 5 شهادات لطالبيها بحجة الاستبعاد الأمني …! كما اعتصم 7 مرشحين بنقابة المرافق و 20 مرشحا بنقابة السكة الحديد و 22 مرشحا بنقابة الصناعات الهندسية أمام مكتب حسين مجاور رئيس اتحاد العمال وأصروا علي عدم مغادرة موقعهم قبل استخراجهم شهادات الصفة النقابية , وهرب فاروق نصار رئيس نقابة السكة الحديد من مقر نقابته حتى لا يستخرج شهادات الصفة النقابية حيث يسعي إلي النجاح مع مجموعته بالتزكية , كما امتنع محمد نجيب رئيس النقابة العامة للصناعات الغذائية ومحمود الشرقاوى رئيس النقابة العامة للسياحة عن منح الشهادات للعمال .
وفي محافظة البحيرة تدخلت أجهزة الأمن في الانتخابات العمالية ورفضت إعطاء مرشحي المعارضة في شركات كفر الدوار خطابات الترشيح وشمل الاستبعاد أعضاء من خارج الإخوان …!
وفي العاشر من رمضان حرر عدد من العمال محاضرا بقسم الشرطة ضد إبراهيم قسم الله رئيس اللجنة النقابية للعاملين بشركة مصر لصناعة الكباسات .
وفي محافظة الدقهلية قامت أجهزة الأمن بعمل كردونات حول اتحاد العمال الإقليمي بالمنصورة ومنعت أي مرشح من الوصول لتقديم أوراق الترشيح .
وفي اليوم الثاني والأخير لتقديم طلبات الترشيح رصدت أولاد الأرض مواصلة أجهزة الأمن في محافظة الإسكندرية الإشراف علي عملية تسليم طلبات الترشيح وقامت بالقبض علي أحد مرشحي جماعة الإخوان المسلمين .
كما رفضت مديرية القوي العاملة تلقي طلبات ما يقرب من 300 مرشح تابعين للنقابة العامة بالبترول لعدم توافق توقيعات شهادات الصفة مع التوقيعات المعتمدة لديها وهو الأمر الذي جعل العمال يقومون بتحرير محاضر ضد رئيس النقابة فوزي عبد الباري خاصة بعد أن ضاعت عليهم فرصة خوض الانتخابات نتيجة غلق باب تلقي الطلبات …! وفي محافظة أسيوط احتجزت أجهزة الأمن ثلاثة عمال من المرشحين ومنعتهم من دخول مديرية القوي العاملة ومصادرة أوراق المرشح عبد الجواد المولي وهددت شقيقه بالاعتقال في حالة عدم الانسحاب من الترشيح .
وفي محافظة المنوفية استمرت قوات الأمن في محاصرة مبني مديرية القوي العاملة بشبين الكوم ومنعت مرشحي المعارضة والإخوان المسلمين من تقديم أوراق ترشيحهم وقامت بالسماح لأسماء محددة بتقديم أوراق ترشيحهم , وتقدم المحاميان طارق رجب وخالد شبل ببلاغ إلي العميد أحمد السعدي مأمور قسم شرطة شبين الكوم أكدا فيه قيام الأمن بخطف 6 من المرشحين بينهم حسن الصواف مرشح الإخوان في الانتخابات البرلمانية السابقة من أمام مديرية القوي العاملة ثم أطلقت سراحهم بعد إغلاق باب الترشيح فيما عدا مرشح الإخوان الذي مازال قيد الاعتقال , وشهدت انتخابات اللجان النقابية بجامعتي المنصورة والأزهر تدخلات أمنية واسعة لمنع مرشحي المعارضة والإخوان وصلت لدرجة قيام رئيس جامعة المنصورة بمنع طارق قطب عضو مجلس الشعب الإخواني وأمين اللجنة النقابية للعاملين بمستشفيات الجامعة من تسلم واستكمال أوراق ترشيحه , بينما رفض أحمد الرفاعي رئيس اللجنة النقابية للعاملين بجامعة الأزهر منح شهادات الصفة للمعارضين مكتفيا بمنحها لمرشحي الحزب الوطني والمرضي عنهم أمنيا …!
كما تعرض العديد من عمال شركة العامرية للغزل والنسيج والإسكندرية للإطارات والتربية والتعليم والصرف الصحي لعمليات قبض عشوائية وتم احتجازهم في أقسام الشرطة ولم يفرج عنهم إلا بعد أن قاموا بتسليم بطاقاتهم الشخصية لمنعهم من التقدم للترشيح , من ناحية أخري أقام عدد من المرشحين دعاوى قضائية لتمكينهم من الترشيح , ولم تشهد مراكز تلقي أوراق الترشيح علي مستوي النقابات الفرعية بالإسكندرية تقدم أي من المرشحين المستقلين أو الممثلين لتيارات سياسة واقتصر التقدم علي مرشحي الحزب الوطني …!
وفي كفر الدوار قام العمال المستبعدون من الانتخابات برفع دعاوى قضائية ضد المسئولين بإدارة الشركات لرفضهم استخراج خطابات الترشيح للنقابات العامة وتفويت الفرصة عليهم حتى غلق باب الترشيح , وقد أكد العمال صدور تعليمات أمنية للشركات بعدم إعطاء مرشحي المعارضة أي أوراق لتقديمها للنقابة العامة , وكانت شركات الغزل والنسيج والحرير الصناعي وصباغي البيضا بكفر الدمارقة قد رفضت منح مرشحي الإخوان والمعارضة خطابات لتقديمها للنقابة العامة . كما قام أحمد عاطف نائب رئيس النقابة العامة للبترول بوضع العديد من العراقيل والشروط التعجيزية أمام الراغبين في الترشيح أمام الراغبين في الترشيح للجان النقابية لتفويت الفرصة عليهم فقد فرض علي المرشحين الجدد السفر كعب داير ما بين القاهرة والبحر الأحمر للحصول علي الشهادات المعتمدة من النقابة العامة للبترول كشرط للترشيح , واكتشف المرشحون أن أحمد عاطف دبر مؤامرة لإبعادهم عن الترشيح , من خلال تضييع الوقت في السفر في الوقت الذي سهل لأعضاء اللجان النقابية الحالية الحصول علي الشهادات عن طريق مندوب من اللجنة النقابية …!
وأكد صابر أبو الفتوح مرشح جماعة الإخوان المسلمين للانتخابات العمالية أن مرشحي الجماعة بعد أن فشلوا في تقديم أوراقهم لمديريات القوي العاملة نتيجة تلاعب النقابات بالمرشحين وتدخلات الأمن ضدهم تقدموا بأوراق ترشيحهم عن طريق القضاء خوفا من قيام قوات الأمن باعتقال عدد كبير من مرشحيهم , وقاموا بتحرير محاضر في أقسام الشرطة وقدموا أوراقهم من خلال إنذارات علي يد محضر لمديريات القوي العاملة لإلزامهم بقبول أوراق ترشيحهم .
” من جانبنا … فإن أولاد الأرض تري أن ما حدث من انتهاكات للعمال الراغبين في الترشيح خلال يومي تقديم طلبات الترشيح يؤكد أن الانتخابات العمالية ما هي إلا ” ضجيج بلا طحن ” بعد أن فقدت كل مقومات النزاهة والمصداقية , وأنه حان الوقت لتأجيل تلك الانتخابات إلي أن يتم تعديل قانون النقابات بما يسمح للقضاء بالإشراف الكامل علي العملية الانتخابية , وأن أي انتخابات تجري دون هذه الضمانة الوحيدة ما هو إلا فصل من فصول العبث في مسرحية هزلية …!