18/12/2006
شهد شهر نوفمبر خروج الفلاحين في قرية ” المريس ” مركز الأقصر بمسيرات احتجاجية ضد طردهم من أراضيهم ومنازلهم بعد قرار الحكومة بنزع ملكية نحو 500 فدان من أجود الأراضي الزراعية وكذلك إزالة أكثر من ألفي مسكن كانت تأوي نحو 10 ألاف مواطن وذلك لصالح المستثمرين الأجانب لإنشاء مراسي نيلية بطول أربعة كيلو مترات ونصف بامتداد الشاطئ , وترتب علي ذلك ترحيل ملاك الأراضي من أراضيهم وبيوتهم إلي الظهير الصحراوي …!
كما شهد شهر نوفمبر سقوط 6 قتلي و 9 مصابين في حوادث عنف بين الفلاحين وقد تراوحت تلك الحوادث بين الطرافة والمأساوية غير أنها في النهاية تصب في مجري واحد وتشير إلي دلالة واحدة وهي أن الفلاح المصري تحت وقع سياسة الإقفار التي تتبعها الحكومات المتعاقبة فقد فطرته المتسامحة وأصبح يميل إلي العنف بعد أن فاق ما يتعرض له من مظالم قدرته علي الاحتمال.
ففي العياط بالجيزة ابتكر فلاح حيلة غريبة لإجبار خاله علي تسليمه ميراث والدته فقام بتوثيق شقيقه بالجبال ووضعه داخل جوال وألقي به علي الطريق لاتهام خاله بتلك الواقعة , فقد تلقت أجهزة الأمن بالجيزة بلاغا من أحد المواطنين بعثوره علي جوال ملقي علي طريق ترعة الجيزاوية بالعياط وعثر بداخله علي شخص يدعي عماد تعلب أبو الحسن ” فلاح ” وبسؤاله عن سبب قيده بالحبال ووضعه داخل جوال أجاب بأن خاله شعبان محفوظ وابنه قاما بتقييده والاستيلاء منه علي 25 ألف جنيه , لكن المفاجأة كانت في تحريات المباحث التي أثبتت أن الواقعة غير صحيحة وأن المجني عليه طلب من شقيقه أن يوثقه بالحبال ويضعه داخل الجوال لاتهام خاله بالواقعة حتى يتم إرغامه علي تسليم ميراث أمهما له , تمت إحالة المتهمين إلي النيابة التي أمرت بحبسهما 4 أيام علي ذمة التحقيق .
ربما لم يكن غريبا أن يقوم بتك الحيلة فلاحان أبوهما يدعي ” تعلب ” وجدهما ” أبو الحسن ” …! وفي بني سويف نشبت مشاجرة بين عائلتين بعد أن قامت ماعز العائلة الأولي بتناول برسيم حمار العائلة الثانية فقام صاحب الحمار بالاعتداء علي الماعز فتدخل صاحبها فنشبت بينهما مشاجرة نجح الأهالي في فضها وفي اليوم التالي أراد عبود محمود طلب الانتقام لعائلته فاصطحب ابنه خالد وصدام وقاموا بالاعتداء علي العائلة الأخري قام أثرها أحمد محمد عبد العظيم من العائلة المعتدي عليها بطعن عبود طلب عدة طعنات نافذة بسكين فسقط علي الأرض غارقا في دمائه , ألقت المباحث القبض علي المتهم وأحيل إلي النيابة التي قررت إخلاء سبيله بكفالة 200 جنيها وعرض المجني عليه علي الطب الشرعي …!
وفي مدينة الصف بالجيزة تلقت الشرطة بلاغا بمقتل إسماعيل محمد وإصابة شقيقه أبو زيد الذي أكد أنه كان يعمل مع شقيقه في أرضهما الزراعية حين فوجئ بسيارة مسرعة تقتحم أرضهم فحاولا اعتراضها غير أن 4 أشخاص كانوا موجودين بالسيارة قاموا بإطلاق النار عليهما فقتل شقيقه في الحال , وقد عثرت المباحث في مكان الحادث علي السيارة رقم 42637 نقل الشرقية وبداخلها 13 لفافة بانجو زنة 50 كيلو جراما و 4 تذاكر هيروين وبندقية آلية و 250 طلقة , ومازالت جهات الأمن تبحث عن الجناة …!
وفي البساتين وقعت مشاجرة عنيفة بين أبناء العمومة بسبب الخلاف بينهم علي قطعة أرض زراعية ميراث , أصيب خمسة أفراد منهم بحروق بالغة بسبب تبادل إلقاء ماء النار ” حامض الكبريتيك ” فيما بينهم , تم نقل المصابين إلي مستشفي القصر العيني وألقي القبض علي المتهمين وأحيلوا إلي النيابة التي تولت التحقيق ..!
وفي قرية ” القرية ” بالدوير التابعة لمركز طما بمحافظة سوهاج قام الشقيق الأكبر الذي يبلغ من العمر 50 عاما بقتل شقيقه الأصغر ” 39 عاما ” بعد اختلافهما علي تقسيم قطعة أرض زراعية ألت إليهما بالميراث , فشلت كل المحاولات لتقسيمها بطريقة ودية , تطورت الخلافات إلي معركة استل فيها المتهم سكينا وهوي به علي صدر شقيقه , سقط الضحية علي الأرض وفارق الحياة , تم القبض علي المتهم , وأحيل إلي النيابة للتحقيق …!
وفي قرية المنيا والشرفا بمركز الصف بالجيزة حدثت مشاجرة بين عائلتي سعد وفيصل بسبب اختلافهما حول ملكية أرض زراعية استخدمت فيها الأسلحة النارية وأسفرت عن مصرع خالد عبد المنعم سالم أسعد وإصابة وائل حسن أنور سعد ومحمود حسين فيصل بطلقات نارية , تم ضبط المتهمين وتواصل النيابة التحقيق …!
وفي قرية العيساوية التابعة لمركز المنشأة بسوهاج قام أبو الفتوح علي حسن بطعن ابن شقيق زوجته طعنة نافذة بسكين فلقي مصرعه في الحال , حدثت المشاجرة بسبب النزاع علي مسقي مياه لري الزراعات , تم القبض علي المتهم وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام علي ذمة التحقيق …!
وفي قرية الحجيرات بمحافظة قنا وقعت مشاجرة استخدمت فيها الأسلحة النارية بين شوقي محمد سالم من عائلة الهرومة وعلي عيساوي خليل من عائلة العيساوية بسبب خلافهما علي الحد الفاصل بين الأرض الزراعية وتدخل علي إثرها أطراف من العائلتين حتى أسفرت عن مصرع اثنين من طرفي المشاجرة تم ضبط كل من مرعي شوقي وحجاج التحتوس وأحيلا إلي نيابة قنا التي تولت التحقيق …!
وبالرغم من أن شهد نوفمبر شهد 8 حوادث عنف بين الفلاحين سقط من جرائها 6 قتلي وأصيب 9 آخرين إلا أن هذا الشهر شهد أيضا نجاح مديرية أمن البحيرة في فض وإنهاء خصومة ثأرية بين عائلتي سالم وهمية بعد صراع استمر أكثر من عام راح ضحيته شخص وأصيب آخر بعاهة مستديمة , كانت المشاجرة قد نشبت بين العائلتين واستخدمت فيها الأسلحة البيضاء للنزاع علي ملكية أراضي زراعية مما أودي بحياة إبراهيم محمد علي همية وإصابة سيد همية , تمكنت المساعي الودية من عقد جلسة عرفية حضرها عدد كبير من الشخصيات الأمنية والشعبية , تم خلالها دفع دية للقتيل 100 ألف جنيه و 60 ألف جنيه للمصاب وتم تجنيب وفرز الأراضي المتنازع عليها وأدي الطرفان اليمين لحقن الدماء , ويقينا فإن ما حدث في محافظة البحيرة يعيد إلينا ولو بصيصا من الأمل في أن إيقاف العنف بين الفلاحين يمكن أن يتم من خلال العودة إلي الأعراف والقيم النبيلة بالرغم كل من الظروف المعاكسة التي يعيشها الآن الفلاحون في الريف المصري .