2/11/2008
طريقة جديدة وغير متعارف عليها في الانتخابات العربية والمصرية وهي أن يقوم الناخبون المؤيدون لمرشح ما في الانتخابات بدعمه ماديا عن طريق لقائه في مؤتمر ضخم يعتبر عائد تذاكر دخوله نوعا من الدعم المادي لحملته الانتخابية ، وهو ما حدث فعلا مع جون ماكين المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية حيث استقبله مؤيدوه في مؤتمر( رالي ) داخل مقاطعة فير فكس بولاية فرجينيا،وهي الطريقة التي لو استخدمت من قبل الناخبين في مصر لرجحت بقوة عددا من مرشحي الانتخابات العامة الذين يواجهون عادة قوة رأس المال. كما تفعل بعض الأندية الرياضية التي تخصص عائدة مباراة ودية للتبرع . والرالي عبارة عن ساحة كبيرة مؤمنة بشكل جيد ،لكن ورغم الزحام الشديد داخلها وحولها إلا أن المرور لم يتعطل لحظة ، علي عكس توقفه تماما في مصر في حالة مرور موكب أي شخصية وزارية، وارتدي أغلب الحضور تيشيرت استخدمه ماكين في حملته الانتخابية التي جري خلالها توزيع سى دى وكاب واستيكرز ولافتتات بلاستيكية يحملها مؤيدوه أثناء المؤتمر وربما تستخدم في الإعلان عن تأييده في أماكن أخري،كما لوحظ وجود عدد كبير من المتطوعين للقيام بأعمال مساعدة في الدعاية والتنظيم. وهذا ما حدث بالفعل عندما سقطت امرأة عجوز جاءت ضمن المؤيدين لماكين مغشيا عليها من شدة الزحام وفى خلال اقل من دقيقتين حضرت طبيبة وتم إسعافها . وكان الناخبين يرددون من بين الهتافات (اجعل فرجينيا حمراء ) تأييدا للحزب الجمهوري ولذلك ارتدا جميع الحضور الملابس الحمراء . أما رجال الشرطة الذين لم يكن عددهم كبيرا فقد وقفوا لتأمين المكان وتفتيش الدخول والاستفسار عن هوية رجال الإعلام والصحفيين المشاركين في مشهد خال من أي تجاوزات أو تعليقات غير مرضية من المؤيدين،واللافت للنظر هو وجود قناصة لتأمين مكان المؤتمر قبل وصول ماكين إلى ساحة الرالي وضمان سلامته عن بعد خلال المؤتمر الانتخابي . وبدأ مؤتمر الرالي بكلمات تأييد لماكين من قبل بعض أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ في ولاية فرجينيا طالبوا فيها الناخبين بالتصويت لصالحه ودعوهم إلى العمل في هذه اللحظات الأخيرة لتجميع أكبر عدد من المؤيدين له في الانتخابات المرتقبة يوم الثلاثاء ، لكن هذا التأييد لم يكن فقط لمزايا البرنامج الانتخابي لماكين والتبشير بها ، ولكن أيضا للتقليل من برنامج المنافس الديمقراطي باراك أوباما والتحذير من انتخابه رئيسا للولايات المتحدة ، وكانت التحذيرات تركز علي حداثة عهد أوباما وصغر سنه وبالتالي ضعف تصرفه في عدد من القضايا والأمور التي تهم الشعب الأمريكي وتمس مصالحه ، مع الإشارة إلي ماكين الذي تم اختباره على مدار 22 سنة في مناصب عديدة، وظل السعي دءوبا علي انتقاد برنامج أوباما وقيامه بتغيير رأيه في عدد من المواقف وتجاه كثير من القضايا وخاصة قضايا الضرائب والحرب على العراق. وبعد كلمات التأييد حضر ماكين المؤتمر حيث دخل إلى ساحة الرالي بأتوبيس سياحي كبير وضخم ومعه زوجته وابنته وسط تصفيق وصراخ المؤيدين ،والملاحظة الهامة أن التصويت في انتخابات الرئاسة الأمريكية ليس لاختيار الرئيس فقط ولكن في نفس الاستمارة يختار الناخب في 30 ولاية ومنها فرجينيا على سبيل المثال مرشحين لمجلس النواب،وهناك بعض القضايا التي يؤخذ فيها رأي الناخبين مثل مجالس الآباء في المدارس والصحة والطرق والتعليم الخ ….،كذلك اختيار مرشحين آخرين على مقعد نائب الرئيس،والتوقعات تقول أن أي صوت سيحصل عليه مرشح أخر من المرشحين سيوثر على أصوات أوباما . ولكن السؤال الذي يمكن طرحه ألان هل يمكن أن تحدث مفاجآت في اللحظات الأخيرة ويفوز ماكين في الانتخابات ؟ حيث لوحظ أن الرجل العجوز يتحدث بروح الشباب ويثق تماما من الفوز ،كما يتحدث القائمون على الحملة الانتخابية بمنتهى الثقة كما هو الحال أيضا مع أنصار أوباما ، لكن الأمر الذي يردده الكثيرون هو أن الساعات القليلة المقبلة يمكنها أن تخيب كل استطلاعات الرأي،وربما يفضل الأمريكان نظرية مصرية سادت مؤخرا في المعارك الانتخابية علي مختلف أشكالها مفادها “اللي نعرفه أحسن من اللي منعرفوش”. وربما تنتظر الساعات المقبلة مفاجآت في الرسالة الإعلامية والسياسية لكلا المرشحين بعد نحو شهرين من بداية الأزمة المالية المؤثرة في اقتصاديات عدد كبير من دول العالم الثالث وأوربا،حيث اعتاد الأمريكان علي أن تكون اللحظات الأخيرة حاملة لتغييرات جذرية في توجهاتهم نحو مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي،كما حدث خلال الانتخابات الأخيرة التي تفوق فيها بوش الابن وذهب إلي ولايته الثانية متفوقا علي آل جور بنسبة 1 % تقريبا،أما الرؤية الاقتصادية لكلا المرشحين ومدي ارتباطها بتاريخ سياسات بوش تجاه الداخل والخارج فستشكل عامل الحسم وفقا لتقديرات مراقبين قبل الموعد المرتقب للانتخابات يوم 4 نوفمبر ،وربما الموقف من استمرار الغزو الأمريكي للعراق وبقاء قوات أمريكية بلا هدف واضح في أفغانستان وعدد من الأماكن المتفرقة في العالم بالإضافة إلي قضايا حقوق الإنسان في البلدان ذات الطابع الاشتراكي أو الشيوعي،ستكون أيضا مؤثرة في اختيارات الناخبين لمرشحهم. |
[an error occurred while processing this directive]