27/1/2007

شهد شهر ديسمبر أكثر الاحتجاجات العمالية سخونة خلال عام 2006 وتمثلت تلك الاحتجاجات في 12 اعتصاما و 7 تظاهرات و 3 إضرابات و 21 احتجاجا لم يتعد مرحلة الشكوى منها 11 احتجاجا جماعيا و 10 احتجاجات فردية , ولم يخلو قطاع من القطاعات الأربعة ” عام – أعمال – خاص – حكومي ” من تلك الاحتجاجات وفي المقابل فإن خسائر الحركة العمالية في شهر ديسمبر كانت فادحة والتي تمثلت في فصل وتشريد 1155 عاملا , وهو ما يشير بوضوح أن المعارك بين العمال وأصحاب الأعمال أصبحت سافرة وتزداد اشتعالا , ويكفي أنه خلال هذا الشهر قام العمال بثلاثة اعتصامات كبري في شركة غزل المحلة وشركة أسمنت طرة وشركة أسمنت حلوان , والتي انتهت بمكاسب مرحلية للعمال بما يعني أن عام 2007 سيصبح بحق عام الحسم … فمن سينتصر في النهاية … سؤال سيجيب عليه ما يحدث من انتفاضات عمالية خلال الشهور القادمة …!

في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبري اعتصم أكثر من 27 ألف عامل لثلاثة أيام متواصلة بعد امتناعهم عن صرف رواتبهم احتجاجا علي قرار رئيس مجلس الإدارة بصرف الأرباح بواقع 100 جنيها لكل عامل تصل بعد الخصم إلي 89 جنيها وذلك خلال لقرار رئيس الوزراء والذي يقضي بصرف الحوافز بواقع شهرين لكل عامل كحد أدني , وقد تذرع رئيس مجلس الإدارة بأن القرار لا يشمل شركات قطاع الأعمال ويقتصر علي شركات القطاع العام فلم يقبل العمال هذه الحجة وقاموا بالاعتصام , استمر الوضع في السخونة لثلاثة أيام متتالية إلي أن تم التوصل إلي حل وسط يقضي بصرف العمال 21 يوما من الأرباح علي أن يتم صرف شهر ونصف أرباح في يناير الحالي … وهو ما يعني تأجيل موعد الصدام للأيام القادمة …!

وفي شركة أسمنت طرة قام أكثر من 1500 عامل بالاعتصام احتجاجا علي امتناع إدارة الشركة الإيطالية المالكة لأغلبية الأسهم عن صرف حوافز العمال عن ستة أشهر , وأغلق العمال أبواب الشركة ومنعوا دخول وخروج سيارات نقل الأسمنت مما تسبب في تزاحم سيارات نقل الأسمنت أمام الشركة وقد أسفرت المفاوضات عن صرف حوافز 3 أشهر كمرحلة أولي علي أن تصرف باقي الحوافز بعد ذلك .

وفي السياق ذاته قام عمال شركة أسمنت حلوان بالاعتصام الذي بدأ بالتوازي مع اعتصام زملائهم بأسمنت طرة وقامت قوات الأمن بفض الاعتصام مع وعد بعقد اتفاق بهيكلة الأجور والحوافز مثل الاتفاق المبرم مع أسمنت طرة …!

وفي ورش الفرز بالسكة الحديد بالشرابية قام أكثر من 600 عامل بالاعتصام احتجاجا علي عدم تنفيذ وعد وزير النقل والذي كان يقضي بصرف الحوافز علي أساس 25 % منذ أكتوبر الماضي … ولم يتحقق هذا الوعد حتى اليوم …!

وفي المؤسسة الثقافية العمالية اعتصم عشرات العاملين احتجاجا علي ممارسات مدير المؤسسة مصطفي السعيد ضدهم مطالبين بضرورة إقالته , وقامت قوات الأمن بمحاصرة الجامعة العمالية , وأصدر حسين مجاور قرارا بإيقاف سبعة موظفين في الجامعة العمالية عن العمل والتحقيق معهم بتهمه إثارة البلبلة والشغب داخل المؤسسة والخروج عن مقتضيات الواجب الوظيفي .

وفي بنك كريدي أجريكول قام العاملون بالاعتصام لمدة ساعتين احتجاجا علي تأجيل صرف مستحقات الصندوق الخاص بهم في البنك المصري الأمريكي قبل دمجه مع بنك كريدي أجريكول …!

وفي مستشفي السويس العام التابع لمديرية الشئون الصحية اعتصم عمال الأمن احتجاجا علي فصلهم والاستغناء عن خدماتهم , جاء ذلك عقب تعاقد المستشفي مع شركة خاصة للأمن , وقد تدخلت بعض الأجهزة الأمنية لفض الاعتصام وتحرير لمحضر رقم 33 أحوال بقسم شرطة السويس .

وفي محافظة قنا قام أكثر من 100 عامل بالترسانة النيلية بقرية المحاميد بحري بأرمنت بالاعتصام احتجاجا علي عدم استجابة الإدارة لمطالبهم برفع الأجور وإصلاح الهيكل الوظيفي لضمان حقوقهم , وقد استمر اعتصام العمال لأكثر من خمسة أيام متتالية …!

وفى المحلة الكبرى أيضا قام 4300 من العاملين بشركة النصر للغزل والنسيج والصباغة بالاعتصام مطالبين بصرف الأرباح بواقع راتب شهرين أسوة بما تم مع العاملين بشركة مصر للغزل والنسيج وقد قرر رئيس الشركة صرف 10 أيام من النصف الأول من شهر يناير على أن يتم عرض الأمر على وزيرة القوى العاملة ووزير الاستثمار ورئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج فى محاولة لتسوية الأوضاع داخل الشركة مع صرف جميع الحوافز والأرباح أسوة بشركة غزل المحلة ..!

وفى الأسماعلية أعتصم أكثر من 2400 عامل ومهندس من شركة المواني التابعة لهيئة قناة السويس احتجاجا على عدم صرف مرتباتهم عن شهر نوفمبر الماضي , وأكد عدد كبير من العمال أن عددا من العمال لجأوا إلى بنك الإسكان والاستثمار ولديهم شيكات من الشركة لصرفها ولكنهم فوجئوا بأن الشيكات بدون رصيد ..!

وفى مقر ملاحظة القطارات بالقاهرة أعتصم أكثر من 50 سائقا احتجاجا على قرار رئيس مجلس إدارة هيئة السكك الحديدية بصرف 100 جنيه بدل وجبة لكل من السائق والملاحظ والمساعد عن شهر رمضان فقط خلافا لقرار وزير النقل والذى يقضى بضرورة صرف بدل الوجبة عن كل شهر وليس رمضان فقط ..!

وقام ما يقرب من 105 عاملا بشركة أرتكس أباريل للملابس الجاهزة بالعاشر من رمضان بالاعتصام احتجاجا على امتناع الشركة عن صرف مرتباتهم وإيقافهم عن العمل وتدخلت عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة لدى الشركة التي وافقت على عودة 95عاملا إلى العمل وإرغام 10 عمال على الاستقالة ..!

الإضراب :
قام أكثر من 200 عامل بالمنطقة الصناعية بمدينة السادات بالإضراب عن العمل بمصانع السجاد التابعة لمجموعة مكارم لصناعة النسيج بعد تأخر صرف رواتبهم على مدى ثلاثة أشهر كاملة وامتناع الإدارة عن صرف العلاوة المقررة عن العام الماضي ” 2006 ” وأنضم للعمال المضربين رفاقهم بمصنع أسكو لخيوط السجاد اعتراضا على السياسة المالية الظالمة المتبعة معهم .

كما أضرب عمال شركة النيل العامة للطرق والكباري احتجاجا على عدم صرف رواتبهم منذ أكثر من ثلاثة أشهر وأنضم إليهم المتقاعدون الذين لم يصرفوا معاشاتهم ومستحقاتهم المالية , وأكد المضربون أن إدارة الشركة تنفذ مخططا لبيع الشركة بإغراقها بالديون …!

التظاهر :
قام نحو 1300 عامل من شركة القناة للحبال ببور سعيد بالتظاهر احتجاجا علي قرار رئيس مجلس الإدارة بعدم رفع نسبة الحوافز من 30% إلي 75% أسوة بالشركات المماثلة التابعة لهيئة قناة السويس …!

وفي القاهرة تظاهر أكثر من 100 مساعد قطار في مقر ملاحظة القطارات احتجاجا علي عدم تعيينهم حتى الآن في وظيفة سائق قطار رغم التحاقهم بالعمل منذ عام 1966 , وكان مساعد والقطارات قد تلقوا وعدا بتعيينهم في وظيفة قائدي قطارات إلا أن هذا لم يحدث بالرغم من وجود عجز في سائقي القطارات ..!

وفي محطة الإسكندرية تجمع مئات السائقين والعاملين بقطاع السكك الحديدية وتظاهروا اعتراضا علي ما تسرب داخل الهيئة من وجود نية لخصخصة السكك الحديدية ومن ثم تحويل عملية التطوير الحالية التي أعلنت عنها الحكومة إلي عملية تخلص من العمالة القديمة والاتجاه لتعيين عمالة مؤهلة بدلا منها …!

وفي مقر شركة أتوبيس غرب الدلتا قام العاملون بالتظاهر احتجاجا علي قيام الشركة بالموافقة علي عمل إحدى الشركات الخاصة علي خطوط الإسكندرية – شبين , وشبين – طنطا , حيث اعتبر العاملون هذا التوجه بداية لخصخصة الشركة وتعرض مستقبلهم للخطر …!

وفي القاهرة تظاهر المئات من المدرسين الغاضبين أمام ديوان وزارة التربية والتعليم احتجاجا علي رفض المديريات التعليمية تنفيذ قرارات الحكومة بالتعاقد معهم بالمكافأة الشاملة بالرغم من أن هذه المديريات كانت قد أعلنت عن حاجتها إلي أكثر 10 آلاف من المدرسين لسد العجز المدارس …! وأمام ديوان هيئة البريد بالقاهرة تظاهر العشرات من خريجي كلية البريد جامعة حلوان دفعة عام 2004 احتجاجا علي عدم تعيينهم علي الرغم من أن الهيئة قامت بتعيين 150 خريجا من محافظة الشرقية والتعاقد مع 1400 خريج من نفس المحافظة وذلك أثناء تولي الدكتور علي مصيلحي وزير التضامن الاجتماعي رئاسة مجلس إدارة هيئة البريد , ومن المعروف أن علي مصيلحي من أبناء محافظة الشرقية وخاض انتخابات مجلس الشعب قبل توليه الوزارة في إحدى دوائرها …!

وفي الإسكندرية شهد ديوان المحافظة مظاهرة لعشرات العمال من شركة الغزل المصرية ” سيينكو وبلانكو ” والذين تم طردهم رغم أن مدة خدمتهم تتراوح بين 12 و 22 عاما …!

الفصل التشريد :
قامت محافظة الإسكندرية بطرد 70 عاملا من مصنع للغزل وشركة للبطاطين وذلك بعد أن قامت قوات الشرطة باقتحام المصنع وطرد العمال والتحفظ علي جميع الأجهزة والمعدات واتخاذ إجراءات الحجز والتحفظ وتنفيذا لقرار محافظ الإسكندرية رقم 1109 لسنة 2006 تجاه أصحاب المصنع الذين لم يسددوا ديونهم لدي المحافظة والتي وصلت إلي 43 مليون جنيه …!

وفي القاهرة قررت شركة السندباد إغلاق فرعها بالميرلاند وإعطاء حوالي 500 من العاملين أجازة مفتوحة , في حين أكد مدير عام الشركة أنه تم تأخير الميرلاند منذ عام 1999 بموجب عقد إيجار ينتهي بنهاية عام 2006 , وتمهيدا لإخلاء المكان تم إعطاء العاملين أجازة مدفوعة الأجر إلي حين نقلهم مع بداية يناير إلي فرع الشركة بالغردقة , غير أن العاملين يؤكدون أن النقل إلي الغردقة ما هو إلا وسيلة ضغط لطردهم وتشريدهم …!

وفي قنا قررت مديرية التعليم فصل نحو 177 خريجا من خريجي الدبلومات الفنية بعد 7 أيام من تسليمهم العمل بمدارس إسنا التعليمية , جاء ذلك عقب وصول ما يفيد أن العقود التي أبرمت مع الخريجين ليس لها بند مالي بالموازنة لدفع رواتبهم …!

وفى أسيوط قررت الإدارة المكسيكية بشركة الأسمنت إنهاء خدمة 6 عمال اعتبارا من 11 ديسمبر دون سبب واضح وهذا ما اعتبرته القيادات النقابية فصلا تعسفيا ..!

وفى مدينة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية تم تشريد 300 عامل مؤقت بحي شرق شبرا الخيمة وذلك بعد رفضهم توقيع عقود عمل جديدة هي فى طبيعتها أقرب إلى عقود الإذعان ..!

وفى الشركة المصرية القابضة لتنمية شمال سيناء تم تشريد 60 عاملا بعد صدور القرار الجمهوري رقم 372 لسنة 2006 والقاضي بإلغاء الشركة والغريب أن هذا القرار لم يتضمن أي إشارة لمصير العمالة بها ..!

دفتر أحوال :
وفى منطقة الجمرك بالإسكندرية قام الشاب محمود فتحي على ” 22سنة بالانتحار وذلك بأن صنع مشنقة فى السقف ونفذ فى نفسه الإعدام بالرغم من أنه العائل الوحيد لأسرته بعد أن هرب والده من الإنفاق عليهم مما دفعه إلي الانقطاع عن الدراسة والقيام بالعمل فى إحدى الشركات تمت تصفية الشركة فأصبح محمود فى الشارع .. حاول أن يجد فرصة عمل دون جدوى .. فكان الانتحار ..!