10/12/2004
بدعوة من مركز حماية وحرية الصحفيين انعقدت في عمان ورشة تبادل الخبرات لقيادات الإعلام العراقي المسموع والمرئي في الفترة من 7- 10ديسمبر 2004 وحضرها قيادات اربع عشرة محطة عراقية تبث برامج مسموعة ومسموعة مرئية وتغطي بشكل عام العراق كله. وعلى مدار ايام العمل الأربعة ناقش المؤتمرون موقف الإعلام العراقي المسموع والمسموع المرئي من الأنتخابات العراقية المقبلة والتي تحدد لها يوم 30 يناير 2004 ، وكيفية التغطية الإعلامية النزيهة لأعمال الحملة الأنتخابية ومراقبة نزاهة عمليات التصويت وإعلان النتائج ، فضلا عن تقييم اداء المراسلين الميدانيين المتابعين لعمليات التصويت . وقد اطلع المؤتمرون على الخبرات والتجارب الدولية في مجال التغطية الإعلامية النزيهة والمحايدة للعملية الأنتخابية عبر مناقشات معمقة اجروها مع عدد من الخبراء الدوليين ، واستمعوا الى مداخلات من ممثلين رفيعي المستوى للمفوضية المستقلة للانتخابات في العراق و للهيئة الوطنية العراقية للاتصالات والإعلام . وفضلا عن كل ذلك فإن المؤتمرين قد قاموا بوضع افكار اساسية لأعمال إذاعية وتلفزيونية محتمل تنفيذها لدعم المشاركة السياسية في عملية الأنتخابات . • ان الوعي الأنتخابي في العراق لازال محدوداً، ولذلك دعا المشاركون المفوضية المستقلة للانتخابات لتنظيم ندوات في الأماكن التي يتوافر فيها عدد كاف من الناخبين مثل الكليات الجامعية مع الأخذ في الأعتبار ضرورة توفير الماخ المناسب لتلك الندوات والحماية الأمنية الكافية . • انه على الرغم من الجهد الهائل الذي تبذله المفوضية المستقلة للانتخابات في اعمال تسجيل الناخبين إلا ان عليها ان تأخذ في الأعتبار ان هناك اماكن في اقليم كردستان لم تصل اليها استمارات التسجيل نظرا للطبيعة الجغرافية للمنطقة ، ودعا المشاركون المفوضية الى بذل كل ما تستطيع من اجل ضمان مشاركة السكان في تلك المناطق وفي غيرها من المناطق الوعرة والبعيدة في عملية الأنتخابات . • لفت المشاركون نظر المفوضية المستقلة الى اهمية انشاء مركز إعلامي مستقل للتوعية باهمية الأنتخابات وان يكون مقره الرئيسي في بغداد ويرتبط بمراكز فرعية في محافظات القطر المختلفة. • وجد بعض المشاركين انه من الأوفق لزيادة الوعي الأنتخابي البدء بتدريس القوانين الأنتخابية في المدارس المتوسطة محتذين بالتجربة النمساوية في هذا المجال . • ناقش المؤتمرون اوضاع الإعلام في العراق بشكل عام وقرروا انه على الرغم من ان الإعلام العراقي إعلام عريق ، وسبق غيره من الدول العربية بما فيها مصر فأول صحيفة عراقية صدرت عام 1889 ، إلا انه يتعين الاعتراف بان الإعلاميين العراقيين يفتقرون الى المهارات الإعلامية الأساسية نتيجة انقطاعهم عن العالم طوال الخمسة وثلاثين عاما الماضية ، الأمر الذي يجعل من تدريب الكوادر العراقية الإعلامية العراقية الشابة على التقنيات المهنية امرا اساسيا يتعين حشد كل الجهود من خلفها سواء اكان ذلك قبل عملية الأنتخابات او بعدها كنوع من انواع تنمية المهارات المستمر للكوادر العراقية الشابة. كما لفت بعض المتحدثين النظر الى انه إذا كانت هناك اهمية لتدريب الإعلاميين العراقيين على مهارات العمل الإعلامي إلا ان هناك مجالاً معدوماً في العراق وهو التدريب على إدارة الإعلام . وفي هذا الأطار فإن المناقشات قد شددت على ضرورة ان تعمل المنظمات غير الحكومية العربية والدولية جنبا الى جنب مع الهيئة الوطنية العراقية للاتصالات والإعلام ، من اجل تصميم برامج تدريبية مناسبة في هذا المجال. • احيط المؤتمر علما بالجهود التي تبذلها الهيئة من اجل تأسيس معهد الإعلام والأتصالات العراقي ، يكون هو مركز التدريب الأساسي في العراق بالتعاون مع الجامعات ، ودعوا المؤسسات غير الحكومية العربية والدولية للعمل مع الهيئة في هذا المجال الهام . • اعرب المؤتمرون عن قلقهم من استمرار ازمه اكثر من 6800 موظف كانوا يعملون في وزارة الإعلام تم تسريحهم نتيجة حل الوزارة وناشدوا الهيئة الى ان تلعب دورا في وضع حد لهذه المأساة . • احاط ممثلو الهيئة الوطنية العراقية للاتصالات والإعلام المؤتمر ببعض القواعد الإلزامية الخاصة بتغطية الإنتخابات، والتي تهدف الى ضمان حرية التعبير والإعلام اثناء الحملة الأنتخابية، مقررا ان تلك القواعد- والتي لم يجر اقرارها بعد من المنتظر ان تناقش في ندوة خلال الأيام القادمة ببغداد –وقد ابدى بعض المشاركين اعتراضات شديدة إزاء ذلك مؤكدين على ان تلك القواعد جاءت متأخرة جدا، فهي سوف تناقش يوم 14 يناير 2005 والحملة الأنتخابية سوف تبدأ يوم 15 يناير 2005 ، مشددين على ضروة التنسيق مع وسائل الإعلام قبل إعلان تلك القواعد ودخولها حيز التنفيذ . وقد اعترف المتحدث باسم الهيئة بتأخر الاعلان عن تلك المعايير، مبررا ذلك بان الاسس التي يعملون عليها هي قواعد عالمية ، وتكاد تكون معروفة ومتفق عليها ” ، وهو الأمر الذي لم يلق ارتياحا من المؤتمر. • ناقش المؤتمر الرسالة الإعلامية التي يتعين على الإعلام العراقي بثها خلال الحملة الإنتخابية ، وشدد بعض المداخلات على اهمية ان تكون الرسالة الإعلامية واضحة للجمهور ، مؤكدا على ان احدى المشكلات التي تواجه الإعلام في العراق هي مشكلة الاستعراض اللغوي والتركيز على النحو والصرف وتضييع الفكرة. مقترحا ان تقدم النشاطات الانتخابية بأبسط لغة للناس ، مع حث المرشحين على ان يتوجهوا بلغة بسيطة يفهمها الجميع. • عرض على المؤتمر خطة العمل التي اعتمدتها قناة “العراقية” من اجل تغطية الأنتخابات المقبلة والتي كان من اهمها توفير الفرصة للاطراف المختلفة لعرض رأيها، وعرض معلومات بحيادية وموضوعية، التعامل مع كافة القوى والمرشحين بحيادية، والامتناع عن الدعاية السياسية بأجر مدفوع، تنويع البث وايصاله الى العراقيين خارج العراق، واجراء استطلاعات للرأي، عدم نشر اي مادة تحرض على العنف والفتن والفوضى، تسليط الضوء على القوى التي ستخرب العملية الانتخابية. وقد تحفظ بعض المشاركين على نتائج استطلاعات الرأي التي تجريها المحطة العراقية نتيجة شكوك حول العينات مفضلا التركيز على برامج التثقيف والتوعية قبل اجراء الاستطلاعات، وهو الأمر الذي ايده ممثل محطة العراقية والذي قال ” “عمل البرامج الثقافية والتوعوية اولا فكرة جيدة وفيها حرص على صورة المواطن العراقي. • ناقش بعض المشاركين بعمق ضرورة اتاحةالفرصة للمواطنين العراقيين لمشاهدة البرامج المرئية عبر التلفزيون وخاصة برامج التوعية مشددين على ان انقطاع الكهرباء لمدة تصل الى عشر ساعات يوميا لا يساعد على اتاحة المعلومات الواسعة للمواطنين حول الأنتخابات ، وفي هذا الأطار اقترح البعض فضلا عن ضرورة معالجة هذه المشكلة وضع شاشات تلفزيونية عملاقة في بعض الميادين او توزيع اجهزة تلفزيون تعمل بالبطارية على المناطق المحرومة من الكهرباء . كما طالب البعض من ” العراقية ” باعتبارها خدمة البث العام في العراق ضرورة تخصيص جزء من برامجها باللغة الكردية والتركمانية والآشورية لخدمة الأكراد وغيرهم الذين يقيمون خارج منطقة كردستان. ويمكن القول بشكل عام بان المناقشات التي دارت في المؤتمر كانت مثمرة، وقد تعهد المشاركون باعتبارهم من القيادات الإعلامية العراقية في مجال الإذاعة المسموعة والمسموعة المرئية بما يلي: • ان يبذلوا كل ما يستطيعون وفي حدود الأمكانيات المتاحة ، لتقديم تغطية إعلامية جادة ونزيهة وصادقة للإنتخابات العراقية في جميع ادوارها المختلفة خاصة مرحلتي الحملة الأنتخابية التي من المقرر ان تبدأ يوم 15 يناير عام 2005 ، والأقتراع والذي من المقرر ان يبدأ يوم 30 يناير 2005 ، وان تقوم محطاتهم – في حدود امكانياتها – بلعب دور واسع في مجال التوعية الأنتخابية وتقديم معلومات صادقة ومحايدة حول الإنتخابات النيابية القادمة في العراق . • ان يبذلوا كل جهدهم في حدود الأمكانيات المتاحة كي تكون الأنتخابات العراقية المقبلة تحت رقابة الرأي العام ، في كل مراحلها لضمان حياد تلك ألانتخابات ونزاهتها . • ان يتأكدوا كلما استطاعوا سبيلا ان البرامج التي تبثها المحطات التي يعملون بها تقدم المعلومات الى الجمهور بصورة سهلة وميسرة وانها لا تتضمن برامج تساعد على العنف او تحرض على، او تتضمن تمييزا او سخرية من المرأة او الأقليات او غيرها ، مؤكدين على ان التنوع العرقي والديني في العراق هو مصدر غنى لهذا القطر العربي وليس سببا للانقسام والفرقة. كما اوصى المشاركون بما يلي: • البدء بتطبيق خطة عاجلة لتدريب الكوادر الإعلامية العراقية على اعمال تغطية العملية الأنتخابية بمراحلها المختلفه بدءاً من مراحل التسجيل، وحتى عمليات التصويت وإعلان النتائج، وردود الأفعال المتوقعة على إعلان النتائج ومرورا بمرحلة الحملة الأنتخابية. وهم في سبيل تحقيق ذلك يشددون على التعاون مع المنظمات غير الحكومية العربية والدولية من اجل تحقيق هذة الغاية في اقصر وقت ممكن وباشد الطرق فاعلية وتنظيماً، على ان تبدأ خطة التنفيذ العاجلة في موعد لا يجب ان يتأخر عن 20 ديسمبر 2005 ، وتنتهي في موعد اقصاه 5فبراير 2005، وان تتضمن تلك الخطة تدريب عدد يتراوح ما بين ثلاثة الى عشرة من كوادر المحطات التلفزيونية والإذاعية المشاركة ، وغيرها عند الضرورة ، في دورات متتالية تعقد لهذا الغرض في العراق . • ان تقوم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالتعاون مع المحطات الإذاعية والتلفزيونية من اجل انتاج برامج توعية مناسبة لدعم المشاركة السياسية في الأنتخابات القادمة مشددين على ان تلك الأنتخابات هي خطوة في طريق بناء عراق حر ديمقراطي موحد . • ان يجتمع المشاركون في هذا المؤتمر مرة اخرى في عمان بعد انتهاء عملية الأنتخابات في العراق لتقييم اداء محطاتهم اثناء الحملة الأنتخابية وتحديد الأحتياجات اللازمة لبناء إعلام عراقي حر وقوي ومستقل ، في ظل الديمقراطية العراقية المرتقبة، ووضع الخطط الكفيلة بتطوير القدرة المؤسسية للاعلام العراقي بما في ذلك تدريب وتأهيل شباب الإعلاميين العراقيين على المهارات الضروية لممارسة المهنة ، وبرامج توفير الحماية الجسدية والقانونية لهم اثناء ممارستهم اعمالهم . كما يقدم المشاركون الشكر لمركز حماية وحرية الصحفيين على تنظيمه هذا الحدث المهم ويتطلعون للعمل معه في سبيل تنفيذ ما يمكن تنفيذه من هذه التوصيات . |