21/7/2007

في أشد الوقائع إيلاما قام العامل أحمد إدريس من حدائق القبة بالقاهرة بقتل طفلته ذات الربيعين لعجزه عن شراء الدواء لها .. حدث ذلك في شهر مايو الماضي ليرسم صورة قاتمة لما وصل إليه حال العمال في مصر , ولم يكن غريبا أن يشهد النصف الأول من عام 2007 انتحار 24 عاملا بعد أن عجزوا عن سداد نفقات أسرهم ووصل بهم اليأس إلي مداه , ويقينا فإن تلك المؤشرات تؤكد علي تقلص مساحات الأمل أمام الباحثين عن فرصة عمل , وزيادة حدة الصراع بين العمال وأصحاب الأعمال بعد أن أدت السياسات التي تنتهجها الحكومة إلي اقتطاع مساحات كبيرة من حقوق العمال لصالح أصحاب الأعمال … ولم يكن غريبا أن يشهد النصف الأول من عام 2007 أشد الاحتجاجات العمالية بعد أن وصل العمال إلي قناعة بأن الحقوق لا تمنح ولكنها تنتزع فازدادت رقعة الاحتجاجات العمالية لتشمل كل القطاعات ” الخاص – الأعمال – الحكومي ” حتى وصل عددها إلي 137 احتجاجا متمثلة في 82 اعتصاما و 31 إضرابا و 24 تظاهره وتجسدت خسائر الحركة العمالية في فصل وتشريد أكثر من 70 ألف عامل ليكشف زيف الادعاء بتشغيل الشباب وانخفاض نسبة البطالة ,

ونظرة متأملة لتلك الأرقام سنجد علي سبيل المثال أن الاعتصامات خلال الستة أشهر الأولي من عام 2007 توزعت ما بين 43 اعتصاما في قطاع الأعمال و 21 اعتصاما في القطاع الحكومي , و 18 اعتصاما في القطاع الخاص , أما الإضرابات فقد انقسمت إلي 11 إضرابا في قطاع الأعمال و 9 إضرابات في القطاع الحكومي و 11إضرابا في القطاع الخاص , في حين كانت التظاهرات ما بين 5 تظاهرات في قطاع الأعمال و 13 تظاهره في القطاع الحكومي و 6 تظاهرات قي القطاع الخاص , أما خسائر الحركة العمالية فتمثلت في فصل ما يزيد عن 51 ألف عامل في قطاع الأعمال وما يزيد عن 14 ألف عامل في القطاع الحكومي وما يزيد عن 5 آلاف عامل في القطاع الخاص , وهو ما يعني أن قطاع الأعمال والقطاع الحكومي كان لهما النصيب الأوفر في طرد وتشريد العمال .

اعتصامات العمال خلال النصف الأول من عام 2007

 

الشهر

ق الأعمال

ق الخاص

ق الحكومي

الإجمالي

يناير

3

3

6

فبراير

10

3

2

15

مارس

5

1

4

10

أبريل

14

4

1

19

مايو

5

5

3

13

يونيو

6

5

8

19

الإجمالي

43

18

21

82

 

إضرابات العمال خلال النصف الأول من عام 2007

 

الشهر

قطاع الأعمال

القطاع الخاص

القطاع الحكومي

الإجمالي

يناير

1

1

3

5

فبراير

3

4

7

مارس

2

2

3

7

أبريل

1

2

3

مايو

2

1

1

4

يونيو

2

1

2

5

الإجمالي

11

11

9

31

 

تظاهرات العمال في النصف الأول من عام 2007

 

الشهر

ق أعمال

ق الخاص

ق الحكومي

الإجمالي

يناير

1

1

فبراير

1

2

3

مارس

2

1

3

أبريل

2

3

2

7

مايو

2

2

يونيو

2

1

5

8

يوليو

5

6

13

24

 

فصل وتشريد العمال في النصف الأول من عام 2007

 

الشهر

قطاع أعمال

القطاع الخاص

القطاع الحكومي

الإجمالي

يناير

9500

9500

فبراير

3

2697

2700

مارس

700

72

200

972

أبريل

51000

2700

53700

مايو

64

3000

1500

4564

يونيو

1150

14

150

1314

الإجمالي

52917

5783

14050

72750

 

انتحار العمال خلال النصف الأول من عام 2007

 

يناير

فبراير

مارس

أبريل

مايو

يونيو

الإجمالي

3

9

2

4

3

3

24

 

إحصائية بعدد العمال الذين لقوا مصرعهم وأصيبوا في حوادث عمل نتيجة لغياب الأمن الصناعي في النصف الأول من عام 2007

 

الشهر

موت

إصابة

يناير

1

21

فبراير

8

18

مارس

1

1

أبريل

10

14

مايو

5

14

مايو

5

41

يونيو

4

30

الإجمالي

29

158

ويجدر ربنا أن نذكر أن النصف الأول من عام 2007 شهد احتجاجات عنيفة في مختلف القطاعات وبين شتي الفئات بدءا من عمال اليومية وانتهاء بأساتذة الطب والصحفيين وهو الأمر الذي يؤكد سقوط الشرائح العليا من الطبقة المتوسطة تحت خط الفقر … وكانت ذروة المأساة حين نادي الكثير من الأطباء بمساواتهم بعمال النظافة …! بما يؤكد أن الاختلال في المجتمع المصري أصبح شاملا وعاما وينذر بعواقب لا أحد يدري علي وجه الدقة مداها , لقد أكدت الاحتجاجات العمالية والتي تضاعف عددها وشدتها خلال الأشهر الأخيرة أن العمال أصبحوا بين أمرين … الانفجار … أو الانتحار …!

وليس من السهل علينا أن نمر مرور الكرام علي عدد العمال المنتحرين والذي وصل خلال ستة أشهر إلي 24 منتحرا , فالأرقام إذا كانت تختزل الكثير من التفاصيل فإنها في حالتنا هذه وعلي غير عادتها تبوح بكل شيء , عن الحياة عندما تصبح عبئا لا يمكن احتماله , عن قهر وصل إلي مداه وعن عجز ضرب في الجذور ولم يعد هناك من مقاومة , أطفال العمال لا يريدون لعبا للأطفال , ولا دراجة يتنزهون عليها , ولا كرة يلعبون بها في وقت الفراغ , هم يريدون فقط إسكات صوت الجوع … أن يصبح الخبز في البيت متاحا في أي وقت … وعندما يصبح الأب العامل عاجزا عن توفير هذا … ما الذي تبقي له من الحياة وما الذي يبقيه عليها … هي أهون من أن يري طفله دموع العجز في عينيه وأرخص من أن تعاش …!

لقد أدت سياسة الإفقار التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة أن يصبح عمال مصر بين أمرين … إما أن ينفجروا … أو يموتوا …!