أولاد الأرض ترصد 50 قتيلا و 155 مصابا وانتحار 4 ضحايا حوادث العنف بين الفلاحين في النصف الأول من عام 2007

25/7/2007

مع التدهور المستمر لأحوال الفلاحين وتدني مستوي معيشتهم نتيجة لسياسة الإفقار التي تتبعها الحكومات المتعاقبة منذ عشرين عاما أو يزيد كان طبيعيا أن يشهد الريف المصري ظواهر جديدة كانت بعيدة كل البعد عما يحمله الفلاح من سمات أهمها القدرة علي الاحتمال والصبر علي المظالم .

ففي النصف الأول من عام 2007 رصدت أولاد الأرض قيام الفلاحين ب 7 تظاهرات و 3 اعتصامات , ففي شهر يناير سقط فلاح قتيلا وأصيب 22 آخرين في قرية ترك التابعة لمركز العياط بمحافظة الجيزة بعد قيام أهل القرية بتظاهرة لرفضهم إقامة برج تقوية لإحدى شركات المحمول وانتهت بمصادمات عنيفة مع الشرطة , وفي شهر فبراير قام أهالي قرية برك الخيم مركز الجيزة بالتظاهر أمام وزارة التضامن الاجتماعي احتجاجا علي غلق أحد مخبزين في القرية مما تسبب في صعوبة حصولهم علي رغيف الخبز , كما قام ما يقرب من 100 مزارعا بالتظاهر أمام ديوان محافظة قنا احتجاجا علي قرار وزارة الزراعة بتخصيص أراضيهم المستصلحة بمنطقة المراشدة لصالح إحدى الشركات اليابانية , وفي شهر مارس قام أكثر من 500 مزارع من قري العباسية الكبيرة وقسما حليم وواصف العراقي التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية بالتظاهر أمام ديوان وزارة الأوقاف احتجاجا علي قرار هيئة الأوقاف برفع القيمة الإيجارية للفدان من 1200إلي 1900 جنيها , وفي محافظة الدقهلية قام فلاحو عزبة مرشاق بدكرنس باعتصام مفتوح علي الأرض التي تم انتزاعها منهم لصالح عائلة البدراوي بالرغم من قيامهم بسداد جميع الأقساط للإصلاح الزراعي , وفي شهر مايو تظاهر مئات الفلاحين أمام مصنع سكر الفيوم احتجاجا علي رفض إدارة الشركة استلام محصول البنجر الذي تم التعاقد عليه قبل زراعته , وفي شهر يونيو قام آلاف المزارعين في مدينة بسيون بمحافظة الغربية بمظاهرة حاشدة أما بنك التنمية والائتمان الزراعي احتجاجا علي نقص الأسمدة وفي محافظة المنوفية قام أكثر من 300 فلاح من قرية سمادون مركز أشمون بالاعتصام أمام ديوان عام المحافظة احتجاجا علي طرد 600 أسرة من أراضي الإصلاح الزراعي , وفي محافظة كفر الشيخ قام عدد كبير من الفلاحين بالتظاهر أمام مديرية الري لعدة أيام متتالية احتجاجا علي نقص مياه الري مما أدي إلي جفاف شتلات الأرز ,

وفي محافظة الفيوم اعتصم العشرات من فلاحي قرية أبهيت الحجر أمام ديوان المحافظة احتجاجا علي عدم وصول مياه الشرب إلي قريتهم منذ شهرين كما شهد النصف الأول من عام 2007 انتحار 4 مزارعين في سابقة أكثر إيلاما تضرب في جذور الإيمان الراسخة للفلاح المصري , ففي شهر مارس قام الفلاح اسحق تادروس فانوس من قرية نزلة عبيد مركز المنيا بالانتحار شنقا في منزلة لمروره بضائقة مالية أدت إلي شعور بالاكتئاب الشديد , وفي شهر أبريل قام فلاح شاب بمحافظة أسيوط بالانتحار وذلك بأن تناول كمية كبيرة من الأقراص المخدرة بعد أن قام والده بتأنيبه بعنف لقيامه بضرب الحمار دون سبب واضح , وفي شهر يونيو قام المزارع محمد محمود أبو طالب من قرية الجبيرات مركز طهطا بسوهاج بالانتحار شنقا بعد عجزه عن سداد قرض قيمته 25 ألف جنيها لبنك التنمية ومطاردة الشرطة له بعد صدور حكم بالحبس عليه , وفي المنيا قام المزارع هارون فانوس بالانتحار بأن أطلق الرصاص علي نفسه لمروره بضائقة مالية وعجزه عن تدبير نفقات علاجه , التظاهر والاعتصام والانتحار ظواهر جديدة بدأت تطفو علي سطح الأحداث في الريف المصري, وهو ما يجب أن تلتفت إليه ونرصده بدقة , وهنا يجب أن نذكر حادثة وقعت في محافظة أسيوط في شهر فبراير الماضي فلم تمكن أسباب الحادثة لخلاف علي نوبات الري أو الحدود بين الأراضي الزراعية ولكنها وقعت لأسباب جديدة تظهر لأول مرة في القرية المصرية , فقد لقي فلاح مصرعه وأصيب آخرون بجروح مختلفة في معركة حامية نشبت بالأسلحة النارية بين أسرتين أولاد عمومة تنتميان إلي عائلة واحدة بقرية الجنادلة مركز الغنام بسبب التناقش الشديد علي أولوية شراء الخبز من أحد مخابز القرية , في الماضي كان من يخبز في القرية يوزع الخبز علي جيرانه , واليوم أصبح الأقارب يقتتلون من اجل حفنة من الأرغفة , وقد أسفرت المعركة عن مقتل قنديل محمد حسن وإصابة 8 آخرين , هذا ما آل إليه حال الريف المصري في عهد حكومتنا الرشيدة …!

وفي الإجمال فقد شهد النصف الأول من عام 2007 سقوط 50 قتيلا و 155 مصابا ضحايا 59 حادثة من حوادث العنف بين الفلاحين , أستأثر الوجه القبلي ب 43 حادثة الوجه البحري ب 16 حادثة , وقد تعددت أسباب تلك الحوادث , فقد وقعت 22 حادثة لنزاع علي ملكية الأرض , 9 حوادث للنزاع علي الحدود بين الأراضي الزراعية و 8 حوادث للنزاع علي أولوية الري أو المساقي و 16 حادثة لأسباب مختلفة اقل ما يقال عنها أنها تافهة مثل نزول ماعز لأحد المزارعين إلي حقل مزارع آخر وغيرها من تلك الأسباب , أما حوادث الانتحار فكانت كما أسلفنا …!