8/10/2008
مع العمد وسبق الاصرار ” ولأمر لا يعرفه غيرهم ” قرر القائمون علي محطتي رفع المياه رقم 5 , 6 في قرية الحكمة بوادي النقرة التابعة لكوم امبو بأسوان منع وصول مياه الري الي اكثر من 600 فدان وبالتحديد في الحوض رقم 1 والحوض رقم 3 منذ شهر أو يزيد مما تسبب في جفاف محصول الذرة الشامية وغيره من المحاصيل مما كبد المزارعين خسائر فادحة .. والغريب في الامر أن هذا المنع لم يسر علي اراضي الاستثمار والمستثمرين والتي تزيد عن 65 الف فدان في تلك المنطقة والتي تصل اليها مياه الري بوفرة وبشكل مستمر وهو الامر الذي يثير الريبة ويشير باصابع الاتهام الي القائمين علي محطات رفع المياه ” خاصة رقم 5 , 6 ” وما يحملونه من سوء نية تجاه صغار المزارعين وشباب الخريجين ..!
ويقينا فإن صغار المزارعين وشباب الخريجين حين قام مشروع مبارك بتسليم خمسة افدنة لكل منهم لم يمر بخاطرهم ولو للحظة أن البوار والخراب وضياع الحلم سيكون المصير ..!
يقول أيمن فتحي فوزي ” احد المتضررين ” استلمت خمسة أفدنة من مشروع مبارك لشباب الخريجين , دفعت كل ما املك من مال وجهد حتى اخضرت الارض وبدأت المحاصيل تاتي بثمارها, ومنذ عام ونصف بدأنا نعاني من نقص مياه الرى , وكلما ذهبنا للشكوى الي المهندس مجدي الخياط وكيل وزارة الري بأسوان او الي المهندس محمد سنوسي مسئول الرى بالمحافظة يقوم القائمون علي محطتي الرفع رقم 5 , 6 بضخ المياه الينا ليوم واحد فقط ثم يمنعونها وهو ما يعني أن معظمنا لا يجد الوقت الكافي لري ارضه , ثم فوجئنا منذ شهر بمنع مياه الري عنا تماما , قمنا بالشكوى لجميع المسئولين دون جدوى , وكانت النتيجة ان تلفت المحاصيل من العطش وأصبحت لا اجد ما يسد رمق اسرتي لقد وصل إهمال مسئولي الري في تلك المنطقة ان الترعة التي نقوم بالري منها أصبحت في حالة سيئة بعد أن تكسر ما يبطنها من مادة أسمنتية وأصبحت الماء الشحيحة تتسرب في الرمال..!
ويقول المزارع إبراهيم الدسوقي ” كنت سعيد ا حين استلمت الفدادين الخمسة خاصة انني كنت ضمن 120 مزارعا تم تسليم 600 فدان اليهم في تلك المنطقة , شعرت ان المستقبل يبتسم لي خاصة انني متزوج ولدي 7 ابناء لكن سرعان ما انطفأت فرحتي حين فوجئت بنقص مياه الري , مات الزرع بين يدي عطشا وتحول الحلم الي كابوس وحين سألت لماذا لم تنقطع المياه عن اراضي الاستثمار مثلما انقطعت عن ارضنا قيل لي ان اصحاب تلك الاراضي لديهم الاساليب ” المقنعة ” ما يمنع انقطاعها وانه لكي تصل المياه الي ارضنا لابد من اتباع تلك الاساليب وللحقيقة اقول فإن تلك الاساليب مكلفة جدا , وما يتبقى من الحصاد لا يكفي قوت اولادي.. واليوم وبعد ان مات محصول الذرة عطشا فقدت كل ما املك واصبحت اسرتي علي شفا الجوع ولم يبق امامي سوى ان ارفع يدي الي السماء شاكيا وقائلا ” حسبي الله ونعم الوكيل ” ..!
وكان من الطبيعي حين انسدت في وجوههم كل السبل ان يأتي الينا في مؤسسة أولاد الارض وفد من مزارعي قرية الحكمة منهم ايمن فتحي فوزي , والسيد عيد عابدين وصبرة عبد الحكيم ومحمد فتحي ابراهيم وتغيان عبد الحفيظ وإبراهيم الدسوقي وغيرهم , وفد ينوب عن 120اسرة اراد لهم القائمون علي محطتي رفع المياه رقم 5 , 6 التشرد والضياع ..كان اليأس علي وجوههم يحكي كل شئ .. والإحباط في عيونهم يشي بما في قلوبهم من حزن بعد ان جفت حقول الذرة والسمسم وضياع موسم الصيف..!
يقول محمد فتحي إبراهيم ” لاادري من اين ادبر ثمن ملابس العيد والمدارس لاولادي فقد كنت اعتمد علي محصول الذرة الذي دمره العطش بعد ان تعمد القائمون علي محطات رفع المياه منع مياه الري من الوصول الي ارضي, وللحقيقة اقول لقد اتى رمضان هذا العام وقد انطفأت البهجة في بيوتنا وتربع فيها الجوع والفقر ..!
• من جانبنا .. فإن اولاد الأرض تؤكد أن منع مياه الري عن صغار المزارعين في قرية الحكمة وما صاحبه من تعمد يعد من جرائم الانتهاك لحقوق الانسان وحقه الاصيل في الماء وفي حياة كريمة ..!
لذا ..فإن اولاد الأرض تطالب وزير الري والموارد المائية بالتحقيق الفوري في تلك الواقعة ومحاسبة المسئولين عنها مع ضمان تدفق مياه الري الي تلك الاراضي وذلك درءا لما يمكن ان نقوم به من رفع قضايا تعويض للمزارعين في تلك المنطقة عما اصابهم من خسائر ..!