14/3/2009

أصبح من العسير علي ما يزيد علي 40 ألف مواطن هم اهالي قرى ميت يعيش وكفر المحمدية والحاكمية التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية أن يتنفسون هواء نقيا وأن يشربون ماء غير ملوث وان يحلمون ببيئة صالحة لاتسبب الامراض للانسان والحيوانات والطيور بعد ان اجتمعت كل مصادر التلوث في تلك القرى ما بين ترعة تخترق الكتلة السكنية ومصرف اصبح مجمعا للمخلفات الصلبة لعدم وجود شبكة للصرف الصحي وسلخانة تجتذب مخلفاتها كل انواع الحشرات ومياه شرب ملوثة بالنترات والمنجنيز والبكتريا ومقلب ومحرقة للقمامة يبثان كل انواع السموم لقد اصبح اهالي تلك القرى علي وشك كارثة بيئية وصحية بل اصبحوا بالفعل في قلب الخطر ..!

يقول د / عبد الهادي محمد السبع رئيس لجنة حماية البيئة بقرية ميت يعيش لباحثي أولاد الارض ” منذ سنوات طويلة ونحن نشرب مياها ملوثة بالنترات والمنجنيز والبكتريا وجميعها تسبب الامراض وكان من الطبيعي ان يزداد عدد المصابين بأمراض الكلى والكبد وأمراض الجهاز الهضمي ( خصوصا الاطفال ) , وقد اكدت التحاليل الحكومية أن مياه البئر الجوفي غير صالحة للاستخدام الادمي مما دفع الاجهزة الحكومية الي وقف ضخ المياه من هذا البئر وربط شبكة المياه بمحطة الرحمانية ولكن بعد فترة ومع نقص كمية المياه التي يتم ضخها في تلك الشبكة تم تشغيل البئر الجوفي الملوث من جديد , وبدلا من ان يسعى الجميع الي حل جذري وجماعي للمشكلة ظهرت الحلول الفردية , فاشترى القادرون فلاتر بينما تاجر اخرون في المياه اما الاغلبية فهم غير قادرين علي شراء الفلاتر او جراكن المياه فماذا يفعلون ..؟! , ومن المصادفات الغريبة ان جميع مصادر التلوث اجتمعت واتحدت في تلك المنطقة فهناك ترعة تخترق الكتلة السكنية في قرية ميت يعيش وهذه الترعة يتم القاء القمامة والمخلفات الصلبة وصرف بعض المصانع والمزارع فيها فأصبحت بيئة مناسبة لنمو وتكاثر الحشرات مثل البعوض والذباب الذي ينقل امراض الملاريا والفلاريا ” داء الفيل ” والحمى الصفراء وملاريا الطيور وقد ازداد الامر سوءا مع وجود مصرف الذي يلقي فيه بمياه الترنشات والمخلفات الصلبة مما ساعد علي نمو وتكاثر الحشرات الضارة , فقد ادى عدم وجود شبكة لمياه الصرف الصحي الي استخدام البيارات او الترنشات والقاء المخلفات في المصرف , وقد اثر هذا الامر علي المياه الجوفية مما ادى الي تلوث مياه الشرب وهدد اساسات المنازل , وقد ساهمت مخلفات السلخانة بقدر غير يسير في هذا التلوث , فمخلفات السلخانة الصلبة تجذب كل انواع الحشرات والحيوانات الضالة مثل القطط والكلاب كما تمثل تلك المخلفات مشكلة حيث تحتاج الي معالجة قبل صرفها في المصرف , ولكى تزداد الامور تعقيدا اقدمت الوحدة المحلية علي القاء المخلفات الصلبة في ارض السوق , واصبح لدينا مقلب عشوائي مخالف للقانون ومحرقة مكشوفة ومخالفة لقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 ولائحته التنفيذية الصادرة برقم 338 لسنة 1995 والمعدلة بالقرار رقم 1741 لسنة 2005 والذي يحدد الاجراءات والشروط والمواصفات عند اقامة مقلب للقامة , وقد ادى ذلك في انبعاث غازات وجسيمات ضارة مثل ثاني اكسيد الكربون والجسيمات الصدرية العالقة مما تسبب في اصابة أطفالنا بأمراض خطيرة بالجهاز التنفسي كما تسبب مقلب القمامة الي تلويث المياه الجوفية وكذلك الي جذب الحشرات والحيوانات الضالة التي نقلت بدورها الامراض المختلفة للانسان والحيوانات والطيور , وتتبدى صورة تلك القرى وكأن اهلها يعيشون في القرون الوسطى حين تسقط الامطار وتتحول شوارعها غير الممهدة الي برك من المياه والطين وتتعطل حركة الناس والدواب وتزيد نسبة الغياب في المدارس والمصالح الاخرى وتنقطع الكهرباء والمياه ليأتي الليل ونحن نتخبط في الظلمات والتلوث , فسوء احوال الطرق والشوارع الترابية غير الممهدة تجعلنا نغرق سواء رضينا او ابينا في ” شبر ميه” ..!

 من جانبنا .. فإن أولاد الارض ترى ان حق الحياة في بيئة صالحة هي من الحقوق الاصيلة التى اكدت عليها المواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الانسان وان ما يحدث في قرى ميت يعيش وكفر المحمدية والحاكمية يعد انتهاكا خطيرا لتلك الحقوق ..1

 لذا فإن أولاد الأرض تطالب محافظ الدقهلية بالقضاء علي كل اسباب التلوث وذلك بتحقيق المطالب الاتية :

  1. إنشاء شبكة للصرف الصحي
  2. إزالة مقلب القمامة
  3. اختيار ابار جوفية جديدة تكون مياهها صالحة للاستخدام الادمي وصيانة شبكة مياه الشرب
  4. تغطية الترعة والمصرف والتأكيد علي عدم القاء مخلفات او قمامة بهما لحين القيام بتغطيتهما  وتؤكد أولاد الارض علي ان تحقيق تلك المطالب هو السبيل الوحيد لانقاذ اكثر من 40 الف مواطن من كارثة بيئية وصحية قادمة ..