12/1/2010

منع مساعد مدير أمن الغربية عدد من القيادات العمالية المفصولة بشركة طنطا للكتان من دخول الشركة بدعوى قيامهم بتحريض العمال .وقال جمال عثمان أحد القياديين ذهبنا للتضامن مع زملائنا المضربين ولكننا فوجئنا بتعنت أمني غريب مضيفا إلى أن الدولة رضخت أمام المستثمر السعودي الذي عصف بكل القوانين والاتفاقيات التي وقعها ، ولا تجد أمامها سوى العمال للضغط عليهم.

يذكر أن العمال قد نظموا الإضراب احتجاجا على فصل رئيس اللجنة النقابية صلاح مسلم فى يوم 6 يناير الحالى ، وللمطالبة برفع الحافز والبدلات وصرف الأرباح وعودة المفصولين. لوقف مخططات تصفية الشركة وتشريد العمال.

وقال صلاح مسلم ..رئيس اللجنة النقابية لن أقبل أي تسوية سوى عودتي للعمل مرة أخرى وإذا انتقلنا للقاهرة فلن يستطيع أحد أن يسيطر على العمال مشيرا إلى أن الإدارة اختفت تماما من الشركة.

وزعمت إدارة الشركة في قرار الفصل إن مسلم قام بتحريض العمال على التجمهر وسب وقذف اللواء محسن العياط ممثل صاحب العمل ..كما رفض الامتثال للتحقيق معه.وصدر القرار عصر الأربعاء الماضي بعد مواعيد العمل الرسمية، وللاستفادة من أن يومي الخميس والجمعة الماضيين أجازة وذلك خوفا من رد فعل العمال الذين أكدوا أن شعارهم هذه المرة سيصبح “يا أحنا .. يا هما”.

وقال قيادي عمالي الإضراب متواصل وسننقل اعتصامنا إلى القاهرة قريبا ..من أجل انتزاع حقوقنا خصوصا مع ما يشاع عن وجود خطة لفصل حوالي 200 عامل ، وكذا تسريب أخبار عن وجود مستثمر آخر يرغب في شراء الشركة بدون عمالها.

كما أكد أن القوى العاملة سعت إلى التفاهم معهم للخروج على المعاش المبكر بقيمة 35 ألف جنيه لكل عامل وهو ما رفضه العمال مؤكدين على تمسكهم بالعمل ، ومواصلة الإضراب لحين انتزاع حقوقهم.

واتهم جمال عثمان القيادي المفصول بالشركة وزارة القوى العاملة بالتواطؤ مع المستثمر مشيرا إلى أنها مارست كافة الضغوط على العمال من أجل فض إضرابهم الذي استمر لمدة 6 شهور العام الماضي، وأجبرتهم على القبول باتفاقية هزيلة مفادها إن العمال ليس لهم أي حقوق سوى 28 جنيها زيادة في بدل الوجبة الغذائية، بل وعاقبتهم على الإضراب عبر: حرمان العمال من فترة التأمينات لمدة ستة شهور وعدم دفع المستثمر اشتراك التأمين . وفصل 30 عامل لا يريدهم المستثمر حتى يتم تشغيل الشركة بالإضافة إلى عدم عودة العمال التسعة الذي نظم الإضراب من أجلهم، وأخيرا حرمان العمال من راتب 9 أيام ضاعت بين المستثمر والوزارة التي أعطت للمستثمر راتب لمدة 7 أشهر لأنه متعثر بالإضافة إلى تحمل النقابة مرتب 6 أشهر فترة الإضراب.

ويتساءل اشرف الحارتي من قال إن المستثمر متعثر، ومن وافق المستثمر على طلباته (الجبروتية) بالاستغناء عن العمال، ومن أعطى المستثمر مرتب للعاملين لمدة 13 شهر رغم أرباحه الفادحة؟

ويؤكد العمال إنهم لن يفضوا إضرابهم إلا بعد الاستجابة إلى كافة مطالبهم التي لم يتم الاستجابة لها رغم إضرابهم الطويل العام الماضي والذي استمر لمدة 6 شهور بفضل خيانة التنظيم النقابي الأصفر ووزارة القوى العاملة.

من جهتها بذلت وزارة القوى العاملة والأجهزة الأمنية جهدا كبيرا من أجل إقناع العمال لفض الإضراب بحجة منحهم مهلة للتفاوض .ويقول قيادي عمالي لم يعد هناك مساحة للتفاوض بيننا وبين المستثمر السعودي الذي اشترى الشركة بتراب الفلوس، ويؤكد إنه لا يريد الشركة بعمالها، وكل ما قامت به الإدارة منذ استلامها للشركة في شهر أكتوبر الماضي يدل على ذلك ، فقد قامت بتفريغ الشركة من كل مخزونها، فضلا على سعيها لحل اللجنة النقابية .ويشير سنواصل الإضراب غدا إذا لم تتم الاستجابة لمطالبنا خاصة إن العمال يدركون إن هذه المعركة فاصلة وإن الدور قادم عليهم في التشريد والفصل، وبات قطاع مهم من العمال يفضل الخروج على المعاش المبكر من الاستمرار في ظل جحيم المستثمر السعودي خاصة مع تواطؤ كافة أجهزة الدولة .

يذكر إن إدارة الشركة منذ أن أبرمت اتفاقاً جائرا مع وزارة القوى العاملة، يقضي بفض إضراب طنطا للكتان الذي استمر لمدة ستة شهور، وهى تمارس ضغوطا كبيرة من أجل حل اللجنة النقابية والتخلص من أعضائها وإجبار القيادات النقابية على تقديم استقالتهم ومن بين من تقدموا باستقالتهم بالفعل رجب عمارة عضو النقابة، كما أوقفت العامل محمد سعد عن العمل بتهمة التجمهر.وبعد انتهاء الإضراب مباشرة أصرت على فصل 30 قيادي عمالي، وأرغمتهم على تقديم استقالتهم بعد أن منحتهم بمساعدة وزارة القوى العاملة مكافأة هزيلة قدرها 35 ألف جنيه لكل فرد منهم .

وفي مواجهة هذا الوضع الجائر قام العمال بتنظيم وقفتين احتجاجيتين .. حيث قطعوا الطريق المقابل للشركة في الأولى لعدة ساعات احتجاجا على غلق إدارة الشركة لأبوابها أمام العمال بالجنازير، ولم يفضوا الوقفة إلا بعد أن تم فتح الأبواب وعاد العمال إلى شركتهم مرة أخرى .والثانية عندما صدر قرار وقف العامل محمد سعد ولم يفضها العمال إلا بعد أن تلاعب بهم وكيل وزارة القوى العاملة وائل علام، ووعدهم بعودة زميلهم للعمل وهو ما لم يتم رغم مرور شهرين على هذه الواقعة.

ومن جانبها تطالب أولاد الأرض كلا من وزارة القوى العاملة والنقابة العامة للغزل والنسيج بالتدخل بوضع حلول جذرية لحماية العمال من الفصل والتشريد وتحقيق مطالبهم .. !