24/10/2005
يصدر اليوم تقرير “خريف الكراهية” الصادر عن بعثة تقصي الحقائق التي تم إيفادها من قبل مركز أندلس لدراسات التسامح و مناهضة العنف و جماعة تنمية الديمقراطية إلى مدينة الإسكندرية عقب أحداث الفتنة الدامية التي جرت وقائعها على مدار الأسبوع الماضي .
و يرصد التقرير كيفية تصاعد الأحداث الطائفية بدءً من صدور عدد 6 أكتوبر من جريدة الميدان التي نشرت تقريرا حول المسرحية التي عرضت بكنيسة ماري جرجس قبل عامين و اتهمتها بالتهكم على الإسلام و مهاجمة الرسول ، و حتى يوم الجمعة الذي تجمع فيه حشود المتظاهرين محاولين اقتحام الكنيسة ، كما يرصد التقرير أعداد و حالات المصابين في هذه الأحداث كما يشير إلى أعداد المعتقلين الذي وصلوا إلى 110 حسب ما ورد بتقارير الجهات الأمنية ، و يتعرض التقرير أيضا إلى رواية شهود العيان الذي كانوا على مقربة من هذه الأحداث المتتالية .
و يحتوي التقرير أيضا على نص المقابلة التي أجراها فريق البعثة مع أمام مسجد أولاد الشيخ المداور للكنيسة . و يطالب التقرير المجلس الأعلى للصحافة باتخاذ مواقف حاسمة من الصحف التي تتعمد المزج بين الإثارة وتأجيج المشاعر الدينية والتحريض مستغلة هامش الحرية الضيق الذي يعيش فيه المجتمع المصري
كما أوصى التقرير بإنشاء لجنة قومية للوحدة الوطنية يشارك فيها نخبة من المثقفين و نشطاء المجتمع المدني الأقباط والمسلمين تعمل علي إنهاء حالة الاحتقان الطائفي والأزمات الطائفية بين المصريين علي ان تتعاون معها كافة أجهزة الدولة المعنية
و أكد التقرير على أهمية إصدار قانون موحد لدور العبادة في مصر وطالب أعضاء مجلس الشعب القادم بتبني هذا القانون ليضع هذا القانون قواعد واضحة تنهي مشكلات بناء الكنائس و إمكانية تطبيقه بشكل يضمن العدالة لجميع الأديان
و طالب التقرير أيضا إنشاء برامج تربية مدنية مشتركة بين الشباب المصري من الأقباط والمسلمين علي أن تطبق من خلال التعاون مع المؤسسات الدينية لتوسيع الوعي بمفهوم المواطنة والمشاركة بين الأجيال الجديدة فالتعليم هو أنجح الوسائل لمنع التعصب
و أكد التقرير أيضا على ضرورة إلغاء خانة الديانة من البطاقات الشخصية ” وذلك علي أساس ان الدولة ومؤسساتها عليها ان تتعامل مع كل المواطنين علي قدم المساواة إعمالا للمادة 40 من الدستور المصري.