9/2/2005

حّمَل مثقفون وسياسيون النخبة المصرية مسؤولية الابتعاد عن الجماهير طوال السنوات الأخيرة مطالبين إياها بتبني استراتيجيات جديدة لجذب هذه الجماهير إلى صفها لدعمها مطالب الإصلاح والتغيير. جاء ذلك في إطار المناقشات التي دارت فى الندوة التي نظمها مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بتاريخ 31 يناير 2005 في إطار صالون بن رشد بعنوان”في ظل ضعف الشارع..على ماذا تراهن المعارضة المصرية لتحقيق أهدافها؟!”. سجلت مناقشات وكلمات المتحدثين اختلافات بين جدوى اللجوء للجماهير في هذه الفترة بين تأكيد على وجود الجماهير بالفعل وخيانة النخبة لها وبين النفى لهذا الوجود والمطالبة بعدم انتظاره.

وتساءل بهى الدين حسن مدير مركز القاهرة في بداية الندوة عن الأدوات التى تعتزم جماعات المعارضة المختلفة اللجوء إليها في الفترة المقبلة لتحقيق أهدافها الخاصة بعملية الإصلاح والمطالبة بالديمقراطية خاصة مع إقبال مصر على عام ساخن من الناحية السياسية حيث سيشهد هذا العام إجراء انتخابات مجلس الشعب والاستفتاء على رئاسة الجمهورية. شن أحمد سيف الإسلام مدير مركز هشام مبارك للقانون وعضو الحملة الشعبية من اجل التغيير، هجوما حادا على النخبة المصرية واصفا إياها بالتخلي عن دورها وخيانتها للجماهير مشيرا إلى المشاركات الجماهيرية الواسعة في المظاهرات الداعمة للانتفاضة الفلسطينية والرافضة لاحتلال العراق.

وقال سيف الإسلام مؤكدا أن هذه المشاركة الجماهيرية يمكن أن تزيد في حالة امتلاك بعض أقسام النخبة الشجاعة الكافية لدخول معركة تحرير الشعب المصري، وأن يكون لدى هذه الأقسام الاستعداد لدفع الثمن لتحقيق الإصلاح والديمقراطية، مشيرا إلى ضرورة إعطاء الأولوية في المرحلة المقبلة على معركة تحرير النقابات المهنية المختلفة. في حين دعا أمين اسكندر عضــو الحــركة المصــرية من أجـــل التغــيير أحزاب المعارضة إلى الكف عن مغازلة النظام الحاكم، مؤكدا على أهمية تمتع النخبة بالمصداقية لتحقيق قيادتها للجماهير والشارع المصري، مضيفا أن التغيير في مصر يبدأ بتعديل الدستور وخاصة المواد التي تنظم طريقة اختيار رئيس الجمهورية وصلاحياته. أكد اسكندر أن الحركة المصرية من اجل التغيير تسعى إلى بناء كتلة للتغيير في المجتمع المصرى واستقطاب قطاعات كبيرة من المواطنين إليها.

فيما ارجع حسين عبد الرازق الأميـن العام لحزب التجمـع، غياب الشارع المصرى عن العمل السياسى إلى العمل بقانون الطوارىء لنحو 25 عاما متصلة وانتشار التعذيب في أقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز إلى جانب تزوير الانتخابات. أضاف عبد الرازق أن أحزاب المعارضة تعمل في ظروف غير طبيعية وفى ظل حصار أمنى واقتصادي مشيرا في نفس الوقت إلى تحمل الأحزاب السياسية جزء من المسؤولية عن تدهور الوضع السياسى بمصر.

أما جمال عبد الجواد الخبير بمركز الدراسات السياسية والاســتراتيجية بالأهــرام فقد أشار إلى الظروف الدولية التى تحيط بالمنطقة العربية حيث كادت هذه المنطقة أن تصبح رجل العالم المريض لاستعصائها على التغيير طوال الأعوام الماضية.. وأشار إلى غياب مهنة الحكم وثقافته عن تراث الشعب المصرى الذي حٌكم لأكثر من 2500 عام بحكام لا ينتمون إليه.

وعبر عبد الجواد عن تشاؤمه بشان إمكانية مشاركة الجماهير في الفترة الحالية وقال أن انتظار الجماهير الآن هو نوع من انتظار الذي لا يأتي، مطالبا النخبة المصرية فتح حوار فيما بينها وعدم اختزال الأمور في الشعارات وتقديمها بطريقة تبسيطية. أضاف عبد الجواد أن هناك ظروفا مناسبة للمطالبة بالإصلاح في الفترة الحالية في مقدمتها اهتمام العالم بإصلاح المنطقة العربية، إلى جانب أن قضية الإصلاح أصبحت مطروحة على ساحة الجدل العام وتتمتع بأولوية عما كانت عليه في السابق في ظل تمتع هذا الجدل بحماية دولية مشيرا إلى أن نخبة الحكم نفسها أصبحت تواجه تيارات مختلفة في داخلها بشان كيفية التعامل مع قضية الإصلاح وأن هناك تباينا واضحا بين هذه التيارات.


Cairo Institute for Human Rights Studies
9 Rustom St, Garden City , Cairo, Egypt
P.O. Box : 117 Maglis El-Shaab- Cairo , Egypt
Fax: 202 7921913
Phone: 202 7951112
202 7946065
Web site: www.cihrs.org
Email: info@cihrs.org