9/8/2009
يحيي العالم، و معه الحركة الحقوقية يوم 12 غشت 2009 اليوم العالمي للشباب، وتشكل مناسبة إحياء هذا اليوم الذي أصبح العالم يخلده منذ 12 غشت 2000، بموجب القرار المتخذ من طرف الأمم المتحدة في دورتها الرابعة والخمسين المنعقدة في 20 يناير 2000، فرصة من أجل تأكيد ضرورة التزام الدول بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتمتيع الشباب بها بصورة تامة.
هذا العام، وعلى غرار السنوات الفارطة، تحيي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هذا اليوم الاممي تحت شعار” النضال الوحدوي للشباب من أجل الحرية والكرامة”، لتؤكد ومن جديد على ضرورة العمل الوحدوي من اجل إقرار كافة حقوق الإنسان وضمان تمتع الشباب بها.
و يأتي إحياء الجمعية لهذا اليوم العالمي في سياق تعرف فيه بلادنا مسلسلا للتضييق على حرية الرأي و التعبير و حرية الصحافة ، و المزيد من التراجع في مجال الحقوق والحريات حيث عرفت بلادنا هذه السنة اعتقال ومحاكمة مجموعة من الطلبة بمراكش وفاس و مكناس وتازة واعتقال مجموعة من التلاميذ وعشرات الشباب المعطلين بالعديد من المدن المغربية..كما تعرف أوضاع الشباب بشكل عام انتهاكات متعددة لحقوقه السياسية و المدنية و الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية من خلال الإقصاء و التهميش والفقر و الأمية و العطالة وضعف البنى التحتية الضرورية للممارسة الثقافية و الإبداعية مما يدفعه إلى البحث عن الحرية و الكرامة غالبا ما يتم عبر الهجرة سواء منها الهجرة غير النظامية أو هجرة الكفاءات أو عبر الارتماء في أحضان الماضوية
إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان باستحضارها للتضحيات التي قدمها الشباب المغربي ومنظماته الديمقراطية من أجل التحرر من الاستعمار ومناهضة الامبريالية، وبناء نظام الديمقراطية بمضامينها السياسية والاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية فإنها تؤكد على أهمية رسالة الشباب في بناء مستقبل الإنسانية وترسيخ السلم والتضامن بين الشعوب وبناء عالم أفضل، وعلى أهمية مساهمته بطاقاته الخلاقة والإبداعية في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للشعوب لذا فإن قضايا الشباب تحتل مكانة بالغة ضمن اهتماماتها وتعتز بالمجهودات التي تبذلها فروعها من أجل نشر قيم و ثقافة حقوق الإنسان وسط الشباب والتربية عليها انسجاما مع البرامج والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومنظماتها المعنية
كما تجدد تضامنها مع نضالات الشباب بجميع فئاته (تلاميذ، طلبة، أجراء ، معطلون…) من أجل الدفاع عن مطالبهم المشروعة وإقرار حقوقهم الإنسانية وتدعوهم بالمناسبة ومنظماتهم الديمقراطية إلى وحدة العمل والنضال المشترك من أجل إقرار الحقوق الإنسانية للشباب في مضامينها الكونية والشمولية، وإلى الإنخراط بقوة في النضال الديمقراطي.
و بالمناسبة فان الجمعية تجدد مطلبها باطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ببلادنا و خاصة و ان من بينهم شباب (مجموعة زهرة بودكور، مجموعة فاس….)
كما تعتبر الجمعية أن إقرار حق الشباب المغربي في المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي المساهمة بآرائه ومقترحاته في صياغة البرامج والسياسات التي تعنيه يشكل أحد مطالبها الأساسية. وإن تجسيد هذا الحق لن يتم إلا باحترام حق الشعب المغربي في تقرير مصيره على كافة المستويات في إطار دولة الحق والقانون وفي ظل مجتمع يتساوى فيه المواطنون والمواطنات في الحقوق بدءا بإقرار دستور ديمقراطي ينسجم شكلا و مضمونا مع مبادئ وقيم ومعايير حقوق الإنسان الكونية والشمولية. ورفع القمع الممنهج الذي تمارسه السلطات في مواجهة جميع الحركات الاجتماعية المطلبية للشباب وإلغاء كل القيود والعراقيل التي تحد من حق الشباب المغربي في ممارسة حقوقه الإنسانية الأساسية وتأسيس الجمعيات والمنظمات والانخراط فيها.
إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وهي تتوقف عند الدمار والتقتيل الناتجين عن أهوال الحروب الصهيونية الامبريالية في فلسطين ولبنان والعراق والنتائج الكارثية للحروب الأهلية التي فجرتها السياسات الامبريالية وغياب الديمقراطية المحلية و استنزاف ثروات الشعوب و الاستيلاء عليها في إفريقيا والعديد من بقاع العالم وما لذلك من آثار كارثية على الشباب، فإنها تعتبر أن تمكين الشباب و إشراكه سيساهم في إرساء دعائم السلم و التضامن و الحرية و الكرامة مما يتطلب من المجتمع الدولي العمل على تحقيق أهداف السنة الدولية للشباب: المشاركة والتنمية والسلم واحترام حقوق الشعوب في التحرر و التقدم والعمل على احترام الدول وإعمالها للقرارات والبرامج الصادرة عن الأمم المتحدة بشان السياسات المنتهجة ذات الصلة بالشباب