24/8/2009
يوم السبت 15 غشت 2009 وبمدينة وجدة، فارقت المواطنة المغربية عائشة مختاري الحياة، بعد معاناة مأساوية استغرقت أزيد من سنتين بسبب مرض سرطان العظام.
فبعد اكتشاف مرضها من طرف أخصائيين مغاربة ، وتعذر علاجها بالمغرب نظرا لغياب الشروط الضرورية لذلك ببلادنا ، تقرر توجيهها للعلاج بالخارج بعد تسليمها ملفا مصادقا عليه من طرف مصالح وزارة الصحة. وقد تدخلت عائلتها، وعلى نفقتها، لضمان ولوجها إلى مؤسسة طبية فرنسية مختصة في مرض السرطان. كما أن المعنية بالأمر قدمت ملفا مكتملا للحصول على الفيزا من القنصلية الفرنسية بفاس، وهو ما قوبل بالرفض نتيجة لخطأ فادح ارتكبته القنصلية.
ورغم تدخل المعنية بالأمر وعائلتها بقوة لدى السلطات الفرنسية، بمن فيهم عدد من الوزراء ورئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي نفسه، لم يتم تصحيح الخطأ وتم التمادي في رفض تسليم الفيزا. كما أن السلطات المغربية بمن فيهم الوزير الأول لم تحرك ساكنا للتدخل من أجل ضمان حق العلاج لمواطنة مغربية تعاني من مرض فتاك ومن ظلم السلطات الفرنسية.
وهكذا فارقت عائشة مختاري الحياة نتيجة حرمانها من الفيزا التي تمكنها من حق العلاج في المكان والشروط المناسبة.
وإن المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان المجتمع يوم الأحد 23 غشت 2009 في دورته العادية، وبعد وقوفه على شروط وملابسات حرمان المواطنة عائشة مختاري من الفيزا ومن حقها في التنقل قصد العلاج بمؤسسة طبية متخصصة بفرنسا وإذ يقدم تعازيه الحارة لعائلة الفقيدة، يعلن ما يلي:
¡ إدانته للحرمان الإجرامي للمواطنة عائشة مختاري من الفيزا الذي مارسته قنصلية فرنسا بفاس والذي أدى إلى إهدار حقها في التنقل قصد العلاج الطبي وأدى بالتالي إلى الإجهاز على حقها في الحياة.
¡ استنكاره لموقف السلطات الفرنسية الذي كرس موقف القنصلية المذكورة بدل تصحيح خطئها.
¡ استنكاره لموقف السلطات الحكومية المغربية التي لم تقم بواجبها لضمان حق التنقل وحق العلاج للمواطنة عائشة مختاري.
¡ إدانته لنظام الحصول على الفيزا من طرف المواطنين/ات المغاربة الراغبين في التنقل إلى فرنسا وإلى البلدان الأوروبية والغربية الأخرى بصفة عامة والمتميزة بشروط مجحفة وقاسية وعشوائية ومهينة تحط بكرامتهم، في حين أن المواطن(ة) القادم(ة) للمغرب من بلدان الشمال لا يحتاج عموما سوى لجواز السفر.
¡ عزم الجمعية على شن حملة لفضح الأسباب المؤدية إلى وفاة المواطنة عائشة مختاري وعلى التعاون مع سائر الحقوقيين والديمقراطيين بالمغرب وخارجه لفضح شروط النظام الفرنسي والأوروبي لتسليم الفيزا للمواطنين/ات المغاربة والتي تشكل انتهاكا لحقوق الإنسان الكونية.
وفي هذا الإطار، قرر المكتب المركزي القيام بحملة تحت شعار:” حتى لا تذهب حياة عائشة مختاري عبثا: لنناضل ضد الشروط اللاإنسانية لمنح الفيزا للمغاربة”. وتتضمن هذه الحملة العناصر الأساسية التالية:
¡ تنظيم ندوة صحفية يوم الثلاثاء 01 شتنبر 2009 على الساعة 10 صباحا بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان للتنديد بما وقع وللتعريف بمضمون الحملة.
¡ تقديم كل أشكال الدعم الممكنة لعائلة عائشة مختاري في سعيها لمقاضاة المسؤولين عن الحرمان الإجرامي للضحية من الفيزا ومن حقها في العلاج.
¡ إحياء الذكرى الأربعينية لوفاة عائشة (الأربعاء 23 شتنبر)، وذلك:
- في وجدة مسقط رأسها، عبر مهرجان خطابي ينظمه فرع الجمعية بتعاون مع العائلة
- في فاس، عبر وقفة جماعية أمام القنصلية الفرنسية.
- في الرباط عبر وقفة جماعية أمام مقر السفارة الفرنسية.
- بتنظيم ندوة فكرية ابتداء من الساعة السادسة مساء حول حقوق الإنسان وحكرة الفيزا.
¡ رسالة لرئيس الجمهورية الفرنسية ورسالة للوزير الأول المغربي
¡ عريضة للتوقيع من طرف التنظيمات الديمقراطية حول الموضوع.
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
المكتب المركزي