2/1/2010

يتابع مكتب فرعنا بقلق شديد وتيرة ارتفاع الاعتداءات التي تتعرض لها المرأة بصفة عامة و المدرسات بإقليم تاونات بصفة خاصة ، بحيث و حسب ما يتوفر عليه من معلومات فأنه خلال شهر دجنبر 2009 فقط ، تعرضت مدرستين يعملن بمجوعة مدارس دوار تينزة التابع لجماعة الرتبة لمحاولة الاغتصاب من طرف أربعة أشخاص ، و تعرض مدرسة بتاونات إلى الاغتصاب و هتك عرضها في مكان عمومي و في واضحة النهار، و محاولة اغتصاب تلميذة بالثانوية التأهيلية الإمام الشطيبي بغفساي ، حيث استطاع أحد الأشخاص التسلل إلى داخلية الإناث ليلا.

إن تحرياتنا الميدانية حول موضوع العنف ضد المرأة بمختلف أشكاله بمنطقة غفساي و بإقليم تاونات عموما ترتبط أساسا بالعوامل التالية : – الموروث الثقافي ، المتمثل في سيادة السلطة الذكورية .

– الوضع الأمني المقلق ، نتيجة انتشار زراعة القنب الهندي ، و ما يواكب هذه الزراعة المحظورة من أنشطة أخرى مرتبطة ارتباط عضوي بعالم الجريمة ، و عدم توفر السلطات الأمنية على إمكانيات توازي وتيرة و ارتفاع الجريمة.

– التدخل السافر لأشخاص نافذون لعرقلة السير العادي للعديد من القضايا ، و التي تعد بالآلاف و مازالت مطروحة في رفوف خزائن المحاكم بإقليم تاونات .

– ظهور شريحة اجتماعية جديدة بفضل العائدة المهولة لزراعة القنب الهندي و التهريب بكل أنواعه والفساد المنتشر بجل الإدارات العمومية من بسط فسادها و أهوائها و ترسيخ قيمها الوضعية،وأن هذه القيم المتخلفة،وفي غياب تأطير سياسي و ثقافي و فكري جاد ، عمت مع الوقت بجل المناطق المغربية ، متمثلة في عدة مظاهر (التطرف ، الإدمان ، الدعارة … )

و يبقى الضحية الأساسية المواطن الفقير و في مقدمته المرأة . كما أن مكتب فرعنا أشار مرارا لأوضاع المرأة الريفية و معاناتها في وسط عرف التهميش و الحيف والإقصاء الفكري لعدة عقود .

و بناء عليه،فإن مكتب فرع غفساي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان و في إطار التزاماته و وفائه بالدفاع عن ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان و في مقدمتهم المرأة ، يعبر عن تضامنه مع المرأة بمنطقة غفساي و بإقليم تاونات عموما ضحايا العنف،و عن مؤازرته قضائيا للمدرسة التي تعرضت للاغتصاب بتاونات،ويعلن للرأي العام البيان التالي :

1. إدانته الشديدة للسياسة الأمنية بإقليم تاونات ، ويحمل الدولة المسؤولية الكاملة في ما تتعرض له المدرسات بإقليم تاونات من اعتداءات .

2. استنكاره للوضع الأمني المقلق، و عجز الأجهزة الأمنية في تحمل مسؤولياتها القانونية و الملزمة لها في حماية المواطنات و المواطنين ، نتيجة تدخلات جهات نافذة ، و يحذر من تبعات التستر على المجرمين المطالبين للعادلة تحت ذريعة “لم نعثر عليه” من احتجاجات قد يعرفها إقليم تاونات.

3. يعتبر الاعتداءات المتكررة على المدرسات بإقليم تاونات،بمثابة انتهاك سافر لكرامة الشغيلة التعليمية ، و بالتالي فإن النقابات التعليمية مطالبة بتحمل مسؤولياتها في صيانة كرامة الشغبلة التعليمية و العمل على رد الاعتبار للمدرسات ضحايا العنف بإقليم تاونات .

عن المكتـب
الرئيــس
أولاد عياد محمد
فرع غفساي