9 نوفمبر 2004
يتابع البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان بقلق بالغ تطورات قيام القوات الأمريكية بإغلاق جميع مداخل ومخارج مدينة الفلوجة العراقية وأحكام الحصار حولها، مع التزامن وقيام الحكومة العراقية المؤقتة بإعلان حالة الطوارئ في طول البلاد وعرضها- عدا أقليم كردستان!!- وحظر مرور الناقلات والسيارات مساءً عدا سيارات الجيش والإسعاف!
والمعنى واضح وجلي وهو القيام بعملية اقتحام للمدينة وقصفها ليل نهار بالأسلحة الثقيلة والطائرات وغيرها بحجة أن الفلوجة تأوي عناصر إرهابية مطلوبة دولياً كما أنها المعقل الرئيسي لعمليات المقاومة العراقية.
وجدير بالذكر أن ضرب الفلوجة قد تكرر مرتين قبل ذلك وتم خلالها ارتكاب مذابح للمدنيين وخاصة ما بين النساء والأطفال وهو الأمر الذي سيتكرر حتماً هذه المرة خاصة أن الحصار منع 200 ألف نسمة من الهروب من المدينة.
إن البرنامج العربي إذ يدين هذه الممارسات القمعية والتي تؤدي إلى إهدار حقوق المواطنين في الأمن وترويعهم واغتيال حرياتهم فإنه يؤكد على مخالفة مسلك القوات الأمريكية- باعتبارها قوات احتلال- لاتفاقيات جنيف الأربعة خاصة الاتفاقية الخاصة بحماية المدنيين تحت الاحتلال وأثناء الحرب وكما أن كافة الأفعال التي تقوم بها القوات الأمريكية مخالفة كذلك لبقية اتفاقيات جنيف مثل الاتفاقية الخاصة بالأسرى.
إن ما يحدث في الفلوجة يعتبر مخالفة صارخة للاعلان العالمي لحقوق الإنسان وللعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، فالهدف المعلن من غزو العراق كان إسقاط نظام صدام حسين الاستبدادي وأسلحة الدمار الشامل، وقد تهاوى الأول، أما الثاني فقد اتضح كونه محض افتراء ومن ثم فلا مبرر لبقاء القوات الأمريكية في الأراضي العراقية؛ فمن حق الشعب العراقي تقرير مصيره بنفسه وفقاً للقانون الدولي والشرعية الدولية.
ويناشد البرنامج العربي المجتمع الدولي بدوله وهيئاته وقواه الحية التضامن مع الشعب العراقي والعمل على إنهاء الاحتلال ووقف جميع أنواع الاعتداءات والمذابح الجارية بحق المدنيين العراقيين.