4/6/2005

في نطاق محافظة الغربية وحيث لا يختلف منهج الأداء الأمني عن مثيله في المحافظات الأخرى : الاحتجاز دون سند من قانون والتعذيب والقبض العشوائي وتلفيق الاتهامات للأبرياء بمثابة سياسة منهجية..

حيث قدم برنامج مناصرة حقوق الإنسان بمصر عبر بياناته العديدة رصداً لنماذج من الانتهاكات التي يرتكبها ضباط البوليس ومساعدوهم والتي شملت جرائم التعذيب والاستخدام المفرط للقوة والقسوة في المعاملة والاحتجاز دون سند من قانون ..

كما شملت أعمال الرصد المتلاحقة نماذج لمنهج الأداء الأمني في أقاليم مصر منها حملات القبض العشوائي عل المواطنين الذي يصحبه غالباً تلفيق الاتهامات للضحايا حيث يخيَّر المقبوض عليهم بين حيازة برشام مخدر أو مخدر البانجو أو سلاح أبيض أو سلاح ناري ” تصنيع يدوي ” ..

وقد خصص برنامج مناصرة حقوق الإنسان بمصر دائرة مدينة ومركز المحلة الكبرى في سياق بيانه الصادر بتاريخ 16 / 9 / 2004 نموذجاً لمنهج الأداء الأمني .. هذا المنهج الذي يتناقض تماماً مع ما تحاول أن تشيعه السلطات المصرية في المحافل الدولية من احترامها لحقوق الإنسان وسيادة القانون في مصر، وحيث السخط الكامن في نفوس البسطاء من جراء ما يشهدون من انتهاكات يرتكبها رجال الشرطة في الشارع العام أو داخل أقسام ومراكز الشرطة ومقار الاحتجاز وفروع ومكاتب جهاز مباحث أمن الدولة والأماكن الخاضعة لسيطرتها.

وحيث تتغافل السلطات المعنية عن ملاحقة مرتكبي هذه الانتهاكات ” الجرائم ” بما أسبغ المشروعية “عرفاً ” على ارتكابها والبطولة لمرتكبيها .. وبالتالي مزيداً من تلك الجرائم يرتكبها رجال الشرطة دون حسيب أو رقيب .. بما يعني تفاقم الظاهرة ..

فبحسب بيان أصدره برنامج مناصرة حقوق الإنسان بمصر بتاريخ 1 / 1 / 2005 ” ونموذجاً ” دائرة قسم شرطة ثان المحلة الكبرى أشار أنه وبتاريخ 12 / 2 / 2004 قدم معلومات أوردها المواطن فكري المحمدي رمضان – بالمعاش – ومقيم بالمحلة الكبرى حارة الشيخ رمضان متفرع من شارع أبو الحسن .. مفادها تعرض نجله المعاق / مجدي فكري المحمدي رمضان لتكرار تلفيق اتهام بحيازة سلاح أبيض آخرها يوم 9 / 2 / 2004 وتسجيله جنائياً على سبيل التنكيل مجاملة لآخرين ، وطالب المواطن سلطات التحقيق والعدالة التحقيق في شكواه وكفالة حماية نجله ووقف أشكال التنكيل به .

وفي التحقيقات التي أجريت حول ما أورده من معلومات قدم المواطن اتهاماً صريحاً لأحد مخبري المباحث قوة قسم ثان المحلة الكبرى ويدعى (إبراهيم جامع) بارتكابه تجاوزات بحق نجله المعاق مجاملة للجيران ، وتلاحظ أنه لم يتم الأخذ بها .. حيث استمرت أشكال التنكيل بأبناء المواطن المتضرر ..

فقد تبين أن المخبر إبراهيم جامع وعناصر مرافقة له اقتادوا نجل المواطن الآخر ويدعى عمر فكري المحمدي رمضان .. معاق (شلل أطفال قديم مع ضمور شديد بالطرفين السفليين وضمور متوسط بالطرفين العلويين ….الخ) وعرض بالمحضر المحرر على النيابة العامة بتاريخ 12 / 10 / 2004 بتهمة حيازة وإحراز بغير ترخيص سلاحاً أبيض ” سكين ” …الخ وتقديمه بجلسة 25 / 11 / 2004، وتبين .. ” وهذا يفضح التلفيق البيَّن ” .. أن المواطن المعاق سالف الإشارة إليه وقع على المحضر باسمه (عمر فكري المحمدي رمضان) وبرقم بطاقته الشخصية رقم 102076 ثان المحلة .. رغم أن المحضر محرر ضد شقيقه المجند / محمد فكري المحمدي رمضان بطاقة شخصية رقم 138755 ثان المحلة وهو ما نجم عنه صدور حكم بالحبس بحق شقيقه المجند .

وبالطبع لم تضع السلطات المعنية مرتكب هذه الجريمة .. جريمة التلفيق .. في موقع المساءلة .. مانحة المشروعية لارتكاب مثل هذه الجرائم النكراء دون أدنى اعتبار لحقوق البسطاء من أبناء مصر .. ثم وتنكيلاً بباقي أبناء الأسرة جزاء تقدم والدهم بالشكوى للسلطات .. قامت قوة من مخبري وحدة مباحث ثان المحلة الكبرى باقتياد نجله الآخر المعاق ” مجدي ” والبالغ من العمر 30 عاماً ” سباك ” إلى وحدة مباحث القسم وتلفيق اتهام بحقه بحيازة سلاح أبيض ” سكين ” وبعرضه على النيابة العامة يوم السبت 26 / 3 / 2005 قررت إخلاء سبيله بضمان محل إقامته .

وفي محاولة لوقف مسلسل التلفيق الكريه والتنكيل بأبناء المواطن جرى لقاء بين مندوب البرنامج والسيد اللواء مفتش الداخلية بمديرية أمن الغربية الذي طلب إجراء لقاء مع السيد / مأمور قسم ثان لعرض الوقائع ودور المخبر إبراهيم جامع فيها ..

وفي اليوم التالي .. 28 / 3 / 2005 يقتاد مخبر من قوة مباحث القسم يدعى ” نسيم ” نجل المواطن ويدعى ” عمر ” موظف بالإدارة الزراعية ” معاق ذهنياً وجسدياً ” حسب التقارير الطبية الصادرة عن جهات حكومية .. وصديقة المرافق له من أمام المخبز المجاور للمنزل إلى ديوان القسم ليتولى ضابط من قوة المباحث ” هيثم ” تحرير محضر باتهام الشاب المعاق ” ذهنياً وجسدياً ” وصديقه بحيازة كمية قدرها كيلو وربع من مخدر البانجو كان يحملها الشاب المعاق في كرتونة .. وليذكر ضابط المباحث أنه أثناء مروره بمنطقة ” التربيعة ” وجد الآخر يعطي عمر الكرتونة ، ونجح تحت الإكراه والضغط والتحايل في الحصول على توقيع الشابين بأن الحرز يخص كل منهما .

وبعرض الشاب المتهم على قاضي المعارضات في المحضر رقم 4683 لسنة 2005 جنايات ثان المحلة الكبرى أمر بإحالته إلى مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بطنطا لفحص حالته لمدة ثلاثين يوماً تنتهي صباح 30 / 4 / 2005. إلا أن الضابط المرافق لقوة الحراسة ادعى أن الطبيب المختص بالمستشفى رفض استلامه لعدم وجود أسَّرة خالية ، وعليه مازال الشاب المعاق رهن الحبس الاحتياطي بسجن طنطا العمومي ولم يتم إحالة الضحية على الطب الشرعي لبيان حدود قدرته على حمل كرتونه كما ادعى ضابط المباحث ملفق الاتهام.

لقد قدم المواطن / فكري المحمدي رمضان لمندوب البرنامج قائمة ضمت عدداً محدوداً من القضايا التي تم تلفيقها لابنيه مجدي ، عمر للتدليل على ما وصلت إليه أشكال التنكيل بالأسرة على يد مخبر يدعى إبراهيم جامع مجاملة للجيران :
2214 / 2002 مجدي
2233 / 2004 عمر 7 / 10 / 2004
2309 / 2003 مجدي 22 / 8 / 2003
1230 / 2002 عمر 1 / 5 / 2002
448 / 2005 مجدي 26 / 3 / 2005
564 / 2003 مجدي 11 / 2 / 2003
2861 / 2003 مجدي 8 / 10 / 2003
542 / 2004 مجدي 8 / 2 / 2004
1822 / 2002 مجدي 18 / 7 / 2002

وبالمناسبة شهادة التأهيل الصادرة من مكتب التأهيل الاجتماعي للمعوقين بالمحلة الكبرى مقيدة تحت رقم 7398 بتاريخ 7 / 3 / 2000 ” شلل أطفال منذ الولادة مع ضمور شديد بالطرفين السفليين وضمور بالطرفين العلويين … الخ وخزل تصلبي بالجانب الأيسر مع صعوبة الكلام والحالة منذ الصغر …الخ

إن برنامج مناصرة حقوق الإنسان بمصر إذ يعيد تأكيده على إدانته استمرار مسلسل التنكيل والبطش بالمواطنين الأبرياء والمعاملة الحاطة بالكرامة واللاإنسانية والمهينة والتعذيب وتلفيق الاتهامات للمواطنين والاحتجاز دون سند من قانون ..

يضع ما تقدم كنموذج للجرائم التي يرتكبها رجال الشرطة بحق ضحايا ..

مطالباً بأوسع الضغوط لضمان تحقيقات عادلة ونزيهة وملاحقة مرتكبيها .. ووقف مسلسل البطش بالأبرياء.