15/4/2006
يؤكد مركز الفجر على إدانته بشدة جريمة الاعتداء على كنائس الإسكندرية والتي جرت وقائعها يوم أمس الجمعة 14 إبريل الجاري وما نجم عنها من مصرع وإصابة أشقاء مسيحيين ضحية أصابع خبيثة تعبث في هذا الوطن مستهدفة تمزيقه على خلفية الطائفية البغيضة خدمة لمخطط امبريالى صهيوني خبيث .
ويرى المركز أن الضرورة تقتضى حشد كافة الجهود المخلصة وحفز قطاعات المواطنين الشرفاء على مواجهة التعصب الطائفي والقوى الظلامية الجهنمية التي تدفعنا إلى كارثة الاقتتال الطائفي وتدمير ثقافتنا وتراثنا بل ووطننا ذاته لمجرد الاختلاف في الدين أو المعتقد.
إن مظاهر الفتنة القادمة من مناطق معينة في وطننا خضعت لتاريخ طويل من التحريض الطائفي لم تقف ضده قوى وطنية وتنويرية مقتدرة أدت إلى تمدد هذا التعصب في الفضاء الإجتماعى العريض ولم يعد محصوراً في فئة بعينها أو كونها حالات معزولة , وحيث النفوس مهيأة للاشتعال لأدنى سبب وبأية ذريعة لتداعى سلسلة من الأحداث الطائفية التي عمقت الخوف والشك وشعوراً حاداً بالتهديد والاستهداف متقاطعاً مع قصور المعالجة السياسية والثقافية والتعليمية والأمنية السليمة للأزمات الطائفية رغم توافر الرؤى والتوصيات حبيسة الأدراج والتي اجتهدت في تقديمها منظمات ومنابر ديمقراطية عدة بدءً من عام 1972.
وقد يكون أحد الأسباب التي تدفع إلى تزايد واتساع الاحتقان الطائفي في البلاد حالياً هو أن الدولة المصرية والقوى الديمقراطية التي من المفترض أن تكون فاعلة على الساحة لا تملك خطة عمل ولم تبن خط دفاع حقيقي في وجه التعصب الأعمى والقوى الإجرامية التي تمارس التحريض الطائفي والتعصب الديني وتدعو للعنف وتنظمه وتقود الجمهور عبر أكاذيب وشائعات لاحصر لها ولا حد لجهلها وسوء نيتها .
إن مصر كوطن وكمجتمع تتعرض لانهيار رهيب وممتد إذا كان التسامح هو سمة التعامل مع أدنى فرصة لانفجار فتنة طائفية كبيرة أو تركت البلاد نهباً لسلسة من الأزمات الطائفية العنيفة , وهو ما يتطلب سياسة جديدة تقوم على درء أي احتمال لوقوع مثل هذا الانفجار الطائفي الكبير أو سلسلة إضافية من الأزمات الطائفية .. سياسة متشددة في مواجهة التحريض الطائفي ومرتكبيه أو من يدافعون عنه أو يقودونه أو يشاركون فيه على نحو أو أخر حتى لو كانوا أئمة أو وعاظاً .
وفى كل الأحوال يجب النظر سياسياً إلى التحريض على العنف الطائفي كخيانة للوطن والنظر إلى دعاة وأنصار العنف الطائفي وقادته والمتورطين المتكررين فيه باعتبارهم خونة للوطن وفضحهم أمام الأمة ومحاكمتهم على أي جرائم شاركوا فيها .. تلك الجرائم التي يعتبرها البعض بطولات وخدمة للدين أو جهادا في سبيل الله ..
والأمر اللافت للانتباه أن حالة احتقان تسود أوساط المسيحيين في المحلة الكبرى أيضاً منذ الأربعاء الماضي ( 6 إبريل ) إثر اختفاء فتاة مسيحية عن منزلها ثم إعلان إسلامها وتوزيع شهادة إشهار إسلامها على المارة في الشارع العام بكثافة ودون استجابة من السلطات المحلية لمطالب أهل الفتاة بإجلاء مصيرها ومقابلتها لاستبيان كيفية إشهارها إسلامها وهل تم عن اقتناع أم خضعت لضغوط أجبرتها على ذلك ؟؟ خاصة وأن الفتاة لم تلتق أباء الكنيسة لمناقشتها كما هو متبع , وهو ما يتطلب معالجة موضوعية لدرء أزمة حادة تلوح في الأفق خاصة وأنها تتزامن مع حادث الاعتداء الإجرامي البشع على كنائس الإسكندرية.
ووجيز الواقعة _ حسبما أورده المواطن / عياد ناشد مسعد أندراوس – 53 عاما – ومقيم شارع عبد الوهاب بجوار مدرسة الأقباط – ثان المحلة الكبرى – اختفاء كريمته الآنسة / نيرمين – من مواليد 1/9/1987 – من محل عملها الكائن بدائرة قسم ثان المحلة الكبرى يوم 5 إبريل والذي ادعى مالكه المدعو / محمد طه عياد جهله بمصيرها , ويتقدم المواطن مبلغاً شفاهة قسم الشرطة ثم يتوجه إلى مكتب مباحث أمن الدولة يوم 6 إبريل متهما صاحب العمل باختطاف كريمته , وبصحبة محاميه يتوجه يوم 7 ابريل إلى الكاتدرائية بالقاهرة لإخطار الأنبا يوأنس سكرتير نيافة البابا شنودة بواقعة الاختطاف مطالباً بالتدخل لدى السلطات المعنية ويطلب سكرتير البابا من المواطن التزام الهدوء .
ويوم 8 إبريل تتوصل أسرة الفتاة إلى معلومات مؤكدة بإشهار الفتاة إسلامها يوم 6 إبريل وتجرى اتصالات بين الأسرة والكاتدرائية والسلطات ويتقدم محامى أسرة الفتاة ببلاغ لقسم شرطة ثان المحلة الكبرى يوم 9 إبريل اتهم فيه صاحب العمل باختطافها ويتم سؤال والدها أمام رئيس المباحث عن أسباب توجيه اتهامه للمشكو في حقه ؟؟ وأمام رئيس المباحث أنكر المشكو في حقه الواقعة المنسوبة إليه وتستوفى النيابة العامة تحقيقاتها صباح 10 إبريل وإبان ذلك يحتشد جمهور ضخم من أقارب الفتاة ومواطنين مسيحيين مطالبين بإجلاء مصير الفتاة وتسليمها لهم.
ويتولى الآباء الكهنة صرفهم في هدوء على وعد بالاستجابة لمطلبهم خلال مدة 48 ساعة , ثم يجرى المشكو في حقه اتصالات تليفونية مع والد الفتاة يخطره فيها بأن كريمته طرف الشيخ / محمد العباسي إمام مسجد قادوس , وتقدم محامى الأسرة ببلاغ اتهم فيه مباحث أمن الدولة ومباحث القسم بتعمد التباطؤ في الإجراءات والتواطؤ مع المشكو في حقه , وادعى أقارب الفتاة أن الصورة الفوتوغرافية بالإشهار ليست للفتاة المختفية , كما ادعى أحد أقاربها أن أحد الأشخاص يرتدى زى المتأسلمين يستقل سيارة ملاكي كفر الشيخ ماركة ( دايو ) ترافقه سيارة ربع نقل (نقل كفر الشيخ) محملة ببعض الفتية يربطون رؤوسهم بشارة خضراء .. هبط منها مخترقا حشدا من أقارب الفتاة إلى شعبة البحث الجنائي بالمحلة الكبرى وبإحدى يديه حقيبة وبالأخرى مستند إشهار إسلام الفتاة , ثم معلومات حول استمرار اعتصام مسيحيين بكنائس المدينة حتى ساعته احتجاجاً .