15 مايو 2004

رقم القيد 96/5/2004
تقرير إخباري
شارك لفيف من رموز الفكر والقوى اليسارية والديمقراطية في مصر نشطاء مركز الفجر حفل افتتاح المقر الإداري الجديد للمركز والذي بدأت أعماله ظهر الجمعة 14 مايو الجاري ..

بدأ الاحتفال بكلمة ألقاها الرفيق عاطف الجبالي رئيس المركز أشاد فيها بدور نشطاء المركز وما بذلوه من جهود مضنية على مدار 12 عاماً في ظل مناخ القمع والاستبداد والحصار والنفي، وبدعم ومساندة من الرفاق الاشتراكيين والأصدقاء والعاطفين .. وعدَّد الرفيق الجبالي في كلمته ما تحقق على الأرض .. والمُستهدف إنجازه .. كما ألقى عدداً من القيادات الجماهيرية كلمات أشادوا فيها بدور مركز الفجر والسعي الدؤوب لتطور أدائه وأدواته، ودعوا إلى ضرورة توحد كافة الجهود المخلصة وتوظيف كافة الطاقات الفاعلة لانتشال الوطن من أزماته ومقاومة الهجمة الإمبريالية الصهيونية.

وهو ما أكد عليه المحامي الكبير عريان نصيف مستشار اتحاد الفلاحين المصريين والقيادي العمالي السكندري البارز فتح الله محروس وعلي زهران رئيس جمعية صناع الأثاث بدمياط والقائد الشعبي المعروف، والقيادي النقابي الماركسي حمدي حسين والمخرجة السينمائية عرب لطفي، وسيد محمد مسعود من قادة عمال شبرا الخيمة والقيادي الفلاحي عبد الهادي المشد والقيادي محمد عبد السلام قطري عن اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية بمحافظة الدقهلية، والمحامي النقابي البارز السيد عثمان زينه أحد قادة مركز الفجر ممثلاً للمحامين.

تضمن الاحتفال فقرة لتكريم عدداً من الرموز الاشتراكية والوطنية : السيد عثمان زينه المحامي (سمنود)، المحامية ماجدة فتحي رشوان (القاهرة)، المخرجة السينمائية عرب لطفي، المناضل الاشتراكي فتح الله محروس (الإسكندرية)، القيادي الاشتراكي علي زهران (دمياط)، القيادي العمالي سيد محمد مسعود (شبرا الخيمة). وتكريم أسماء الراحلين المرحوم المناضل الاشتراكي أحمد محمد رضوان طبلية، المرحوم المناضل الاشتراكي عبد المنعم علي ندا ناطوره، المرحوم الزميل محمد أبو المجد الفحات، المرحوم الزميل عبد الخالق محمد أبو المجد، المرحوم الأستاذ صبري أحمد موسى المحامي، المرحومة السيدة/ فوزية السعيد عبد العزيز العطار. كما قدم عرضاً لكتابه ” المهمشون في التاريخ الإسلامي ” الدكتور محمود إسماعيل عبد الرازق أستاذ تاريخ المغرب والأندلس بجامعة عين شمس ومستشار البحوث بمركز الفجر وعقب عليه الباحث أحمد صبري السيد علي مدير المركز وشارك بالمداخلات عدداً من الحضور.
وفي ختام اللقاء ألقى القيادي الشعبي البارز أشرف أيوب منسق فرع مركز الفجر بمحافظة شمال سيناء كلمة حول خبرات لجنة الدفاع عن حقوق المواطن بالعريش.

نص كلمة
الرفيق
عاطف الجبالي
رئيس مركز الفجر

السيدات والسادة
الرفاق والزملاء
أهلاً بكم .. ونشكركم على تلبية الدعوة ومشاركتنا أعمال هذا اللقاء الذي يأتي بعد مرور إثنى عشر عاماً وبضعة أشهر على مأسسة وتأطير أنشطة مركز الفجر .. وبالتأكيد فإن ذلك امتداداً لنشاطات سابقة على ذات النسق والسيـاق السياسي والفكري .. مساهماً في حركة النضال السياسي للطبقة العاملة المصرية لإعلاء راية الاشتراكية العلمية. لقد كانت بداياتنا محدودة العدد والعدة .. إلا أن مسارنا مع الجمهور المستهدف أكسبنا الخبرة تلو الخبرة .. أصبنا وأخطأنا .. لحقتنا الإخفاقات وأيضاً حققنا بعض النجاحات .. وفي كل الأحوال نحن راضون عما قدمناه ودفعنا ضريبته عن قناعة بما نعتقد أنه صواب.

نحن لم نرتكن في دورنا إلى ما سطرته أقلام المُنظرين وفقط … بل كان معلمنا هو هذا العامل البسيط صانع الثروة .. وحركة الشارع نستلهم منها الخبرة والعبرة. اجتهدنا أن نرتبط بالناس ومشاركتهم همومهم وطموحاتهم البسيطة وأيضاً حلمهم بمجتمع يُنتفي فيه استغلال الإنسان لأخيه الإنسان.

حاولنا قدر استطاعتنا أن نكون فاعلين في حدود ما هو متاح في هذا الزمن الرديء … في ظل هذا الاستبداد والقهر والقمع .. ونفي الآخر .. وفساد النخبة
لم يفت في عضدنا محاولات جرت .. وتجري .. للتخريب والحصار .. والتحجيم وتقليص علاقاتنا بأطر أخرى قد تفيد حركتنا .. وحملات من الافتراءات والأباطيل ولا نلوم أحداً .. فلكل خياراته واختياراته. لم يفت في عضدنا إحجام صحف كان المفترض أن تبادر لإثارة ما نطرحه من موضوعات أو تغطيات .. على العكس فقد جاهدنا لمزيد من الارتباط بقطاعات السكان المستهدفة. ولابد أن نشير لدور متميز قدمته صحف محترمه لم تتحسب لحرجها مع السلطات .. مثل صحيفة العربي الناصرية .. وصحيفة الشعب لما قبل إغلاقها.

استثمرنا وابتكرنا عدة روافع وآليات للتوفيق بين إمكانياتنا البسيطة والظروف القائمة وأنجزنا ما نحسب أنه صحيح ..
أنجزنا لفترة مشروعات تخدم مباشرة الفئات الضعيفة اجتماعياً وفي القلب منها المهمشين في الحضر والأُجراء في الريف، مثل :
مشروع الخدمة العلاجية والرعاية الصحية المجانية بفضل تكاتف عدداً من الزملاء والأصدقاء الأطباء والصيادلة وفي مستويات متعددة، ومازال لدينا الإصرار على مشاركة الناس انتزاع حقهم في العلاج والرعاية الطبية.

أنجزنا .. ولفترة محدودة تبعاً لحالة القمع والحصار مشروعاً لمحو الأمية وتعليم الكبار، وفصولاً لتقوية طلبة الثانوية العامة من أبناء أهلنا المعدمين.

أنجزنا ومازال قائماً قيد التطوير والشمول مشروعاً للرعاية القانونية والاجتماعية للمسجونين وأسرهم .. ومحاولات منا لإعادة دمج بعض المفرج عنهم والمجرمين التائبين في المجتمع وتأهيلهم للكسب الشريف .. وحققنا نجاحاً مع بعضهم.

أنجزنا بالتعاون مع بعض أصحاب الورش الصغيرة مشروعاً للتدريب المهني الإنتاجي للصبية والنساء والفتيات للإعداد لمشروعات الأسر المنتجة .. ثم توقف هذا المسار لظروفنا الخاصة.

أنجزنا مشروعاً لمساعدة المرأة والطفولة وخاصة المرأة المُعيلة اتخذ مسارات عدة منها المساعدة القانونية ودعمها أمام جهات الإدارة لكفالة حقها وأبنائها في الضمان الاجتماعي والعلاج ورعاية الطفولة والإعفاء من المصروفات المدرسية الباهظة .. وإقامة مشروعات بسيطة لإعالة الأسرة.

أنجزنا .. بنجاح ملموس .. دوراً في تقديم الدعم القضائي والمساعدة القانونية لضحايا الاستبداد والفساد والقمع والقهر الاجتماعي.

حين بدأنا .. كان عددنا لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة .. اليوم .. نتواجد في معظم بقاع الوطن سواء من خلال وحدات عمل منظمة آخرها ما دُشن في شبرا الخيمة .. أو من خلال نشطاء بارزين في قطاعات مثل العريش بشمال سيناء أو الطور وشرم الشيخ بجنوب سيناء، وأسوان بجنوب البلاد ..

بل ونتيجة لاشتباكنا مع قضايا وموضوعات خارج حدود مصر .. وما تحقق من نجاحات في بعضها امتلكنا شبكة من العلاقات المنظمة في عديد من الدول العربية عدا بعض دول آسيا وأوروبا، بل وتشكلت شبكة مراسلين لبرنامج المناصرة في هذه البلدان ..

كُرّمنا من مؤتمر الأمن والعدالة الدولي المنعقد بأكاديمية العلوم الإنسانية والبحوث الثقافية بطهران ومن جامعة شهيد بهشتي وجامعة الإمام الصادق بقم المقدسة.

كُرّمنا في استانبول عاصمة تركيا من منظمة عمالية مستقلة ترفع راية الاشتراكية، اعتذرنا عن المشاركة في المؤتمر الدولي للرابطة العالمية لمشاركة المواطن المنعقد بمانيلا عاصمة الفلبين.

أطَّرنا برنامجاً يخدم العمال وفقراء الفلاحين والأجراء في الريف والمهمشين في الحضر يستهدف تحفيز النشطاء على الارتقاء بمستوى وعي الناس وحفزهم للعمل الجماعي، عقد الدورات والحلقات الدراسية .. ونسعى لتوسعة مستهدفاته بما يثري وعي القيادات التلقائية في صفوفها وحركة الناس.

ساهمنا بقسط وافر في تأسيس عدداً من الروابط النقابية والاجتماعية في أوساط مهنية وشعبية مختلفة .. وندرج على أجندتنا مهاماً أخرى تأتي في هذا السياق.
وعلى التوازي حققنا مشاركة فاعلة ومؤثرة في تشكيل أعمالاً جبهوية وديمقراطية على المستوى القومي وحققنا تلاحماً مع محاولات مخلصة تستهدف خلق حركة جماهيرية.
اكتسبنا بشكل أو بآخر ثقة قطاعات من السكان المضطهدين والمقهورين اجتماعياً، كذلك ساهمنا إما تمثيلاً أو أشخاصاً في عدد من الأنشطة العامة .. وننتقد أنفسنا حين عزلنا لفترة خشية ما طرأ على سلوكيات النخبة. وخلال هذا المسار اعتمدنا على الذات في تمويل أنشطتنا .. بل إن المقر ظل حتى مساء أمس في منزل محدثكم متبرعاً به.

إنني أضع نفسي قبل الزملاء الذين تحملوا عبء إدارة العمل اليومي طوال هذه الفترة أمام الأصدقاء قبل الرفاق رهن المحاسبة والانتقاد، ونضع كافة وثائقنا أمام الجميع رهن الإطلاع.
نفخر بما قدمنا قدر جهدنا واستطاعتنا ونسعى إلى تطوير الأداء المؤسسي وامتلاك خطة واضحة المعالم تهدف إلى تحقيق مزيد من الفعالية لدورنا، وهو ما يستوجب أهمية مجلس أمناء منتظم حاكم وفاعل.
نعلم أن الطريق طويل وصعب ويحتاج لمزيد من الجهود والعمل الدؤوب .. ومازلنا نؤكد أننا نفتح الطريق على مصراعيه للتعاون بيننا وكافة الأطراف المخلصة على أرض الوطن.
تحية الإعزاز والتبجيل لأرواح رفاقنا وزملائنا الذين رحلوا عن عالمنا لما قدموه وأثرى حركتنا تحيتنا لأرواح شهداء الطبقة العاملة في كافة أرجاء المعمورة.
ونحيّي كل الرفاق الذين ساهموا بجهودهم الطوعية لتحقيق ذلك، ونحيّي دور كل الأصدقاء والعاطفين الذين قدموا لنا العون والسند.

وعهد لرفاقنا الاشتراكيين والعمال وكل المضطهدين أن نظل على الدرب سائرين. شكراً لكم.