1/1/2005

عبر بياناته العديدة قدم برنامج مناصرة حقوق الإنسان بمصر رصداً لنماذج من الانتهاكات التي يرتكبها قطاع من ضباط الشرطة ومساعديهم والتي شملت جرائم التعذيب والاستخدام المفرط للقوة والقسوة في المعاملة واحتجاز الرهائن .. والاحتجاز دون سند من قانون .

كما شملت أعمال الرصد نماذجاً لمنهج الأداء الأمني في مصر وفي أقاليمها على وجه الخصوص .. منها حملات القبض العشوائي على المواطنين والذي يصحبه غالباً تلفيق الاتهامات للضحايا حيث يخيَّر المقبوض عليهم بين حيازة برشام مخدر أو بانجو أو سلاح أبيض أو سلاح ناري تصنيع يدوي (فرد بلدي) .وفى بيانه الصادر بتاريخ 16 / 9 / 2004 قدم البرنامج دائرة مدينة ومركز المحلة الكبرى نموذجاً لمنهج الأداء الأمني في الأقاليم – هذا المنهج الذي يتناقض تماماً وما تؤكده السلطات المركزية من احترام لحقوق الإنسان وسيادة القانون، حيث تكمن فجوة حقيقية بين المواطن وجهاز الشرطة – وأجهزة الأمن عموماً – وسخط كامن في نفوس البسطاء من جراء ما يشهدونه من انتهاكات يرتكبها رجال شرطة في الشارع العام أو داخل الأقسام .

وإحقاقاً للحق .. فمن خلال عرض بعض الانتهاكات التي ترتكب في إطار إقليم محافظة الغربية على سيادة اللواء / شريف رشدي مفتش الداخلية بمديرية أمن الغربية .. فقد تمت معالجتها فورياً وإنصاف الضحايا .. إلا أن مزيداً من الانتهاكات والتجاوزات .. في المقابل .. يتم ارتكابها دون حسيب أو رقيب .. وهو ما يعني تفاقم الظاهرة ويقدم البرنامج نماذجاً لها تدعمها المستندات :

المواطن / محمد الحزين محمد الطحان .. رقم قومي 1600717 مقيم بالمحلة الكبرى ش عمر الشريف – عامل بالمعاش – مواليد 11 / 10 / 1934 – 70 عاماً – اقتادته قوة من مباحث تنفيذ الأحكام بقسم أول المحلة منتصف ليل الأربعاء 10 نوفمبر الماضي واحتجزته حتى صباح اليوم التالي بدعوى صدور حكم بحقه بالحبس في القضيتين 10845 جنح أول المحلة، 9488 جنح أول المحلة بناء بدون ترخيص , ورغم تأكيد المواطن الضحية أنه لا يملك أرضاً للبناء ولم يقم بأية أعمال بناء .. واكتشافه أن الأحكام الصادرة بحق مواطن آخر يدعى / محمد حلمي أحمد الطحان إلا أن حراسته التي قامت بتكبيله بالقيود الحديدية أجبرته على التوقيع بالمعارضة في تنفيذ الحكمين الصادرين بحق المواطن الآخر.. وتحدد لنظرهما جلستي 11، 13 يناير الجاري.

وقد أفاد المواطن الضحية أنه تعرض لمعاملة قاسية ومهينة من ” المخبرين ” مصطفى الغمري , فوزي .. قوة مباحث تنفيذ الأحكام بقسم أول المحلة، وأنهما رفضا عرضه على السيد / مأمور القسم والسيد / رئيس المباحث لتوضيح موقفه . وهو ما رفضاه على الإطلاق وصمما على احتجازه.

ونموذجاً آخر .. دائرة قسم شرطة ثان المحلة الكبرى. حيث وبتاريخ 12 / 2 / 2004 قدم البرنامج معلومات بحسب ما أورده المواطن / فكري المحمدي رمضان – بالمعاش – ومقيم بالمحلة الكبرى حارة الشيخ رمضان متفرع من شارع أبو الحسن مفادها تعرض نجله المعاق / مجدي فكري المحمدي رمضان لتكرار تلفيق اتهام بحيازة سلاح أبيض آخرها يوم 9 / 2 / 2004 وتسجيله جنائياً على سبيل التنكيل مجاملة لخصومه ، وطالب المواطن سلطات التحقيق والعدالة التحقيق في شكواه وكفالة حماية نجله ووقف أشكال التنكيل به. وفي التحقيقات قدم المواطن اتهاماً صريحاً لأحد مخبري المباحث قوة قسم ثان المحلة ويدعى (إبراهيم جامع) بارتكابه تجاوزات في حق نجله المعاق مجاملة للجيران – حسب المعلومات التي أوردها المواطن . وهو ما تلاحظ أنه لم يؤخذ بها .. حيث استمرت أساليب التنكيل بأبناء المواطن المتضرر ..

فقد تبين قيام المخبر إبراهيم جامع والقوة المرافقة له باقتياد نجله الآخر ويدعى / عمر فكرى المحمدى رمضان .. معاق (شلل أطفال قديم مع ضمور شديد بالطرفين السفليين وضمور متوسط بالطرفين العلويين …الخ) وعرض المحضر على النيابة العامة بتاريخ 12 / 10 / 2004 بتهمة حيازة وإحراز بغير ترخيص سلاحاً أبيضاً ” سكين ” ..الخ وتقديمه بجلسة 25 / 11 / 2004, وتبين أيضاً أن المواطن المعاق سالف الإشارة إليه وقع على المحضر باسمه (عمر فكري المحمدي رمضان) وبرقم بطاقته الشخصية رقم 102076 ثان المحلة هذا رغم أن المحضر محرر باسم شقيقه المجند / محمد فكري المحمدي رمضان بطاقة شخصية رقم 138755 ثان المحلة.

وهو ما نجم عنه صدور حكم بالحبس بحق شقيقه المجند ليستدعي عرض الموضوع بمعرفة مندوب البرنامج على السيد اللواء / مفتش الداخلية بمديرية أمن الغربية.

إن برنامج مناصرة حقوق الإنسان بمصر إذ يعيد تأكيده على إدانته استمرار مسلسل التنكيل والبطش بالمواطنين الأبرياء والمعاملة الحاطة بالكرامة واللاإنسانية والمهينة والتعذيب وتلفيق الاتهامات للمواطنين والاحتجاز دون سند من قانون ..

يضع ما تقدم كنماذج جديدة لهذه الانتهاكات التي يرتكبها عدد من رجال الشرطة بحق ضحايا .. مطالباً بإجراء تحقيقات عادلة ومحايدة ومحاسبة مرتكبيها .