26/8/2008

أعلنت الحملة الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان فى إيران عن عميق قلقها على صحة وسلامة الناشطة الحقوقية الإيرانية شيرين عبادى الحاصلة على جائزة نوبل 2003 وذلك فى اعقاب تلقى عبادى العديد من التهديدات المتصاعدة من قبل إحدى الهيئات الحكومية الإيرانية وهى وكالة الأنباء الإيرانية ضدها. وكانت الحملة الدولية قد أعلنت عن قلقها أيضا بسبب استمرار اعتقال وتعذيب الناشط الحقوقى عماد باغى والذى أصبح ف حالة صحية حرجة من جراء الاعتقال والتعذيب.

وخلال الأسابيع القليلة الماضية كانت وكالة الأنباء الإيرانية قد نشرت سلسلة من المقالات تنطوى على تحريض وتشهير للناشطة شيرين عبادى والتى تدعى أن إبنتها قد اعتنقت الديانة البهائية وهذا ينطوى بلا شك على اتهام بالارتداد عن الدين الإسلامى وهى جريمة عقوبتها الاعدام بحسب القانون الإيرانى. وكانت شيرين عبادى وابنتها قد انكرتا وأدانتا بشدة مثل هذا الاتهام من قبل وكالة الأنباء الإيرانية والتى قد ألمحت فى إحدى المقالات إلى أن شيرين عبادى عميلة صهيونية وأن جائزة نوبل هى مكافأة للكاتبة من اللوبى الصهيونى.

إن هذا الهجوم المتكرر على الناشطة الإيرانية يأتى فى أعقاب دفاعها بصفتها محامية عن سبعة بهائيين معتقلين فى ايران. وتأتى حملة التشهير ضد عبادى فى أعقاب تهديدات بالقتل فى السنوات الأخيرة من قبل جماعة تدعى (جماعة مناهضة البهائيين).

تقول الحملة الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان بإيران أن الهجوم على شيرين عبادى والذى قامت به وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية يعكس جهود الحكومة الإيرانية فى إسكات وتهديد شخصية مرموقة ومعترف بها دوليا وها الهجوم يدق ناقوس الخطر منبها لرغبة الحكومة الإيرانية فى منع شيرين عبادى من الدفاع عن ضحايا انتهكت حقوقهم.

وفى أعقاب تصعيد وكالة الإنباء الإيرانية لحملة التشهير، قامت شيرين عبادى برفع دعوى قضائية ضد الوكالة طالبة من القضاء نظر القضية وعقاب وكالة الأنباء على نشرها للأكاذيب وتهديد الناشطة الإيرانية.

وهناك ناشط حقوقى أخر هو عماد باغى الذى تعرض للاضطهاد والتعذيب اثناء اعتقاله. وباغى هو مؤسس جمعية للدفاع عن حقوق السجناء وهو ما زال قيد الاعتقال بسبب مقال قد نشره منذ عشرة أعوام ضد عقوبة الإعدام وقد حكم عليه بالسجن لمدة عام وتنتهى مدة عقوبته يوم الثامن من أكتوبر 2008. وأثناء تأدية باغى لعقوبته، فإن النظام القضائى الإيرانى ما زال يحاكمه فى قضايا أخرى متعلقة بنشاطه كمدير لجمعية الدفاع عن حقوق السجناء فى إيران.

وباغى يعانى من أمراض خطيرة فى القلب والكلى. و منذ بدء الشهر الحالى كانت حالته الصحية قد تدهورت وقد أعلن طبيب السجن فى التاسع من الشهر الحالى أن حالة باغى الصحية حرجة مطالبا بتحويله لمستشفى تخصصى ولكن سلطات السجن لا زالت متجاهلة لحالة باغى الصحية وبدلا من تحويله للمستشفى تم تحويله لقسم 209 بسجن إيفن. وهذا القسم تديره المخابرات الإيرانية و هو خارج نطاق التفتيش من قبل مصلحة السجون الإيرانية. وفى 19 أغسطس 2008، صرح على رضا جامشيدى- المتحدث بإسم القضاء الإيرانى- فى مؤتمر صحفى بأنه قد تم تحويل باغى إلى قسم 209 للتحقيق معه فى القضايا الحالية المتهم فيها. ووفقا لبعض التقارير، فإن حالة باغى لازالت فى تدهور مستمر وهو محجوز الأن فى زنزانة صغيرة دون أية خدمات مع مسجونين أخرين.

وتقول الحملة الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان فى إيران أن معاملة باغى تندرج تحت وصف (المعاملة القاسية والحاطة بالكرامة) فضلا عن أنه لم يكن ليسجن بسبب نشاطاته فى الدفاع عن حقوق الإنسان

و أن حياته فى خطر بسبب ما يتعرض له من قبل السلطات الإيرانية.إن الحكومة الإيرانية ملزمة بشكل صريح بحماية كل من شيرين عبادى وعماد باغى وكل الناشطين الحقوقيين فى إيران. إن إعلان الأمم المتحدة الخاص بالمدافعين عن حقوق الإنسان والذى أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع عام 1998 ينص على أن الدول الموقعة “يجب أن تتخذ الإجراءات الضرورية لتأكيد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان من قبل السلطات المعنية ضد أى عنف أو تهديد أو ثأر أو ضغوط أو أى اجراءات تعسفية سواء بالفعل أو عن طريق القضاء” كنتيجة لدفاعهم الشرعى عن حقوق الإنسان.

إن الحملة الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان فى إيران تطالب الحكومة الإيرانية بأن توقف التحرشات والإجراءات القانونية ضد المحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان وان تضمن سلامة شيرين عبادى وتفرج عن عماد باغى فورا وبدون شروط.

من أجل متابعة المزيد من التطورات فى إيران، يمكن زيارة موقع الحملة الدولية:
www.iranhumanrights.org