9/12/2009
فى اطار انشطة مرصد حالة الديمقراطية بالجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية ، تابع المرصد اعمال جولة الاعادة لانتخابات نقابة جنوب القاهرة الفرعية للمحامين ، والمنوط بها اختيار نقيباً للفرعية واعضاء مجلس النقابة ، وقد جرت الجولة الاولى للانتخابات يوم الثلاثاء 1 ديسمبر 2009 ، ولم يكتمل النصاب القانونى للنقابة الفرعية والذى اشترط القانون 100 لسنة 93 ان يكون النصاب القانونى نصف عدد اعضاء الجمعية العمومية + واحد ، لذا تجرى جولة الاعادة على نصاب قانونى اخر وهو الثلث كما اشترط القانون
شبح القانون 100
بالرغم من مرور اكثر من 16 عاما على عدم وجود مجلس نقابة منتخب للنقابة الفرعية للمحامين بالقاهرة فقد شهدت انتخابات نقابة جنوب القاهرة يوم الثلاثاء8 ديسمير 2009 مأساة كان الجميع يتوقعها بعدم اكتمال نصاب الجمعية العمومية والذى معه تكون نقابة جنوب القاهر الفرعية أول النقابات التى دخلت فى نفق الحراسة وتستمر معها مأساة القاهرة التى اصبح شبح الحراسة يخيم على انتخابات الشمال بعد عدم اكتمال الجنوب الاقل عددا وتتجه الانظار غدا نحو نقابة الجيزة الفرعية مع الخشية من الحاقها باختيها فى القاهرة فما زال شبح القانون 100 لسنة 1993 والخاص بالنقابات المهنية يخيم بظلاله الكئيبة على النقابات المهنية والتى فرضت اجواء الحراسة والتجميد على النقابات المهنية بأشتراطه ان لا يكتمل النصاب القانونى للجمعية العمومية للنقابة المهنية فى الانتخابات الا بنسبة 50% وفى مرحلة الاعادة الا ببلوغ نسبة30% من اعضاء الجمعية العمومية والتى تقدر فى هذه الانتخابات بسبعة آلاف محامى, كما ساعد على ذلك انصراف المحاميين عن آداء واجبهم فى التصويت لعدم شعورهم بجدوى وجود مجالس منتخبة تعبر عنهم, فقد اعتادت اجيال من المحاميين الشباب على عدم وجود مجالس نقابية فرعية بالقاهرة تعبر عنهم فأنقطعت صلتهم بالعمل النقابى واصبحت النقابة مبنى لدفع الاشتراك السنوى واستلام كارنيه ممارسة المهنة ليست الا وعلى الجانب الاخر نكصت النقابة العامة للمحاميين عن تنقية جداول المحاميين وبخاصة فى القاهرة ممن لا يعملون فى مهنة المحاماة فأمتلأت جداول الجمعية العمومية باسماء لاتمارس المهنة ولا تهتم بها من قريب او بعيد , كل هذه الاسباب جاءت مجتمعة حتى تستمر نقابة المحاميين الفرعية بجنوب القاهرة مجمدة وتحت الحراسة القضائية لاربعة اعوام اخرى ليكتمل عقدين من الزمان ونقابة المحاميين الفرعية بجنوب القاهرة بلا مجلس منتخب .
النقابة الفرعية بجنوب القاهرة
تعد نقابة جنوب القاهرة الفرعية هى من أكبر المحاكم المصرية من حيث عدد اعضاء الجمعية العمومية حيث وصل عدد اعضاء جمعيتها العمومية الى 21918 عضو مقسمين على 69 لجنة انتخابية موزعة على عدد 13 محكمة جزئية كالتالى ( محكمة قصر النيل الجزئية وتضم 10 لجان انتخابية – محكمة مصر القديمة الجزئية وتضم 4 لجان انتخابية و محكمة الموسكى الجزئية وتضم ثلاثة لجان انتخابية – و محكمة الجمالية الجزئية وتضم 7 لجان انتخابية – محكمة الدرب الاحمر الجزئية وتضم ثلاثة لجان انتخابية – محكمة السيدة زينب الجزئية وتضم 8 لجان انتخابية – محكمة باب الشعرية الجزئية وتضم ثلاثة لجان انتخابية – محكمة عابدين الجزئية وتضم 16 لجنة انتخابية – محكمة البساتين الجزئية وتضم 9 لجان انتخابية – محكمة دار السلام الجزئية وتضم لجنتين )
مكان انعقاد اللجان
لجان قصرالنيل ومصر القديمة والموسكى فى النقابة العامة للمحامين ولجان الجمالية والخليفه والدرب الاحمر والسيدة زينب وباب الشعريه بمقر محكمة جنوب ، بينما لجان عابدين بمحكمة عابدين الجزئية ، ولجان البساتين ودار السلام بمقر محكمة البساتين الجزئية . المرشحين
على منصب النقيب ترشح كلا من 1-حسن محمد أمين إبراهيم ( حسن أمين )2- محمد على أحمد فهمى ( محمد على فهمى )3- محمود دياب محمد ( محمود دياب )4- صلاح أمين سالم سيد حمد المحرق ( صلاح المحرق)5- سعيد محمد طلبة الفار ( سعيد الفار )6- وجيه عبد الجابر ابو الغيط عفيفى ( وجيه أبو الغيط )7- ممدوح عبد الغنى الجمال ( ممدوح الجمال )8 – ناجى حسن عبد المجيد حافظ حرب ( ناجى حسن حرب )9 – جمال حنفى جمال على) بينما ترشح على مقاعد الشباب عدد خمسة مرشحين وهم 1- هانى قرنى جبر عبد الرسول ( هانى جبر )2- محمود محمد مصطفى سليمان ( محمود سليمان )3- هيثم جلاب عبد العزيز محمد ( هيثم جلاب خير الله )4- شريف فتحى محمد الكشكى ( شريف الكشكى )5 – أحمد عبد الهادى على محمد ( أحمد عبد الهادى على ) ،. وترشح على مقاعد العضوية عدد 61 مرشحاً بينهم اربعة سيدات وهم ( سالى الجباس – سماح المصري – فاطمة الزهراء غنيم – سحر الخولى (
فى اليوم السابق على الانتخاب حدثت مشادة بين انصار النقيب الحالى للمحامين حمدى خليفة والنقيب السابق سامح عاشور من المرشحين فى دائرة الدرب الاحمر الجزئية فقد اشتبك كلا من خالد فؤاد مرشح العضوية فى انتخابات محامين الدرب الاحمر مع المرشح المنافس له فى نفس الدائرة محمد عبد الرحمن الذى تعدى عليه بالضرب والسباب وشارك فى الاشتباك علاء المرصفاوى ومحمد عبد المنعم رئيس اللجنة النقابية السابق بالدرب الاحمر وذلك فى الليلة السابقة على الانتخابات اثناء تعليق احدى اللفتات امام محكمة جنوب القاهرة مقر الانتخابات .
اليوم الانتخابي
ـ تم فتح اللجان حوالى الساعة التاسعة صباحاً، وبدأ التصويت بجميع اللجان فى صناديق زجاجية شفافه ، بحضور جميع مندوبي المرشحين
ـ انتشرت الدعاية الورقية امام جميع اللجان الانتخابية وكان يقوم بتوزيعها انصار المرشحين .
ـ ظهرت قائمة لمرشح الجزب الوطنى سعيد الفار ، وانكر انه يعلم مصدرها وقال الى مراقب المرصد انها قائمة مضروبة
ـ بدأ الاقبال ضعيف فى جميع اللجان حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، فكان عدد استمارات التصويت فى محكمة جنوب حوالى 500 استماره ، وفى محكمة عابدين حوالى 200 استمارة ، وفى النقابة العامة حوالى 600 استمارة .
وبالرغم من مشاركة كل القوى السياسية الفاعلة فى نقابة المحاميين بمرشحين لها فقد قدمت لجنة الشريعة( الاخوان المسلمين )على منصب نقيب محامي جنوب القاهرة جمال حنفي نائب مجلس الشعب عن دائرة عابدين وعضو مجلس النقابة العامة على المستوى العام ، و4 مرشحين هم: مدحت عمر وسيد نصر ومحمد إسماعيل ومحمد مصطفى عثمان، كما ترشح عدد من كوادر الحزب الوطنى كسعيد الفار الا انهم لم يستطيعوا حث وحشد المحاميين لاكتمال الجمعية العمومية التى ترتفع فيها نسبة المحاميين المقيدين فى جداول القطا العام وخاصة فى دائرة عابدين وقصر النيل .
شهدت العملية الانتخابية فى نقابة جنوب القاهرة منذ الصباح اقبال ضعيف للغاية حيث بلغ عدد الحضور من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الثانية عشر ظهرا 850 صوت فقط ارتفعت فى الفترة ما بين الثانية عشر ظهرا والثانية ظهرا لتصل الى 1300 صوت وهو التوقيت الذى بدأت فيه حالة الياس تدب فى المرشحين وظهر الوجوم على وجوه الجميع .. ويتسمر الاقبال الضعيف وينحصر التواجد فى محاكم جنوب وعابدين والنقابة العامة بين المرشحين وانصارهم دون جود ناخبين ليرتفع عدد الاصوات من الساعة الثانية ظهرا الى الرابعة ظهرا الى 1900 صوت ثم فى الساعة الاخيرة يقترب عدد الحضور من 2500 ناخب لتعلن اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات عدم اكتمال نصاب جولة الإعادة وتنتهى معها انتخابات نقابة جنوب القاهرة نهاية درامية بدخول جنوب القاهرة فى نفق الحراسة .
خوف الحزب الوطنى من اكتمال النصاب
رغم تسرب اخبار قائمة الحزب الوطنى والتى حاول بعض مرشحى العضوية انكار علاقتهم بها بينما أكدها سعيد الفار المرشح لمنصب النقيب وبعض المرشحين المنتيمن للحزب إلا أن تقدم جمال حنفى مرشح الاخوان لمقعد النقيب وقائمة الاخوان دفع الحزب الوطنى الى الاتجاه الى عدم اكمال نصاب الجمعية العمومية خشية تكرر ما حدث فى نقابة اكتوبر بالامس واكتساح الاخوان والمتحالفين معهم لانتخابات الجنوب .
كان أهم ما تلاحظ منذ بداية اليوم هو تغيير اسلوب الحزب الوطنى والذى دفع ببعض كوادره من اعضاء المجالس المحلية ومجلس الشعب للنزول فى الجولة الاولى لمساندة بعض مرشحيه إلا أن جولة الاعادة شهدت اختفاء تام للحزب الوطنى فلم تظهر القائمة التى تسربت من امانة المهنيين بالحزب وكانت حديث الاسبوع الماضى بين المحامين ولم يظهر اى من كوادر الحزب او اعضاء المجالس المحلية حتى مرشحى الحزب انفسهم كان تواحدهم ضعيف للغاية وهو ما أكد شعور الجميع بان هناك مخطط لعدم اكمال الجمعية العمومية بعد ان أكدت كل التقارير المرفوعة لقيادات الحزب تقدم مرشحى قائمة الاخوان سواء على مقعد النقيب أو العضوية مما دفع الحزب الى تغيير خططته بالغاء فكرة القائمة والعمل على عدم اكمال الجمعية حتى لا يتكرر ما حدث فى نقابة اكتوبر بالامس عندما اكتسحها الاخوان بنقيب واغلبية .
أحد أهم الملاحظات التى تؤكد تورط الحزب الوطنى والحكومة فى عدم اكمال الجمعية العمومية هو نسبة التصويت فى صناديق القطاع العام والتى تتركز فى دائرة قصر النيل وبعض منها فى دائرة عابدين .. فكانت أم المهازل أن يقتصر الحضور فى صناديق قصر النيل بالنقابة العامة على ما يزيد عن مائة صوت بقليل وهو ما يعنى أن القطاع العام كاملا لم ينزل للتصويت فى هذه الانتخابات .. وهو أكد الاخبار التى تسربت عن وجود تعليمات لروساء القطاعات القانونية بمنع محامى القطاع العام من حضور الانتخابات والتصويت .. ويبلغ عدد اصوات القطاع العام فى دائرة محكمة جنوب القاهرة قرابة الأربعة آلاف محامى وهو رقم كافى لاكمال الجمعية العمومية فى مرحلة الاعادة فيما لو نزل محامو القطاع العام للانتخاب .. وهى ورقة الاجهزة الأمنية والحزب الوطنى التى يستخدمها دائما عندما يرغب فى عدم اكمال الجمعية العمومية .
ومع اقتراب الساعة من الثانية ظهرا وظهور نسبة الحضور الضئيلة التى لا تتجاوز 10% من الجمعية العمومية وظهور اثر ذلك على المرشحين الذين جلسوا على مقاعدهم وبدا الياس ظاهرا على وجوهم تحولت حالة الياس لدى المرشحين الى ثورة من الغضب صبوها على راس مجلس النقابة العامة متهمين المجلس نقيبا وأعضاء بالتواطىء مع الحكومة لعدم اكمال نصاب الجمعية العمومية .
تنقية الجداول هى الحل
الاقبال الضعيف على التصويت كان سببا فى حالة السخط التى انتابت المرشحين وانصارهم على اعضاء مجلس النقابة العامة الذين اتهموهم بالتقاعس عن تنقية جداول القاهرة وهو ما أدى الى عدم اكتمال النصاب فى جنوب القاهرة وسوف يؤدى لنفس النتيجة فى شمال القاهرة , وخلال هذه الاحداث اتفقت بعض القيادات النقابية فى القاهرة وبعض المرشحين على تكوين لجنة مشتركة فيما بينهم للمطالبة بتنقية جداول القاهرة بعد انتهاء انتخابات النقابات الفرعية مباشرة ..
ووصل الأمر بالبعض الى التهديد الى انه فى حالة استمرار تقاعس النقابة العامة ومجلسها عن تنقية جداول القاهرة فسوف يلجأ محامو القاهرة الى الدعوة لجمعية عمومية غير عادية لسحب الثقة من مجلس النقابة العامة نقيبا وأعضاء .
مرصد حالة الديمقراطية
الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية