تونس في 18 أكتوبر 2004

أصدرت هذا اليوم 18 أكتوبر 2004 مجموعة من الشخصيات التونسية تنتمي إلى المؤتمر من أجل الجمهورية و حركة النهضة الإسلامية واليسار غير الاستئصالي وشخصيات مستقلة بارزة بيانا ندّدوا فيه بالانتخابات الرئاسية والتشريعية التي تزمع السلطات التونسية تنظيمها يوم 24 أكتوبر مركزين على فقدانها أدنى مصداقية وشرعية ومطالبين الشعب التونسي بمقاطعتها وعدم الاعتراف بنتائجها المعروفة سلفا. كما دعوا إلى توحيد الجهود لانعقاد مؤتمر وطني ديمقراطي يجمع كل القوى الحية في البلاد لإعداد البديل الديمقراطي للنظام الحالي.

وفي ما يلي نص البيان وقائمة الموقعين التي يتصدرها الدكتور منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة والأستاذ صدري الخياري والقاضي مختار اليحياوي والمفكر أحمد الطالبي.

نداء للشعب التونسي لمقاطعة انتخابات التزييف والإذلال في 18/10/2004

تستعد الدكتاتورية يوم 24 أكتوبر لتنظيم مسرحية انتخابية تصادر مرّة أخرى سيادة الشعب وتمتهن كرامة المواطن ، كل هذا في إطار ما عوّدتنا عليه من إسفاف في تزييف القيم و المفاهيم وآليات ومؤسسات النظام الديمقراطي .

إن الموقعين على هذا النداء:
– يشددون بصفتهم التنظيمية أو الشخصية ، على أن هذه الانتخابات الصورية تهدف لتكريس الرئاسة مدى الحياة بصفة مقنّعة ، مستندة إلى ”استفتاء” مثّل انقلابا على الدستور ندّدت به القوى السياسية والحقوقية المستقلة وقاطعه الشعب ، كل هذا في ظل عدم وجود عدالة مستقلة تحتكم لسلطان القانون.

– يذكّرون بأن تنظيم هذه الانتخابات مسؤولية أجهزة لا ترى في المواطن مصدر الشرعية وإنما مصدر الخطر ولم تنفكّ يوما عن التعامل معه بالتخويف والإذلال ، ناهيك على أنها تقع في جوّ من القطيعة المطلقة بين المجتمع المدني وسلطة رفضت الاستجابة لمطالبه المتكررة بالإفراج عن المساجين السياسيين كمطلب أوّل لتنقية المناخ السياسي .

– ينبّهون إلى أن نتيجتها المعروفة مسبّقا سوف تشرّع وتكرّس تواصل سياسة اقتصادية تمثّلت في استشراء الفساد بكيفية لم يعرف لها مثيل في تاريخ تونس وغرق الدولة و التونسيين في الديون وتفاقم ظاهرة البطالة خاصة عند خريجي الجامعات والتهاب الأسعار وتأزم النظام المصرفي وتسريح العمال ورفع كل القيود والضمانات التي تحفظ الحدّ الأدنى من حقوقهم النقابية.

– يلاحظون إن تواصل مثل هذا النظام عبر مثل هذه الانتخابات يعني تواصل القمع وخنق الحريات وتدهور التعليم والمؤسسات القضائية والأمنية والإعلامية والإدارة وكلها أنظمة نخرت فيها سوسة الفساد واللامبالاة والاستقالة الجماعية والإحباط نتيجة التسيير الدكتاتوري .

– يحذرون من أن توثيق العلاقات مع إسرائيل في إطار البحث عن شرعية أجنبية أصبح من مسلمات السياسة الخارجية لنظام لم يعد يمثل التونسيين لا على الصعيد الداخلي ولا على الصعيد الخارجي.
وبناء على ما تقدّم، فإن الموقعين على هذا النداء يتوجّهون إلى كل المواطنين والمواطنات ليقاطعوا الانتخابات المزعومة ويتصدّوا لما تلجأ إليه الأجهزة الحزبية والأمنية من ضغوطات لجرّهم إلى المشاركة في عمليّة تمتهن كرامتهم وتسخر من ذكائهم، وضعت أساسا لإضفاء غطاء هشّ من الشرعية والقانونية على نظام فاقد لكليهما يرتهن حاضرهم ومستقبل أطفالهم.

كما يدعون جميع القوى الحيّة في البلاد إلى عدم الاعتراف بشرعية النتائج التي ستتمخّض عنها مهزلة 24 أكتوبر وإلى حشد كل الطاقات من أجل إنهاء الدكتاتورية في كنف النضال السلمي بدءا من تنظيم مؤتمر وطني ديمقراطي يعدّ البدائل التي ستؤسس لنظام سياسي جديد يعيد للشعب سيادته وللمواطن حقوقه وللانتخابات اعتبارها وٍوظيفتها.

الموقعون
منصف المرزوقي-راشد الغنوشي – صدري الخياري – محمد الطالبي – نجيب الحسني – عبد الرؤوف العيادي – مختار اليحياوي- فتحي الشامخي- عبد الله الزواري- عبد الوهاب معطر- علي بن سالم- كمال العبيدي- منصف بن سالم – ألفة لملوم- محمد النوري- أحمد السميعي – فتحي الجربي- زهير اليحياوي- سمير بن عمر- خالد بن مبارك -شكري الحمروني – محمد علي البدوي – رفيق عبد السلام – محمد بن سالم – رشيد النجّار- عايش الهمامي – عبد العزيز بن حمادي .