16/11/2005

تنوعت الانتهاكات التي حدثت في مرحلة الإعادة في دوائر بني سويف والجيزة والمنيا، وقد قام المراقبون التابعون لمركز الأرض بحقوق الإنسان برصد هذه الانتهاكات التي انتهت في بعض الأحيان بتزوير بعض النتائج في الفرز لصالح مرشحين بعينهم. وكان من ضمن الملاحظات العامة التي رصدها مراقبو المركز سماح الأمن لبلطجية مرشحي الحزب الوطني بإرهاب الناخبين والتحرش بهم، وضرب الحائط بأحكام قضائية صادرة من المحكمة الإدارية العليا، والتزوير لصالح مرشحين بعينهم.

لعل أكثر الانتهاكات حدة هو ما حدث في دائرة منشأة القناطر بالجيزة، حيث قام مصطفى سماح- مرشح عمال مستقل- بالتعدي على أحكام المحكمة الإدارية العليا وفاز في الإعادة برغم عدم أحقيته في خوض الانتخابات بالأساس لصدور الحكم باستبعاده منها وفاز في الإعادة مقابل فرج العدوي مرشح الحزب الوطني عمال ومنافسين آخرين منهم جرئ الطاهر مستقل. كانت هناك عربات نقل جماعية تقل الناخبين للتصويت لصالح مصطفى سماح، وقد حصل على أغلبية أصواته من الجلاتمة و أبو غالب حيث تحالف مع قطب فازورة مرشح الحزب الوطن فئات الذي لم يحظى بالفوز مثل حليفه. ويقول المراقبون من أبناء الدائرة أن القاضي ويدعى فتحي بيومي من اوسيم على صلة قرابة بزوجة مصطفى سماح وصديق سابق لوالده الذي ظل عضواً في مجلس الشعب قرابة الثلاثين عاماً. وقد قام مصطفى سماح في الجولة الأولى من الانتخابات بانتهاكات عدة منها حرق لافتات المرشحين المنافسين وقطع المياه عن من لم يصوت له من الأهالي وحرق لافتة مكتب المحامي الذي أقام الطعن ضده بالجلاتمة. وفي الجولة الأولى كان فرج العدوي مرشح الوطني عمال يتوقع الفوز لنفسه، ولكن أُغلقت اللجنة حتى الساعة الثانية ظهراً من اليوم التالي للانتخابات لتعلن فوز مصطفى سماح. وفي الجولة الثانية فاز المرشح المذكور بعدد 20 ألف صوتاً من مجموع 39 ألف أصوات صحيحة، مقابل19 ألف صوتاً لفرج العدوي، وذلك من اصل 124 ألف هي مجموع أصوات الدائرة. وبهذا الفوز يكون مصطفى سماح قد ضرب بعرض الحائط تسعة أحكام قضائية صدرت ضده لأنه قام بتحويل صفته من فئات لعمال وتستبعده هذه الأحكام من خوض الانتخابات نهائياً، ولم يتم تنفيذ هذه الأحكام. وقد حدثت مشادات بين مراقبي المركز الحاملين لكارنيهات مراقبة صادرة من وزارة العدل وبين بعض القضاة الذين رفضوا دخولهم اللجنة وحضور الفرز، وقد حدث ذلك في لجنة 71 سيدات و46 بنكلا رجال على سبيل المثال، وكان رئيس لجنة أبو غالب ويُدعى أحمد سعيد يقوم بنفسه بالتعليم في بطاقات الناخبين مع المندوب الجالس بجواره، وكان المندوبين يحرضون الناخبين لاختيار رموز بعينها وعلى رأسها رمز الشمس الخاص بمصطفى سماح.

وعقب هذه النتيجة أعلن أهالي منشأة القناطر احتجاجهم وفقدان ثقتهم في القضاء بعد إنجاح مرشح مثل مصطفى سماح رغم أنف جميع أبناء الدائرة، ومن ناحية أخرى تم ضرب عرض الحائط بالأحكام القضائية الصادرة من المحكمة الإدارية العليا ” بحجة مجلس الشعب سيد قراره “. وفي بعض اللجان كان القضاة غير متعاونين مع المراقبين لأجل تيسير عملية التزوير، فمثلاً في نكلا لجنة رقم 45 ومقرها مدرسة نكلا الابتدائية لم يسمح المستشار رئيس اللجنة للمراقبين بالدخول وأخذ البيانات. ولكن من الجدير بالذكر أن بعض القضاه قاموا بتوبيخ مندوبي المرشحين داخل اللجان عندما كانوا يقومون بتحريض الناخبين على التصويت لهم، وذلك ما قام به المستشار شريف المهدي بلجنة رقم 27.

وفي حين مرت الانتخابات بسلام في دائرة بندر المنيا، ولم يواجه المراقبون أية مشاكل من قبل الشرطة أو رؤساء اللجان، كانت لجنة 105 في صفط اللبن لجنة أكثر اشتعالاً، حيث تم منع الناس من الدخول وحُسمت النتيجة فيها لصالح د. وجيه شكري عياد شادي وهو مرشح عن حزب التجمع وحصل على أغلبية أصواته من أقباط الدائرة، وكان قد دخل في مواجهة مرشح الإخوان المسلمين وكلاهما اعتمد على الخطاب الديني في مقابل الآخر. وتتضارب الأنباء من قبل أبناء الدائرة حول حدوث تزوير لصالح بعض المرشحين .

وفي جميع دوائر بني سويف كان هناك ضغط من الحكومة على قادة الكنيسة لحشد أصوات الأقباط لصالح مرشحي الحزب الوطني، وقد استجابت الكنيسة لهذه الضغوط نظراً لأن المرشحين المنافسين للوطني كانوا من الإخوان المسلمين، ومنهم حمدي زهران مرشح فئات، وكان خطاب الإخوان الديني صارخاً محملاً بنبرات الكره الديني ومثيراً للمشاعر الدينية للأقباط، ولذلك حشد الأقباط أصواتهم لصالح مرشحي الحزب الوطني لأجل إسقاط مرشحي الإخوان. بالإضافة لذلك، قام الأمن باستئجار بعض البلطجية من منطقة الغمراوي ببني سويف لأجل التحرش بمؤيدي مرشحي الإخوان على أبواب اللجان، واستجاب بعض البلطجية لذلك في حين منعت المشاعر الدينية بعضهم من التحرش بمن يعتقدون فيهم أنهم يمثلون الدين وأرادوا غسل ذنوبهم بمخالفة أوامر الأمن لصالح أنصار الإخوان. ويذكر المراقبون أن اثنين من أنصار الإخوان فى غرف الانعاش وسرت إشاعات بوفاتهم من إجراء عمليات الاعتداء عليهم من قبل بلطجية الحزب الوطني في عمليات ضرب بالجنازير والسكاكين.

في دائرة الواسطى ببني سويف فشل الحزب الوطني في الحصول على مقعدي العمال والفئات برغم الانتهاكات التي قام بها مرشحي الوطني فئات وعمال لأجل إرهاب الناخبين وحشد اصواتهم. نجح مرشح الإخوان د. أحمد زهران وحصل على 18 ألف صوتا مقابل أبو الخير عبد العليم مرشح الحزب الوطني فئات. وكان أبو الخير عبد العليم وهو سكرتير عام محافظة بني سويف قد قام باستئجار بلطجية لإرهاب الفتيات والسيدات المؤيدات للمرشحين المنافسين لأجل عدم التصويت، ولم يتوقف الأمن لإيقاف ذلك. وكان أبو الخير عبد العليم يشغل مقعداً في مجلس الشعب في دورات سابقة عن الحزب الوطني بالتزوير. ونجح في نفس الدائرة إبراهيم جنيدي مرشح عمال مستقل. وفي دائرة مركز ناصر بنفس المحافظة فاز مرشح الإخوان المسلمين د. عبد العزيز الشرقاوي مقابل مرشح الوطني، ونجح على نصر مرشح عمال وكان مستقلاً ولكن تم ضمه للحزب الوطني قبل الانتخابات بأيام. وفي دائرة أهناسيا أيضاً بنفس المحافظة كان محمد معوض مرشح الحزب الوطني يقوم بشراء اًلأصوات ويسعى للتزوير ولكن وقف القضاة والمستشارون باللجان في وجهه ومنعوا عملية التزوير لصالحه، وشعر الأهالي بالامتنان لموقف القضاة وقاموا بشكرهم وتوديعهم على محطة القطار بعد انتهاء الفرز. وفي المقابل كان الأمن يقف متفرجاً على أعمال البلطجة التي قام بها مرشح الحزب الوطني. ونجح في هذه الدائرة فتحي أحمد بهنساوي مستقل فئات ولكن من المتوقع انضمامه للحزب الوطني نظراً لانتمائه المسبق له. ونجح في نفس الدائرة إيهاب محمد عبد الجليل وشهرته الحاج ثابت مرشح عمال مستقل وتم ضمه للحزب الوطني ليلة الانتخابات وكان والده أيضاً في الحزب الوطني. ويذكر مراقبو المركز انه قد جرى التزوير لصالح إيهاب عبد الجليل مرشح الحزب الوطني عمال، ولم يوجد إخوان مسلمين بهذه الدائرة ولذلك مرت عملية الإعادة والتزوير عند فرز الأصوات بهدوء نسبي.

وفي دائرة ببا ببني سويف فشل علي مبروك مرشح الوطني وهو أحد رموز الفساد والتزوير في الحصول على المقعد الذي احتفظ به لخمسة دورات سابقة، ونجح في مقابله سعد عبود المرشح الناصري عن حزب الكرامة ونجح معه مرشح الإخوان المسلمين، وكان قد تم التحالف بينهما ضد مرشحي الوطني. وكانت هناك محاولة فاشلة للتزوير لصالح مرشح الوطني في بعض اللجان مثل لجنة رقم 5، كان التصويت في هذه اللجنة ضعيفاً حيث إنه حتى الساعة الثالثة مساءً لم يقبل على الدائرة سوى حوالي 100 ناخب من اصل 914 مقيدين في كشوفها، وبعد ذلك تشاجر القاضي مع مراقب المركز طالباً منه مغادرة اللجنة ليقوم بعملية الفرز، بالرغم من أن موعد إغلاق اللجنة لم يحن بعد وهو السابعة مساءً، وذلك بهدف تزوير النتيجة لصالح مرشح الحزب الوطني. وكان ضابط الأمن موجوداً داخل اللجنة مما يعد مخالفة. ومٌني أيضاً بالسقوط في دائرة الفشن ببني سويف علي عبد الفضيل مرشح الوطني فئات، وكان مرشح العمال وطني قد خرج من الجولة الأولى. وفي دائرة سمسطة ببني سويف نجح مرشحي الحزب الوطني العمال والفئات كلاهما، وأحدهما ابن العمدة ويُدعى فريد ماهر. وبذلك تكون النتيجة في محافظة بني سويف حصول 4 مرشحين من الإخوان المسلمين على مقاعد وحصول مرشح ناصري فئات على مقعد، وأخفقت مرشحة حزب التجمع عزة عز الدين في الفوز.

في دائرة أوسيم بالجيزة نجح كلا من محمد تليمة مرشح عمال عن حزب التجمع وحصل على 24 ألف صوتاً مقابل 16 الف لتوفيق شقوير مرشح الوطني، ونجح محمود عامر فئات عن الإخوان المسلمين وحصل على 21 ألف صوتاً مقابل 14 الف صوتاً لعلى دقلة مرشح الوطني. وقد حدثت انتهاكات كثيرة في أوسيم حيث كانت ابنة العمدة بعزبة نابت ويُدعى عبد الحميد محروس أبو عرب تحرض على التصويت لصالح مرشح الحزب الوطني وترهب المواطنين بالأمن، ولذلك قام القاضي بالتحفظ على الفتاة. وفي مدرسة أوسيم الابتدائية كان ضباط الشرطة يقومون بالاعتداء على المواطنين ضرباً أمام باب اللجنة، وأمام لجنة مدرسة أطلس كان بعض بلطجي الحزب الوطني يتحرشون بمؤيدي محمود عام مرشح الإخوان ويعتدون عليهم بالضرب تحت أعين الأمن وفي حراسته. وفي بعض اللجان كان الناخبون يقومون بالتصويت أكثر من مرة بعد مسح الحبر الفوسفوري.

ومن الجدير بالذكر أنه من إجمالي 164 مقعداً تنافس عليها المرشحون في الجولة الأولى حصل مرشحو الجبهة الوطنية للتغيير والمكونة من تحالف أحزاب المعارضة على 8 مقاعد، وكان قد ترشح منهم 10 للمرحلة الأولى، ذلك في حين حصل مرشحو الإخوان المسلمين على 32 مقعداً وحصل الوطني على 38 مقعداً والباقى مستقل وبذلك تخرج حركة الإخوان المسلمين كأكبر قوة سياسية منافسة للحزب الوطني، ومن الملاحظ أن الدولة كانت قد قامت بتيسير الدعاية الانتخابية بشكل لم يحدث مسبقاً لمرشحي الإخوان المسلمين الذين نزلوا كمستقلين، ومن جدير بالذكر أيضاً أن بعض أقطاب مرشحي الحزب الوطني قد أخفقوا في الحصول على مقاعد في هذه الدورة، مثل فشل حسام بدراوي أحد أبرز وجوه لجنة السياسات التي يترأسها جمال مبارك أمام منافسه مصطفى خليل نجل رئيس الوزراء الأسبق وذلك في دائرة قصر النيل، وفي عابدين سقط طلعت القواس فئات الوطني وفاز رجب هلال حميدة عمال منشق عن حزب الغد.

ويطالب المركز السيد / رئيس لجنة الانتخابات لتجديد ثقة المواطنين بسلطات الدولة ” التنفيذية والتشريعية والقضائية ” ان يتم فرز الاصوات داخل اللجان الفرعية وتسليم صور من محاضر الجلسات الموقعة من القاضى لمندوبى المرشحين وذلك حرصاً على دعم تجربة التحول الديمقراطى المحتمل ودعم حقوق المواطنين فى المشاركة السياسية .

للحصول على نسخة من التقرير يرجى الاتصال بالمركز
تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net
lchr@lchr-eg.org
Website : http://www. Lchr-eg.org