27/11/2005
اتسمت جولة الإعادة في انتخابات المرحلة الثانية بسقوط العديد من رموز مرشحي الحزب الوطني في دوائر هامة في الإسكندرية وبورسعيد والفيوم، وقد رصد مراقبو مركز الأرض حالة التحدي التي دخلها الأهالي مع الحزب الوطني ومع قوات الأمن لأجل إسقاط مرشحي الوطني وتصعيد المعارضة وبالأخص المنتمون للتيار الإسلامي لأجل تحدي سلطة الحزب الحاكم، وساعدهم على ذلك وجود قضاء نزيه في الكثير من الدوائر، وقد تكرر ذلك في دوائر الفيوم وبورسعيد وقنا والتي مني فيها بالهزيمة الساحقة من رموز الوطني د. يوسف والي وزير الزراعة الأسبق والسيد متولي ومحمود المنياوي. ومن الملفت للنظر أن تقارير مراقبي مركز الأرض تؤكد أن الأهالي قد تكاتفوا حول مرشحين مستقلين ومرشحي الوفد ومنحوا مرشحي الإخوان المسلمين أصواتهم نكاية في الحزب الوطني وليس بفضل البرامج الانتخابية الأفضل التي طرحها هؤلاء المرشحين، خاصةً وأن البعض منهم لم تكن له شعبية تُذكر وربما كان يخوض الانتخابات للمرة الأولى وكان فقط يرفع شعار الإسلام هو الحل دون وجود برنامج حقيقي خلفه، واعتمدوا في معظمهم على الدعم العائلي والقبلي، ولكن منحهم الأهالي أصواتهم انتقاماً من الانتهاكات التي قام بها الحزب الوطني ضد حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية في السنوات السابقة. وتتابع هذه النشرة من واقع تقارير مراقبي المركز الأحداث التي جرت في بعض الدوائر واللجان والتي أدت لسقوط أقطاب الوطني وصعود آخرين.
في الفيوم كانت النتيجة العامة في دوائر المحافظة لغير صالح الوطني، وهي نجاح مرشح وطني واحد ورسوب 6 ونجاح 4 إخوان ورسوب واحد ونجاح 4 مستقلين. لقد تكتل الأهالي على وجه الخصوص لإسقاط د. يوسف والي وزير الزراعة الأسبق ومرشح الحزب الوطني فئات بدائرة يوسف الصديق والذي تحدى الأهالي في دعايته الانتخابية وأكد لهم على أنه فائز لا محالة لانتمائه للنخبة العليا الحاكمة، ولكن كانت النتيجة فوز مرشح الإخوان المسلمين لأنه هو الذي استطاع حشد أكبر عدد من الأصوات المنافسة عبر الوسائل التنظيمية التي يستخدمها مرشحو الإخوان لحشد الأصوات في المحافظات المختلفة باستخدام الدين في خطاب الدعاية الانتخابية. طبقاً لمراقب المركز أ.
عيد سيد عبد الله المحامي، حدثت الكثير من الانتهاكات لإنجاح يوسف والي عنوة منذ الجولة الأولى، مما جعل الأهالي يتحدون الحزب الوطني ويسقطون الوزير السابق. وفي هذه الجولة بدأت الانتهاكات في الدائرة منذ الساعة السابعة صباحاً، حيث تم إرسال تعزيزات أمنية مكثفة من المنيا وبني سويف وأسيوط بعدد 1500 جندي، وتم إقامة كردونات تحيط باللجان لمنع الناخبين من التصويت، وكان الجنود يمنعون الملتحين ومرتديات النقاب من الدخول للتصويت، ومُنح فرصة التصويت كل من جاء في سيارات حكومية في حملات تصويت جماعي، وتم القبض العشوائي على حوالي 200 مواطناً. وكان قد تم إغلاق 120 لجنة من مجموع 170 لجنة وفتحت فقط اللجان التي ليوسف والي بها تكتل تصويتي، وفي قرية أبو جنشو قامت السيدات البلطجيات التابعات للحزب الوطني بتمزيق نقاب المحجبات والتحرش بهن جنسياً لمنعهن من التصويت، واستخدمن الأيدي والهراوات ضد الناخبات المنقبات، وأطلق الأمن الأعيرة النارية مما أرهب القضاة والناخبين على وجه السواء، وعند خروج الصناديق من هذه القرية وكان عددها ثمانية قام أنصار الوطني بخطف هذه الصناديق واستبدالها بأخرى مشابهة وحطموا الصناديق الأصلية، وبدأ الفرز بمركز شرطة يوسف الصديق الذي يبعد عن إبشواي بخمسة كم في منطقة جبلية نائية وذلك لتيسير عملية التزوير، وتم إنشاء ترسانة أمنية حوله لمنع وكلاء المرشحين والمراقبين من حضور الفرز، ولعب القضاء النزيه دوراً في عدم اكتمال المؤامرة حيث توقف القضاة عن فرز الصناديق المزورة وأرغمهم رئيس اللجنة على احتسابها بزعم أنها تعليمات عليا، وانتهت النتيجة بفوز مرشح الإخوان بفارق 2000 صوت، وكان رئيس اللجنة يخشى إعلان النتيجة لولا أن تعالت هتافات أنصار مرشح الإخوان قائلين أنهم سيقومون بحمايته من أنصار الوطني ودفعه ذلك لإعلانها.
وفي دائرة سنورس أيضاً بالفيوم بدأت انتهاكات الوطني منذ الساعات الأولى في الصباح بحشود أمنية خاصة مكثفة من سوهاج وأسيوط قامت بمحاصرة مدرستي الراضي والثورة ببندر سنورس والمجمع الانتخابي بالكعابي وبيهمو، وبلغ عدد اللجان التي تمت محاصرتها أمنياً 62 لجنة وتم غلق هذه اللجان من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثانية ظهراً، حتى قام السادة القضاة بالخروج من مقارهم الانتخابية للاستعانة بالمستشار رئيس المحكمة، وبالفعل حضر المستشار فوزي الخفيف والمستشار أحمد سيف النصر وحاولوا جاهدين صرف الأمن ولكن رفض الأمن دخول الناخبين مبرراً ذلك بوجود تعليمات عليا، وذلك لضمان عدم فوز مرشح الإخوان، مما دفع بالسادة القضاة للإضراب عن العمل والاحتجاج، وقاموا بإخراج الصناديق في الساعة الثانية ظهراً طالبين الاستعانة بوزير العدل وقاموا بإرسال فاكسات وبرقيات الاستغاثة عن طريق مندوبي المرشحين، إلا أنه لم يتم السماح لهم بالخروج بالصناديق من اللجان وأخذت قوات الأمن بإلقاء قنابل مسيلة للدموع واعتقلت حوالي 300 مواطن ليس لهم توجهات سياسية تُذكر وأصيبت بعض السيدات بحالات إغماء وجرح اكثر من 15 مواطن، وأصيب ثلاثة من القضاة بالإغماء في لجان مدرستي الثورة والراضي. وتم في النهاية جلب أتوبيس لحمل الصناديق إلى محكمة الفيوم ووضع القضاة الصناديق داخل ساحة المحكمة وأغلقوها بالمفاتيح واحتفظوا بهذه المفاتيح واعتصموا داخل المحكمة، ومنهم المستشار أحمد سيف النصر وبخيت محمد رئيس دائرة سنورس، وأخذوا قراراً ببطلان الانتخابات بدائرة سنورس وإعادتها في وقت لاحق، ولكن تم ضرب عرض الحائط بهذا القرار، بل وقام وزير العدل بإعفاء هؤلاء المستشارين من مهامهم وتعيين آخرين، وأعلن فوز مرشح الحزب الوطني بفارق 900 صوتاً، ذلك برغم وجود 62 صندوقاً مشمعة لم يتم فرزها وبها أصوات لغير صالح مرشح الوطني. وانتهت الانتخابات في هذه الدائرة بفوز مرشح فئات وطني مصطفى الهواري وفلاح مستقل ياسين عليوه، وسقط بها مرشح الإخوان أحمد قاسم محمد.
وفي دائرة بندر الفيوم وجدت كثافة أمنية للتضييق على أنصار مرشحي الإخوان المسلمين، وتمت حملات اعتقال ضد المندوبين حتى بلغ عدد المعتقلين 28 فرداً موجودين الآن بسجن محافظة الفيوم، وتم إغلاق اللجان في مقر الساحة الشعبية ومنها لجان الري ودار الرماد ومدرسة الباسل وصلاح سالم والتحرير والمدرسة الفنية ومدرسة محي الدين أبو العز، ثم أُعيد فتح هذه اللجان الساعة 10 صباحاً واستمر التضييق على أنصار مرشحي الإخوان بمطاردتهم أمام اللجان، وكان بلطجية الوطني يمارسون أعمال العنف في الشوارع الجانبية ضد الناخبين والناخبات والتحرش بهم والاعتداء عليهم ضرباً. وفي نهاية اليوم تم الحيلولة بين الوكلاء العامين والمراقبين وبين دخول معظم اللجان، ولكن تمت عملية الفرز بنزاهة وتم حصر كل صندوق على حدة وأُعلن القضاة النتيجة بمكبرات صوت حتى لا يُعاد إعلانها بشكل مغاير بعد ذلك. وانتهت الانتخابات في هذه الدائرة بفوز مرشحي الإخوان فئات وعمال كلاهما، وهما مصطفى عوض الله فئات إخوان وكمال نور الدين، ورسب منافساهما من الوطني ممدوح صلاح سليم ومحمد هاشم.
تكتل الأهالي في بورسعيد لإسقاط رموز الحزب الوطني أيضاً بمنح أصواتهم للمستقلين والإخوان، حيث إن مراقبي المركز يؤكدون من خلال لقاءاتهم مع الأهالي أن الحزب الوطني فقد شعبيته وأصبح مكروهاً في بورسعيد منذ إلغاء المنطقة الحرة فيها، وأدى ذلك لانتشار البطالة وارتفاع معدلات الجريمة وتدهور الأحوال الاقتصادية للمواطنين. بالإضافة لذلك، مثّل وجود السيد جمال مبارك أمين لجنة السياسات في المحافظة يوم الجمعة السابق تحدياً للمواطنين، حيث يذكر المواطنون أنه أخذ في طرح خطاب سياسي غير محنك فيما يشبه التهديد لهم يحضهم على التصويت لمرشحي الوطني، مما استفز مشاعر المواطنين ودفعهم في اليوم التالي لإسقاط مرشحي الحزب نكاية في جمال مبارك والحكومة بأكملها، وأسفرت النتيجة عن سقوط أبرز رموز الحزب في بورسعيد وهما محمود المنياوي والسيد متولي، ونجاح محمد مصطفى الشردي الذي ظل يرشح نفسه كل دورة منذ عشرين عاماً وأخيراً حصل على المقعد، ومرشح الوفد وأكرم الشاعر مرشح الإخوان، ولم ينجح من الوطني سوى مرشح واحد وهو الحسيني أبو قمر عمال في دائرة العرب والضواحي وهو يترشح للمرة الأولى، بالإضافة لنجاح اثنين من المستقلين، وخرجت مسيرات حاشدة في شوارع بورسعيد بعد إعلان النتيجة تهتف “يسقط الوطني”!
كان قد تكثف التشديد الأمني في الإعادة حتى تم وضع حوالي 75 بوابة إلكترونية لكشف المفرقعات على أبواب اللجان، وكانت حلي النساء ومشابك شعورهن ودبابيس أحجبتهن وحتى القطع المعدنية في ملابسهن الداخلية تصدر أصوات الصفير عبر ابواب الإلكترونية فيمنعن من الدخول للتصويت، وشكل ذلك حائلاً بين لمعظم نساء التيارات الإسلامي وبين التصويت حتى ذهبت إحداهن للصائغ خصيصاً لكسر سوار ذهبي بيدها حتى تتمكن من دخول اللجنة للتصويت، وكانت بعض اللجان تطالب المنقبات برفع أحجبتهن قبل التصويت، وتم تعيين نساء في بعض اللجان خصيصاً للتحقق من هوية المنقبات، وتسبب كل ذلك في انهيار نسبة التصويت إلى حوالي 3 بالمائة فقط، وكان أنصار مرشحي الوطني يشيرون لضباط الأمن الواقفين خارج اللجان فيسمحون لهم بالدخول للتصويت دون الناخبين الآخرين. بالإضافة لذلك يذكر أ. أحمد سمير مراقب مركز الأرض أنه قد جرت حملات اعتقال واسعة خاصة في دائرة العرب والضواحي حتى تم اعتقال ابن مرشح الإخوان أكرم الشاعر نفسه، وتقدم هذا المرشح بالكثير من الطعون في هذا الشأن. ولم يكن القضاة متعاونين مع المراقبين أو منتبهين للانتهاكات في أغلب الدوائر، فمثلاً ضبط أحد مراقبي المركز الاستمارة الدوارة فعرضها على القاضي في لجنة مدرسة عبد الناصر بدائرة العرب والضواحي وطلب منه تحرير محضراً بذلك ولكن القاضي رفض واكتفى بتمزيق الاستمارة.
ومن الأحداث الإجرامية التي ارتكبها مرشحو الحزب الوطني قيام السيد متولي رئيس النادي المصري ومرشح فئات مستقل ولكنه أحد رموز الحزب الوطني بتوزيع نقود مزورة كرشاوي للناخبين لترشيحه، وقد تم ضبط هذه النقود وتحرير محاضر بها في أقسام الشرطة، وكان السيد متولي قد فقد أعصابه مئات المرات أثناء اليوم الانتخابي وقام بسب وقذف وكلاء المرشحين المنافسين والاعتداء بالضرب على وكيلة مرشح الوفد مصطفى الشردي، وتم تحرير العديد من المحاضر ضده. وقام محمود المنياوي مرشح الوطني باستخدام سيارات الشرطة في دائرة العرب والضواحي، وتم الاعتداء على الصحفيين والمراقبين ومنع المندوبين ومراقبي منظمات المجتمع المدني ومنهم مراقبو مركز الأرض من حضور عملية الفرز بدعوى أن العدد لا يسمح بوجودهم في الداخل. ومن الظواهر الأخرى وجود بعض القضاة الذين لم يتمتعوا بالنزاهة والذين شاركوا في عمليات التزوير.
ومن الأحداث المثيرة للاستياء في بورسعيد استخدام الخطاب الديني لصالح وضد مرشحين بعينهم أيضاً، حيث تم في دائرة بورفؤاد وشرق استخدام هذا الخطاب ضد البدري فرغلي مرشح حزب التجمع، قام بعض الأهالي بالترويج لأنه لا يصلي أو يصوم وأنه يمثل معارضة ديكورية للحكومة داخل مجلس الشعب فقط لإثبات وجود صوت للمعارضة، وأدى هذا الاستغلال السلبي للخطاب الديني إلى فوز مرشح مستقل لا يتمتع بأية شعبية ورشح نفسه للمرة الأولى ولم تكن له أية مقومات للفوز سوى كونه ينافس البدري فرغلي.
قام أهالي دوائر محافظة قنا بتحدي الحزب الوطني والمحافظ عادل لبيب بأسلحتهم الآلية ونجحوا في ذلك وباءت محاولات التزوير بالفشل في بعض الدوائر نظراً لخوف القضاة داخل اللجان من المئات حاملي الأسلحة الآلية خارجها. كان اللواء عادل لبيب قد كثف جهوده قبيل انتخابات الإعادة لضمان فوز أكبر عدد من مرشحي الحزب الوطني، وقام بتعبئة السلطة التنفيذية والموظفين للتصويت وتزوير البطاقات، وكانت النتيجة نجاح ستة فقط من مرشحي الوطني مقابل 16 من المستقلين والإخوان.
كانت المعركة حامية في دائرة نجع حمادي على وجه الخصوص، وبها عبد الرحيم الغول أحد رموز الحرس القديم بالحزب الوطني والذي استبعدته لجنة السياسات من قائمة الحزب وترشيح أحمد فخري قنديل بدلاً عنه، ويحظى عبد الرحيم الغول بشعبية هائلة في دائرته مما جعل الأهالي المسلحون يدخلون في تحدي مع اللواء عادل لبيب لإنجاحه، وقد أحاطت الكردونات الأمنية بشوارع نجع حمادي وأغلقت المحال التجارية منذ الظهيرة وحُظر المرور، وتم تعبئة أصوات الأقباط لصالح مرشحي الحزب الوطني، وهما أحمد فخري قنديل فلاحين واللواء ممدوح أبو سحلي فئات، وأسفرت النتيجة في النهاية عن فوز الغول وقنديل، وخرج الأهالي في مظاهرة شعبية تهتف بسقوط اللواء عادل لبيب!. وجدير بالذكر أن مرشح الوطني ممدوح أبو سحلي قد حصل على 24 ألف صوت بالتزوير لأنه لا يحظى بأية شعبية في الدائرة، حيث أنه في الدورة البرلمانية السابقة كان يحتل مقعداً لم يخدم من خلاله سواء أقاربه وأبناء عائلته فقط وهي عائلة أبو سحلي، جيث جاء ب 260 فرصة عمل للدائرة وزعها على أبناء عائلته فقط، وبلدته الأصلية هي فرشوط لا يوجد بها مرشح تحلية للمياه وتشارك نجع حمادي في مرشح التحلية الخاص بها ولكنه لم يحاول خدمة الأهالي بإنشاء مرشح خاص بهم، وأدى كل ذلك لاحتقان مشار أهالي نجع حمادي ضد مرشح الوطني الذي يذكر الأهالي أنه كان قد قدم تبرع يبلغ 50 ألف جنيه للكنيسة لأجل تعبئة أصوات الأقباط.
وبالمثل تكتل الأهالي في دائرة بندر قوص لإسقاط مرشح الوطني وإنجاح مرشح الإخوان المسلمين هشام القاضي، ويذكر الأهالي ومراقبو المركز أن مرشح الإخوان ليس له برنامج يتبع أيديولجياً التيار الإسلامي سوى أنه يستخدم شعار الإسلام هو الحل، وليس للإخوان شعبية تُذكر في قوص بوجه عام حيث لا يتعاطف معهم المواطنون ويبدون تعاطفاً أكبر مع الحركات الإسلامية الأخرى، وبرغم ذلك تكتل الأهالي خلف هذا المرشح نكاية في الوطني.
وكانت تعد المنافسة بين الريف والبندر في قوص هي أهم الأبعاد التي ساهمت في صعود مرشح الإخوان، حيث ينظر أهالي البندر نظرة دونية لأهالي الريف ويعتقدون أن عضو مجلس الشعب لابد أن يكون من البندر حتى يأتي الريفيون له وليس العكس، ونظراً لأن هشام القاضي هو المرشح الوحيد من البندر فقد منحوه أصواتهم، وكان الحزب الوطني يستخدم نفس اللعبة السياسية في الانتخابات السابقة، حيث كان يثير مشاعر أهل البندر ضد أهل الريف لتصعيد مرشحيه، واستغل مرشح الإخوان هذا البعد الآن ليصعد على حساب أحمد صالح مرشح الوطني، واستخدم المرشح الخطاب الديني وجعل الأهالي يشعرون أن عدم منحهم أصوات له يعد إثم يرتكب في حق الدين.
وكان القضاء نزيهاً في هذه الدائرة ولم يتدخل في نتيجة الفرز. أما في دائرة دشنا فقد تدخل بعد وجود مسلحين من أنصار المرشحين المستقلين يحملون البنادق الآلية خارج اللجان بشكل واضح لحسم النتيجة لصالحهم ضد فايز أبو الوفا وكمال موسى مرشحي الوطني، حيث احتشد حوالي 300 من حاملي البنادق الآلية خارج لجنة الفرز وأخذوا يطلقون الأعيرة النارية في الهواء ويهددون بأحداث عنف في حالة تزوير النتيجة، وطالبوا القضاة بفرز كل صندوق على حدة، مما أرعب القضاة ومنعهم من إجراء أي تزوير لصالح الوطني، وانتهت النتيجة بفوز المرشحين المستقلين طارق السباعي فئات ومحمد مندور محمد عمال. وقد تقدم المركز لرئيس اللجنة العليا للانتخابات بشكاوى المرشحين والأهالي لاتخاذ الإجراءات القانونية نحو ممثلي وزارة الداخلية والتابعين لهم وذلك لتنفيذ أحكام القانون وضمان نزاهة الانتخابات
تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net
lchr@lchr-eg.org
Website : http://www. Lchr-eg.org