1/12/2005
يرصد مركز الأرض في هذه النشرة أحداث يوم الانتخابات في المرحلة الثالثة للانتخابات البرلمانية قبل إجراء عملية الفرز، وذلك من واقع تقارير مراقبي المركز لمتابعة الانتهاكات التي تُرتكب ضد مسار عملية التصويت وشفافية ونزاهة الانتخابات. وجدير بالذكر أنه يتنافس في المرحلة الثالثة 1770 مرشحاً منهم 28 سيدة في 86 دائرة على 136 مقعداً متبقية في 9 محافظات، وهي الدقهلية وكفر الشيخ والشرقية ودمياط وسوهاج والبحر الأحمر وأسوان وشمال وجنوب سينا. وتعتني هذه النشرة على وجه الخصوص بدوائر محافظات الدقهلية وسوهاج والشرقية وكفر الشيخ وأسوان.
في محافظة الدقهلية وتحديداً في دائرة دكرنس تشتعل المنافسة بين مرشحي الحزب الوطني وأحزاب المعارضة والإخوان المسلمين جميعهم. يتنافس عن الحزب الوطني كل من إبراهيم فرج فئات وشوقي عبد العليم عمال، ومن المثير للعجب حول فوضى الترشيحات في الوطني أن الحزب نفسه الآن يحارب مرشحه إبراهيم فرج لصالح المرشح المستقل محمد السيد المرسي وهو العضو السابق في مجلس الشعب عن الحزب الوطني عن نفس الدائرة وكان المجمع الانتخابي قد استبعده ثم عاد الآن ليؤيده، وذلك ضد فرج وهو وكيل وزارة الشباب والرياضة وله سمعة سيئة مرتبطة بفساده والإقبال في التصويت عليه ضعيف للغاية. ويقول الأهالي أن هذا الانقلاب المفاجئ يعود لتبرع المرسي بمبالغ كبرى للحزب الوطني في دكرنس، وكان المرسي قد أنفق الكثير أيضاً على الدعاية الانتخابية لمرشح الوطني في الانتخابات الرئاسية السابقة.
ويحاول الوطني الآن تعبئة الأصوات لصالح هذا لأخير ولكنه ليس له شعبية تُذكر نظراً لأنه في الدورة البرلمانية السابقة لم يقدم أية خدمات لأهالي الدائرة، ذلك في حين أن نظيره مرشح الوطني عمال يحظى بشعبية واستطاع حتى الآن جمع عدد لا بأس به من الأصوات، وينافسه شوقي عامر عضو سابق في المجلس عن الحزب الوطني لكن الوطني كان قد استبعده لمعارضته له برغم أنه يؤدي الكثير من الخدمات وله شعبية في الدائرة، بالإضافة لشكري شلتوت الذي كان قد خاض الانتخابات في العام الماضي كإخوان ولكنه يخوضها الآن كمستقل دون هوية سياسية خشية المضايقات الأمنية. ينافس الوطني على مقعد الفئات مرشح الإخوان المسلمين حسن كسبة والمرشح الناصري سعد عبد الخبير والمرشح الوفدي علي توفيق عبده إسماعيل. استطاع مرشح الإخوان حشد عدداً ضخماً من أصوات الشباب والنساء بفضل استخدام الدين، حيث أخذ أنصار هذا المرشح يلفون على بيوت الفلاحين البسطاء عشية الانتخابات يتسولون منهم أصواتهم له “لوجه الله تعالي” وللحصول على “الثواب في الدنيا والآخرة”! أما المرشح الناصري فئات فقد استطاع تحقيق شعبية غير متوقعة برغم ضعف دعايته الانتخابية وعدم توافر الموارد لدعمها، حيث استطاع كسب تأييد الفلاحين في قرى مثل عزبة الأحمر، ويقول الأهالي أنهم منحوه أصواتهم لأنه مثلهم فلاح ويعالج مشاكلهم الحقيقية. ومن أقوى المرشحين فئات اللواء محمد شبكة ويؤيده المسلمون والمسيحيون في الدائرة، بعكس مرشح الإخوان. أما المرشح الوفدي إسماعيل فهو أخو وزير السياحة الأسبق وهو أحد نواب القروض، وكان قد تقدم للترشيح على قائمة الوطني ولما لم يختاره المجمع الانتخابي لجأ للوفد نظراً لأن والده كان من النواب الوفديين القدماء في البرلمان، وأنفق إسماعيل أموالاً طائلة على دعايته الانتخابية، وحضر إحدى مؤتمرات الدعاية الخاصة به -وكان مؤتمراً شديد الفخامة- رئيس الوزراء الأسبق عزيز صدقي ورموز من حزب الوفد وحركة كفاية لتأييده!
أما في محافظة سوهاج فتبدو الأوضاع مشتعلة في دائرة ساقلتة وهي دائرة سامح عاشور نقيب المحامين.
في هذه الدائرة فقد عضو مجلس الشعب السابق ثابت عبد العال هارون عمال ترشيح الحزب الوطني له مما أدى لدخوله الانتخابات كمستقل، وينافسه من الحزب الوطني فاروق عاشور عمال الذي استطاع تعبئة الأصوات في لجنة العواشير، ويشكو هذا المرشح من حدوث عملية تزوير لصالح مرشح الوطني ضده. ويدّعي مرشح الوطني أن هناك تحالف بين مرشح الفئات في نفس الدائرة سامح عاشور وبين مرشح الوطني فاروق عاشور حيث إنهما ينتميان لعائلة واحدة، ويدعي المرشح أيضاً أن هناك تسويد في البطاقات الانتخابية لصالح هذين المرشحين. وفي دائرة أخميم تقدم المرشح المستقل فئات د. جمال قرشي بشكاوى عن الكثير من الانتهاكات التي حدثت أثناء اليوم الانتخابي لصالح مرشح الحزب الوطني وهو السيد محمود الشريف، وهو تاجر آثار شهير بأخميم ولديه ثروة ضخمة يستخدمها في الدعاية الانتخابية، ويردد في دعايته الانتخابية اسم السيد جمال مبارك رئيس لجنة السياسات متباهياً بعلاقته به، ويسانده شبكة من الأقارب من القضاة وضباط الأمن ووكلاء النيابة. ومن ضمن الانتهاكات ما حدث بلجنة 90 آبار حيث قام الحزب الوطني بشراء جميع الأصوات فيها وكان ضابط الأمن واقفاً دون تدخل، وكذلك تم وضع العوائق على عملية التصويت في اللجان التي يحظى المرشحون المستقلون فيها بشعبية، وتم تعمد تضليل السيدات الجاهلات عند التصويت حتى لا يعطين أصواتهن للمستقلين، وتم طرد مندوبي المرشحين من اللجان، بالإضافة منع الناخبين من الدخول تماما في لجنة 152 سيدات بالحواويش وبها كتلة تصويتيه لصالح د. جمال قرشي.
وتصاعدت انتهاكات الحزب الوطني في دائرة المراغة بسوهاج بشكل سافر وبالأخص في لجنة بني هلال، حتى أن مرشح حزب الخضر وهو محمد الطوخي قد اعتصم داخل اللجنة احتجاجاً على ما يحدث من تعبئة أصوات ونوايا مبيتة للتزوير لصالح مرشحي الوطني. أما في دائرة دار السلام فقد رصد مراقبو المركز تكتل الأهالي على مدار اليوم لإسقاط مرشحي الحزب الوطني وهما عبد الرحيم عبد الحميد فئات وعطية حافظ البربري عمال، حيث إن نسبة التصويت لصالحهم منخفضة للغاية نظراً لعدم حب الأهالي لهم، وأولهما ابن وزير سابق كان عضواً بمجلس الشعب ويريد الحصول على المقعد بالوراثة، ويُعد ثانيهما من الحرس القديم في الحزب حيث قضى 25 عاماً في مجلس الشعب دون خدمة المنطقة. وتنصرف معظم الأصوات حتى الآن إلى فاروق بهجت عمال مستقل واللواء فاروق حمدان فئات مستقل وهناك تحالف بينهما يقضي بتبادل الأصوات بين أنصار المرشحين في قريتهما أولاد سالم وأولاد خلف.
وعلى الجانب الآخر، يجري التصويت بشكل هادئ في دائرة جهينة أيضاً في ظل الحياد الأمني ونزاهة القضاة، وتجري المنافسة فيها بين 19 مرشحاً جميعهم مستقلين ما عدا مرشحي الحزب الوطني وهما محمد علان فئات وعبد الرحمن بهادر عمال، منهم 5 فئات و14 عمال على رأسهم عزت أبو درب عمال ومحمود عبد العزيز مصلح عمال، وأحد المرشحين الفئات ينتمي لحزب الغد، وقد كان للإخوان المسلمين فيما سبق وجوداً في هذه الدائرة من خلال حزب العمل ولكنهم فقدوا شعبيتهم فيها ورحلوا عنها. من ضمن المرشحين سيدة مستقلة فئات تُدعى د. محاسن الضبع فئات تقطن في القاهرة ولكن أصولها العائلية من سوهاج وتبلغ من العمر50 عاماً، وهي تتبع المجلس القومي للطفولة والأمومة وتستخدم اسم السيدة سوزان مبارك في دعايتها الانتخابية، ونسبة التصويت لها ضعيفة. ويؤكد المرشح عزت أبو درب أن جميع المرشحين يبدون احتراماً لبعضهم البعض في ظاهرة غير مسبوقة ولم تحدث أية انتهاكات من قبل الأمن أو القضاء ولم تحدث أية أحداث عنف.
أما في الشرقية وفي دائرة التلين على وجه الخصوص، يذكر مراقبو المركز أن نسبة التصويت حتى نهايات اليوم لم تتجاوز35 بالمائة من مجموع عدد أصوات يبلغ 166 ألف صوتاً نظراً للكثافة الأمنية التي سببت الخوف للناخبين، واحتوت أغلب كشوف الناخبين على أخطاء حتى اشتملت على أسماء متوفين وأسماء متكررة. وقد تم عشية الانتخابات اعتقال الكثير من أنصار مرشح الإخوان عمال مؤمن زعرور، وكان موقف هذا المرشح الانتخابي قد أصبح أكثر قوة بعد أن كان حكماً قضائياً قد استبعد المرشح المستقل رجب هلال أيوب- الذي كان من المحتمل انضمامه للوطني في حال فوزه- نظراً لأنه لا يجيد القراءة والكتابة وكان قد تقدم عند ترشيحه بشهادة محو أمية مزورة في انتخابات 2000 و2005. ومن عائلة الأباظية يتمتع محمود أباظة وفد فئات بشعبية كبيرة وهو يريد الحفاظ على كرسي البرلمان لعائلته، وكان قد احتل هذا الكرسي مؤخراً الوزير السابق ماهر أباظة. ويتدخل الحزب الوطني بشكل ملحوظ في توجيه أصوات الناخبين في الدائرة، حيث تتم الدعاية لرمزي الهلال والجمل داخل اللجان الانتخابية نفسها مثلما حدث في لجان مدرسة تلين الابتدائية رقم 11 و12 و13 والتي تم التأثير فيها على الناخبات السيدات لصالح الوطني، مما جعل القضاة يقومون بطرد وكلاء مرشحي الوطني، فعلى سبيل المثال قام المستشار حامد الطحان بلجنة رقم 84 سيدات ومقرها وحدة الشئون الاجتماعية بالربعمية بطرد وكيل مرشح الوطني الذي كان يوجه الناخبين للتعليم على الهلال والجمل. بالإضافة لذلك، حدثت مناوشات بين أنصار المرشحين من وطني ومستقلين والوكلاء وحاول الأمن السيطرة على الموقف، مثلما حدث في قرية بندف.
أما في محافظة كفر الشيخ فقد أفاد مراقبو المركز أنه في قرية الجزيرة بدائرة فوة ومطوبس تم إغلاق 5 لجان بها أغلبية تصويت لمرشح التيار الإسلامي د. محمد فاضل والذي ينافس علي معجواني مرشح الوطني، ومنافسهما الثالث هو عبد العليم داود مرشح حزب الوفد ويحظى بشعبية في الدائرة، ويوجد بنفس الدائرة مرشح آخر إخوان وهو جمال الزعفراني. وقد جرت أحداث عنف في لجنة مدرسة نجية سلام نظراً لحدوث مشادات بين أنصار المرشحين، حيث قام الأمن بإلقاء قنابل مسيلة للدموع وإطلاق أعيرة مطاطية، وأغلقت اللجنة إثر ذلك.
وفي محافظة أسوان وبالأخص في دائرة بندر أسوان فإن نسبة التصويت منخفضة للغاية لمرشحي الوطني محمد جلال فئات وزين العابدين عمال، وينافسهما من أحزاب المعارضة أحمد الزيات وفد عمال وصلاح مندور تجمع عمال، ويوجد بالدائرة مرشح إخوان وهو علي حسين ولكن ليس له شعبية تُذكر ولم يسمع عنه أحد قبل عقد الانتخابات، وتشير الدلائل إلى أن أغلب الأصوات قد ذهبت لاثنين من المستقلين من الاحتمال انضمامها للوطني، وهما دياب عبد الله طه عمال وكان ينتمي للوطني كعضو في مجلس الشورى ولكن تم فصله، وجابر خليل فلاح. وقد أشاد مراقبو المركز بحياد الأمن ونزاهة القضاة في الدائرة.
هذا ويطالب المركز وزير العدل والداخلية بالالتزام بتنفيذ القانون والحياد بين المرشحين وعدم تعريض المواطنين لأعمال العنف لضمان نزاهة الانتخابات البرلمانية في مصر.
تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net
lchr@lchr-eg.org
Website : http://www. Lchr-eg.org