11/9/2005

فى الوقت الذى ينشغل فيه الرأى العام بنتائج المبايعة المباركة لانتخاب رئيس الجمهورية وخروج التقارير المختلفة حول دعاوى تزوير الانتخابات الرئاسية بسبب عدم تنقية الجداول الانتخابية أو التصويت الجماعى أو تصويت الميتين أو الموظفين وغياب تكافوء الفرص يتكرر مشهد قتل الأطفال العاملين فى قرى مصر المحروسة فبمحافظة بنى سويف وبقرية دلاص مركز ناصر

و فى يوم الجمعة الموافق 9/9/2005 يقتل 11 طفل ويصاب 4 أخرون فى حادثة متكررة فى ريف مصر بسبب انقلاب جرار زراعى بمصرف السباخية فمات الاطفال بأسفكسيا الغرق وذلك اثناء ذهابهم للعمل فى جمع محصول القطن.

والشىء المزعج ان نفس المحافظة قد شهدت يوم 5/9/2005 حادث أليم راح ضحيتها 32 قتيل بسبب نشوب حريق هائل فىقاعة المعارض بقصر الثقافة بمدينةبنى سويف بعد انتهاء عرض مسرحى حيث سقطت الشموع المشتعلة على ديكورات العرض المصنوعة من فوارغ عبوات الاسمنت وامتدت الى أجهزة التكييف وسقف المسرح المصنع من الفلين وانفجرت ثلاث اسطوانات غاز ساعدت على امتداد الحريق اثناء عرض مسرحية هاملت واسفر الحادث عن تفحم 32 جثة واصابة 35 اخرين بحروق شديدة عاشوا لحظات مريرة بين الحياة والموت قبل نجاتهم ،

وتكرر حوادث الاهمال دون مسئولية أو عقاب فى مصر المحروسة التى يتغنى مسئوليها بالنهوض الديمقراطى والاجتماعى شىء طبيعى ومعتاد ففى زيارة لباحثى المركز لقرية الأطفال الميتين بمحافظة بنى سويف يقابلك مشهد القرية الحزين والأمهات الفقراء المتشحات بالسواد والمرابطات أمام المنازل ينتابهم الصمت والذهول لفقدان الصبايا ” الحلم والمستقبل والحاضر البرىء ” الأمهات والأباء المنشغلون بحسابات تكاليف الجنازة لم تدخل قلوبهم البهجة للتصريحات المملة لصرف تعويض لأهل القتيل قد يصل الى 1000 جنيه من وزارة الضمان أو الشأن الاجتماعى ولم يردوا على اسئلتنا حول دور المجلس القومى للأمومة والطفولة أو مكتبات الأطفال أو مؤتمرات وقف العنف ضد حقوق الفتيات أو استراتيجيات الوقاية والحماية التى يطلقها المسئولين خاصة مسئول اتحاد عمال مصر لحماية حقوق الأطفال العاملين والمجالس القومية ذات الصلة او اللجان الحديثة لحقوق الانسان بكل الوزارات ،

المشهد المأساوى بالقرية ينذر بفجيعة وطن يهوى الى قاع الزيف وعطش الفقراء الذى لن يرويه إلا القاء المسئولين المهملين الذين تخلو عن تحمل التزاماتهم تجاه مواطنيهم مع كم الجرائد التى تتغنى بالديمقراطية الى الشوارع بعيداً عن كراسى السلطة ،

عيون الاهالى فى القرية المنكوبة تنذر بمصير ومستقبل بائس لفقراء وأطفال ونساء الوطن المهمشين ، عيون الأمهات فى القرية تبين ان عرق ودم الفقراء والضحايا ليس لهم ثمن الا التجاهل فى بلادنا المحروسة والتى أهملت حكوماتها حقوق المواطنين فى الحياة الكريمة والأمان و تتلخص المأساه فى ان بعض الأطفال العاملين بجمع محصول القطن بقرية دلاص دفعوا ارواحهم ثمن حادث اليم فمات منهم 11طفل وسيدتين وأصيب 4 اخرون وكان الأطفال ذاهبون لجمع المحصول بقرية دنديل وعند مصرف السباخية الذى يبعد عن قرية دنديل 3 كيلو متر انقلبت المقطورة فى المصرف بأطفالها ولقوا مصرعهم باسفكسيا الغرق حيث لم يستطيعون المرور من تحت المقطورة أو السباحة بسبب ثقلها وكالعادة جاءت تحريات الشرطة لتؤكد أن السائق لا يحمل رخصة قيادة ولا يوجد رخصة للجرار

كما لا توجد له لوحات معدنية والمركز يتساءل من يتحمل مسئولية هذه المخالفات ؟. وفى خطاب حزين أكدت هدية جمعة محمد 16 سنة ” أنا من قرية دلاص التابعة لمركز ناصر أنا بالصف الثانى بمدرسة التجارة الثانوية بمركز ناصر يوم الحادث خرجت مع زملائى الـ 16 لجنى محصول القطن بقرية دنديل وركبنا المقطورة التى يجرها الجرار وعندما وصلنا إلى مصرف السباخية وقعت المقطورة فى المصرف بعد أن انفصلت عن الجرار وسقطت فى المياه ومن حسن حظى ان جرفتنى المياه بعيداً عن المقطورة التى سقطت على زملائى وأكدت هدية أنهم كانوا يعملون فى جنى محصول القطن للحصول على أجرة يومية 7 جنيهات لتدبير مصاريف المدارس وتقول ماذا افعل الأن وقد لا أخرج مرة ثانية لجنى القطن او لركوب المقطورة ؟ .

أما والد إيمان ونورا الذين ماتوا فى الحادث وبعد محاولات كثيرة للحديث معه أكد أن إيمان كان زفافها يوم الخميس القادم و أنهم قاموا بشراء مستلزمات الزواج لها واتفقا على ميعاد الفرح وأكد أنهما يعملان بجنى محصول القطن والطماطم لمساعدتهم فى المعيشة ومصاريف الزواج .وقالت إيمان محمد سعد أن المقطورة سقطت فوق أجساد زملائها ومنعتهم من الخروج وان أعداد من أهالى المنطقة نزلوا إلى مياه الصرف لإنقاذهم إلا أنهم فشلوا فى رفع المقطورة ومن سجلات دفتر الأطفال العاملين الموتى بحوادث الطرق فى مصر نضم اليهم أطفال قرية دلاص محافظة بنى سويف وهم:
نجلاء عبد المنعم عبد الحميد (18 سنة)
، نادية صابر عباس (16سنة) ،
أحلام جمعة محمد (13سنة )،
سيدة محمد مصطفى (35سنة)،
هناء حسين عبد العزيز (13 سنة) ،
محمد صابر حسين (15 سنة) ،
مرفت حسين عبد العزيز (10 سنوات)
، نورا احمد حميده (10 سنوات) ،
إيمان احمد حميدة (15 سنة) ،
مديحة حسين حميدة (25 سنة) ،
نعمة عزمى محمد (13 سنة) ،
خالد عبد الحليم حافظ (14 سنة) ،
محمد عزمى محمد (12 سنة)

ومن جانب أخر أصيب اربعة أخرون بإصابات بالغة . وهم :
هدية جمعة محمد عبد الحميد ،
ايمان محمد سعد قرنى ،
ايمان صابر حسن على ،
محمد وحيد عبد الجواد راضى

و يؤكد المركز على ان هذه الحادثة ليست الأولى أو الأخيرة التى يتعرض لها الأطفال العاملين بقطاع الزراعة فى ريف مصر فلا يمر يوم بالريف المصرى تقريبا الا و نفقد بعض الأطفال ” فراشات المستقبل وبهجة الحاضر” وكثيراً هم الأطفال الذين سنفقدهم ما دام هؤلاء الأطفال محرومون من كافة حقوقهم فى الرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية وما دامت حكومتنا الديمقراطية !! تدفع عن طريق وزارة الشئون الاجتماعية دية المقتول ألف جنيه والمصاب 500 جنيه! إن مركز الأرض يؤكد على ضرورة كفالة حقوق هؤلاء الأطفال فى الحياة الآمنة والرعاية

كما يجب وضع قواعد لحماية المواطنين وسلامتهم من الطرق غير الممهدة او العربات غير المرخصة او السائقين غير الحاملين لرخص الى أخر المبررات الواهية التى يطنطن بها المسئولين عقب كل حادث ، كما يجب رفع دية الطفل القتيل أثناء ذهابة الى العمل الى 50 الف جنيه تدفعها مؤسسات الدولة ثم تعود بعد ذلك الى من تسبب فى القتل .

والمركز اذ يتقدم بشكاوى الأهالى إلى النائب العام و المجالس القومية لحقوق الإنسان والأمومة والطفولة والمرأة والاتحاد العام لنقابات عمال مصر ووزارة القوى العاملة والصحة والشئون الاجتماعية ولجان حقوق الانسان الحديثة بمجلس الشعب والوزارات المختلفة ذات الصلة يأمل أن يسمع هؤلاء المسئولين فى كل هذه الجهات أنين وصراخ أمهات واباء وأخوات هؤلاء الأطفال القتلى حتى لا تصدق نبوءه أحد الأمهات ” حكومة إيه ورئاسة إيه ومجالس إيه وحقوق إيه يا ابنى لنا الله والموت فى هذه البلاد الغريبة ” والمركز إذ ينعى اسر و اهالى الضحايا يطالب المسئولين بوضع سياسيات بديلة لتوفير ضمانات فعالة لحماية حقوق اطفالنا.

كما يناشد المركز كافة مؤسسات المجتمع المدنى بالعمل معاً من أجل حماية حقوق الأطفال العاملين فى الحياة الكريمة اللائقة والرعاية التعليمية والصحية والاجتماعية من أجل مستقبل أفضل أكثر عدلاً وإنسانية .

لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالمركز

—————————————————
عنوان مركز الارض / 122 ش الجلاء برج رمسيس -القاهرة – الدور السابع
تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net
lchr@lchr-eg.org
Website www.Lchr-eg.org