28/12/2009

في إطار رصدها لظاهرة العنف في الجامعات الأردنية ، سجلت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة ” ذبحتونا ” ازدياداً في عدد حالات المشاجرات في الآونة الأخيرة في ظل صمت مطبق تجاه هذا الملف الخطير من قبل مجلس التعليم العالي وإدارات الجامعات .

فقد شهدت كلية الهندسة التكنولوجية ( البوليتكنيك ) مشاجرة يوم الخميس الماضي بين ” عشائر السلط ” و ” عشيرة بني حسن ” على خلفية ” ولاّعة سجائر ” حيث اشتبك العشرات من الطلبة داخل الحرم الجامعي وعلى مرأى الأمن الجامعي الذي وقف متفرجاً ولم يحرك ساكناً ، وامتدت المشاجرة بعد ذلك إلى خارج الحرم الجامعي ، واستمرت تبعات المشاجرة إلى يوم أمس الأحد حيث تجمهر عشرات الطلبة من الطرفين في باحة الكلية ولكن حال تدخل العقلاء من الطلبة دون تفاقم الإشكالية .

كما وقعت مشاجرة في الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية / فرع الكرك بين طلبة عشيرتي البريشي والمجالي وقد أدت إلى تدخل قوات الدرك حيث دخلت مجموعة من رجال الدرك بزيهم الرسمي إلى داخل الحرم الجامعي وقامت باعتقال مجموعة من الطلبة المشاركين في المشاجرة بحسب ما ذكر لنا بعض مندوبي حملة ” ذبحتونا ” في الأكاديمية .

1_ إن تفاقم ظاهرة العنف الجامعي بهذا الشكل وتنقلها بين كافة الجامعات الأردنية يحتم على الجهات المعنية رصد هذه الظاهرة وهذا ما بدأت حملة ذبحتونا القيام به منذ أربعة أشهر حيث أصبح ملف العنف الجامعي أحد الملفات التي تتحمل مسؤولية متابعتها ورصدها .

2_ إن استمرار تجاهل الحكومة لهذه الظاهرة واعتبارها أمراً طبيعياً واعتيادياً يشعرنا بالخشية من تحول جامعاتنا الوطنية من منارات علم إلى ساحة للصراعات والنزاعات العشائرية والقبلية والمناطقية .

3_ إن دخول الدرك _ بحسب رواية مندوبي الحملة _ إلى داخل الحرم الجامعي أمر خطير ولا يمكن القبول به ، وستقوم حملة ” ذبحتونا ” بتوجيه رسالة إلى معالي وزير التعليم العالي لوضعه في صورة هذا التجاوز والتحقق منه والعمل على معالجته ومنع تكراره مستقبلاً .

كما تؤكد الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة ” ذبحتونا ” على ضرورة إعادة النظر بالمهمات المنوطة بالأمن الجامعي ، هذا الجهاز الذي لا يتوانى عن ملاحقة الطلبة الناشطين في العمل الطلابي وملاحقتهم في كافة أرجاء الحرم الجامعي ، فيما يقف موقف المتفرج تجاه المشاجرات التي تحدث داخل الجامعة ولا يحرك ساكناً لها .

وتحذر الحملة من قيام مجلس التعليم العالي استغلال هذه الظاهرة لإصدار أنظمة تأديب جديدة تشد الخناق على الحركات الطلابية ولا تقدم شيئاً جديداً لظاهرة العنف الجامعي كما حدث في المرات السابقة حيث صيغت هذه الأنظمة لضرب الحركات الطلابية وزادت من انتشار ظاهرة العنف الجامعي ، بل إن العديد من الجامعات تحاول حل المشاجرات العشائرية بـ ” فنجان القهوة ” فيما تراها تقسو بشدة على أي ممارسة للطلبة الناشطين والحركات الطلابية الفاعلة .

على صعيد متصل ، تبدأ لجنة المتابعة للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة ” ذبحتونا ” تحضيراتها لورشة العمل المخصصة لموضوع العنف الجامعي حيث تأمل أن تكون هذه الورشة نقلة نوعية في تسليط الضوء على هذه الظاهرة والخروج بمقترحات لحلول جذرية لها وذلك بالتعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني .

لجنة المتابعة للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة ” ذبحتونا “