8/4/2008

بدأت منذ الصباح واحدة من أغرب جولات التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع وهي انتخابات المحليات 2008 والتي سبق تأجيلها لمدة عامين بمبرر إصدار قانون جديد للإدارة المحلية وهو ما لم يتم حتى اليوم إضافة إلي حالة الحراك السياسي والمجتمعي والذي شهد حالة من الاحتقان ندر مرور البلاد بمثلها إذا سادت الحركات الاحتجاجية وزاد عدد التظاهرات والاعتصامات والإضرابات بشكل أضفي علي الحياة السياسية زحماً وقوة جعلت العديد من الباحثين والخبراء يتوقعون تغيراً كبيراً في شكل وأنماط العلاقة بين المواطنين باعتبارهم أصحاب القرار الحقيقي في تحديد واختيار من يمثلهم في المجالس الشعبية المنتخبة وبين السلطة التنفيذية باعتبارها الجهة المنوط بها تحقيق برامج التنمية والنهوض بالمجتمع إلا أن هذا الرأي سرعان ما أصابته ضربة قد تكون شديدة الوقع أو العنف خلال الجولة الانتخابية الحالية وذلك لعدة أسباب لعل من أهمها :-

  • ضعف عملية الإقبال علي الترشيح سواء من المستقلين أو من القوي السياسية المعارضة والتي لم يتجاوز عدد مرشحيها قرابة الخمسة ألاف مرشح في أفضل التوقعات رغم أن عدد المقاعد المطلوب يتجاوز الخمسون ألفاً بما يمثل ضربة قاصمة للتعدية وللتداول السلمي للسلطة عبر معارك تنافسية بين قوي سياسية قريبة من التكافؤ.
  • الإضراب الذي دعت إليه القوي السياسية يوم الأحد 6 ابريل والذي تسبب في اضطراب وقلق استخدمته السلطة التنفيذية في فرض مزيد من القيود علي عملية الاقتراع مما كان له بالغ الأثر علي إقبال الناخبين علي الإدلاء باصواتهم حيث شهدت اللجان وفق مشاهدات مراقبي (صوت الناخب) حالة استنفار امني بالغ خاصةً في محافظات الغربية والدقهلية والبحيرة وقنا وسوهاج إضافة إلي عملية إغلاق اللجان في عدد كبير من الدوائر .
  • عودة المنهج التقليدي للتلاعب بإرادات الناخبين في ظل اختفاء رجال القضاء وإسناد عملية الإشراف علي اللجان الانتخابية لموظفي الجهاز الإداري للدولة والذي دخل كطرف أصيل في العملية الانتخابية بتأيده المطلق للحزب الحاكم علي حساب كافة القوي المعارضة فاتسع نطاق التزوير وتسويد البطاقات والدعاية المخالفة وأخطاء الكشوف الانتخابية وغيرها من التجاوزات التي رصدها مراقبو ( صوت الناخب).
  • غياب صوت الناخب سواء كان ذلك بسبب عزوفة عن المشاركة السياسية أو كان نتاج خوف ورهبة من أبداء رأي حر قد يصيبه منه شظايا فسجل مراقبون حالات خوف بالغ وشديد عند مطالبة الناخب بصوته وعيونه في رصد ما تم داخل مقر اللجان وتحديد موقفه من القواعد والإجراءات المنظمة لعملية الانتخاب والتصويت وهو الهدف الذي سعي المشروع لتحقيقه وجاءت تخاوفات الناخب عائقاً أمامه بشكل نسبي خاصةً وانه في المقابل كان هناك بين الناخبين من حرص علي المشاركة وأوضح موقفاً من العملية الانتخابية وما يشوبها من معوقات وعراقيل.
  • أظهرت الساعات الأولي وحتى لحظة كتابة التقرير حالة من التوتر الأمني البالغ العصبية حيث تخلي رجال الأمن عن دورهم في تأمين اللجان والحفاظ علي النظام وتفرغوا لمنع الناخبين من التصويت أو للاعتداء علي المراقبين حيث تم التعرض لمراقبي المركز في قنا ومنعهم من القيام بعملية الرقابة كما تم إلقاء القبض علي عمرو منصور بدر منسق مشروع (صوت الناخب) بمحافظة القليوبية والقبض علي أحمد نجاح عبد الخالق بقسم شرطة كرداسة بالجيزة والتضييق علي مراقبي ( صوت الناخب ) بسوهاج وأسيوط.
  • وفي هذا الإطار الرقابي فقد رصد مراقبو مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية الوقائع التالية في اللجان الانتخابية:-
    • في مدرسة أبناء الثورة بدائرة بندر المنيا جري إغلاق اللجان ومنع الناخبين من التصويت في اللجان الثلاث بالمدرسة.
    • في مدرسة الخلفاء الراشدين بدائرة العمرانية يتم نقل الناخبين بسيارات تابعة بالحزب الوطني حتى مدخل المدرسة مع السماح لهم بالتصويت الجماعي.
    • في مدرسة الإخلاص الابتدائية بدائرة العمرانية رصد المراقبون وجود أخطاء في كشوف الناخبين.
    • في مدرسة الزراعة بالدقهلية تم تقفيل اللجنة بمعرفة مسعد لطفي البطل عضو مجلس الشعب.
    • في دائرة السنبلاوين تم احتجاز وكلاء المرشحين ومنعهم من دخول اللجان حتى تم نقلهم لمكان غير معلوم.
    • في دائرة الزقازيق بمحافظة الشرقية رصد المراقبون وجود دعاية مكثفة علي أبواب ومداخل اللجان الانتخابية لصالح رمضان عطية ( الدبابة ) عبد العظيم كمال (النجفة) أحمد العقاد (الجمل) علي عزيز (التليفون).
    • في مدارس النحال والسادات بدائرة بلبيس تم إغلاق اللجان ولم يسمح لأي شخص بالاقتراب منها.
    • في دائرة قطور رصد المراقبون وجود عملية تصويت جماعي لصالح المرشح راشد الزريقي.
    • في دائرة مطوبس رصد المراقبون وجود حصار امني مكثف علي مقار لجان الاقتراع.
    • في لجنة مدرسة أم الأبطال بدائرة أبو قرقاص رصد المراقبون وجود كثافة أمنية بالغة وانه بمجرد دخول سيارة تويوتا (رصاصي) لمقر اللجنة تم إغلاقها ومنع الناخبين من الدخول.
    • في لجنة مدرسة الثانوية بنين بدائرة الدلنجات رصد مراقبو (صوت الناخب) احتجاز مراقب تابع للجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي ومنعه من دخول اللجنة وسحب كارنيه المراقبة والبطاقة الشخصية منه بمعرفة رئيس المباحث.
    • في لجنة قصر الثقافة بدائرة الدلنجات رصد المراقبون ضعف عملية الإقبال علي التصويت.
    • في لجنة مدرسة كفر شكر الابتدائية بنات رصد المراقبون عملية منع الدخول إلي اللجنة واحتجاز المراقبين.
    • في لجنة مدرسة بيبان الإعدادية بدائرة كوم حمادة رصد المراقبون تواجد رجال الأمن داخل مقار التصويت ومنعهم للناخبين من الدخول والتصويت.
    • في دائرة قوص تم إيقاف واحتجاز مراقبو مشروع (صوت الناخب) ونقلهم لقسم شرطة قوص ومنعوهم من الرقابة أو الخروج إلا بعد التعهد بعدم المشاركة.
    • في لجنة مدرسة قاسم أمين بدائرة الجمرك رصد المراقبون قيام احد ضباط الشرطة بمنع الصحفيين من دخول اللجان.
    • في مدرسة الشهيد بدائرة بندر قنا تم منع جمعه اشرف جمعه مراقب (صوت الناخب) وجميع مراقبي الجمعيات المشاركة من دخول اللجنة مع تهديدهم بالاعتقال إذا أصروا علي المشاركة.
    • في دائرة النزهة رصد مراقبو صوت الناخب تواجد مكثف للمشتبه بهم وأرباب السوابق حول اللجان لمنع مندوبي وأنصار المرشح القبطي / بيتر نبيل من المشاركة في العملية الانتخابية في حماية رجال الأمن الذين رفضوا أي تدخل معللين ذلك بالحياد (السلبي ) المفترض في مهامهم .

أن الأجواء الانتخابية التي تعايشها انتخابات المحليات في هذه الدورة تمثل منحدراً شديد العنف يتطلب قدرة ومهارة فائقة للتغلب علي مضاره واستعادة ثقة الناخب الذي استهدفنا صوته وعيونه كي تكون بديلاً عنا في إظهار وإبداء مواقف وانحيازات من العملية الانتخابية تعيد المشاركة الشعبية وروح المواطنة فإذا بنا نجد أنفسنا أمام تقيد للإرادات وتكميم للأفواه يصعب أن لم نحسن التعامل معه أن نطلق هدير اصواتنا وحريتنا.