19/5/2008
تابع مركز ماعت لقاءات رؤساء الحكومات في منتدي دافوس الاقتصادي بمدينة شرم الشيخ ، ولاحظ تجاهل الحكومة الحوار مع الشعب وقوي المجتمع المدني وكافة مؤسساته ” نقابات – منظمات – أحزاب ” ، في حين يجدها تجهز أفضل ما لديها لعرضه علي حوارها مع رؤساء الدول ورجال أعتي المؤسسات الرأسمالية الغربية ، وكأنها قد انتهت من أزمة الحوار الداخلي المهمل بالأساس ، لتتجه بحديثها إلي العالم وتتحدث معه عن أزمات فقراءه ، وتدعوه ومؤسساته الاقتصادية للشعور بحالتهم ” الضنك ” ….
ويؤكد المركز إن إدارة اقتصاديات الدول الفقيرة مرهونة بإرادة القوي العظمي التي تتبعها أغلب حكومات دول العالم الثالث الديكتاتورية ، وعليه فإن إجرائها أرفع مستويات الحوار السياسي – الاقتصادي مع الخارج ، وإهمالها أدني متطلباته مع قوي الداخل يمثل كارثة بكل المقاييس ، يعزز قوة رأيه فيها أن الوفد المصري في ” دافوس ” خلا من أي شخصية حقوقية معروفة وموثوق في دورها المجتمعي ، كما إن تجاهل حكومة الدكتور أحمد نظيف كارثة الفقر المدقع الذي يغرق المصريين منذ سنوات ، دليل قاطع علي غياب مفهوم السلام المجتمعي واعتباراته عن أفكارها وأدائها وسياساتها ، لتنتج أكبر أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ قيام ثورة يوليو – أو حركة الضباط الأحرار عام 1952 .
ويعتبر المركز عمليات الإتجار بالبشر السائدة في مصر ودول الجوار والتي تسهلها عصابات دولية بالداخل والخارج ، انعكاسا طبيعيا لتدني مستويات المعيشة وتفشي البطالة والجريمة الاجتماعية ، وهي أزمة لن يسعي المجتمعون ب ” دافوس ” لن إلي التغلب عليها وتغيير السياسات الاقتصادية العالمية إلا لصالحهم ..
ويري ماعت أنه لا يليق بحكومات تسعي لاكتساب شرعية وجودها ألا تنحاز لمصالح شعوبها أمام الرأسمالية المتوحشة ، والمنعقدة قواها مجددا لتحديد خطوط سيرها نحو مزيد من السيطرة علي اقتصاديات الشعوب الفقيرة ، لذلك يجدد المركز دعوته الحكومة المصرية للاسترشاد بنتائج الحوار الداخلي مع مجتمعها المدني وقواه ، لصالح أبناء الوطن وبعيدا عن أي حسابات تجمع أصحاب السلطة برجال أعمال وطنيين أو أجانب ، والسعي الحقيقي لإيجاد حلول حقيقية وعاجلة للأزمة الاقتصادية التي يعانيها المواطنون ويدفعون ثمن فشل سياسات الحكومة من دمائهم ، ويتصور المركز إن تجاهل الحكومة وأغلبيتها البرلمانية ذلك الحوار ، وتفعيله فقط مع الخارج ، نوعا من الضحك علي الذقون .. والمنظرة .. انتهي ..!!