16/8/2008

أطلق 50 شابا وفتاة من 6 محافظات أول نموذج لحملة توعية مجتمعية بأهمية إعادة دمج أسر السجناء والمعتقلين داخل المجتمع المصري ، وطرحوا خلالها آليات جديدة لحل إشكالية ضعف الوعي القانوني لدي المجتمع المحلي بقضايا الحريات الأساسية ، واستحداث وسائل لمواجهة ونبذ العنف داخل الأسرة الواحدة التي يعاني أفرادها آثار سجن أو اعتقال أحدهم .

جاء ذلك خلال معسكر افتتحه مركز ماعت أمس الجمعة بإحدى القري السياحية بمحافظة الإسماعيلية ، وضم بين أفراده عددا من الشباب والفتيات المنتمين لأسر عانت غياب العائل أو أحد أفرادها نتيجة الاعتقال أو السجن ، وكذلك شباب من اسر لم تمر بهذه المعاناة ، ويأتي المعسكر ضمن برنامج ” السلام المجتمعي ” الذي بدأه المركز قبل عام ويستهدف إعادة دمج أسر السجناء والمعتقلين من خلال إيجاد تأثير ومشاركة مجتمعية من قبل قيادات شابة داخل مجتمعاتها المحلية ، والتأكيد علي ضرورة محو العزلة التي يعانيها علي الأغلب أفراد أسر السجناء ، وتصحيح النظرة المجتمعية إليهم .

وقال أيمن عقيل مدير المركز إن تأهيل الشباب من مختلف التخصصات علي كيفية معالجة قضايا مجتمعهم المحلي وبينها قضية دمج أسر السجناء ، أمر ضروري في إطار محاولات إكسابهم مهارات إيجابية جديدة أهمها الاتصال والتشبيك المجتمعي والقيادة واتخاذ القرار في إطار العمل الجماعي ، وأكد إن المركز انتهي خلال الأشهر الماضية من تدريب 60 صحفيا علي التغطية الإعلامية المحايدة لقضايا السجناء وكيفية تقديم الدعم الإعلامي لأسر المعتقلين ، كما تم تدريب 60 محاميا علي تقديم الدعم القانوني لأسر المعتقلين داخل مجتمعهم المحلي ، بست محافظات هي القاهرة والجيزة والدقهلية والإسكندرية والمنيا وأسيوط .

وشهد المعسكر تعامل الشباب مع نزلاء القرية السياحية كنموذج لمجتمع محلي استهدفوا توعية سكانه ورواده بضرورة التخلي عن النظرة الدونية لأسر السجناء والتعامل مع قضايا نبذ العنف الناتج عن القهر المجتمعي بطريقة أكثر عقلانية ، وشهدت القرية تجاوبا كبيرا من نحو 30 أسرة مثلت أغلب نزلائها ، وطالب الشباب المسئولين الحكوميين بزيادة دعم المنظمات الحقوقية العاملة علي رعاية أسر السجناء والمعتقلين وتوفير المناخ الملائم لحرية عملها ، مؤكدين إنها الأكثر تأثيرا وتركيزا علي القضايا الجوهرية للمجتمع المصري .

ويشهد برنامج المعسكر جلسات نظرية وورش عمل تمتد من الصباح إلي ما بعد الظهر ، ينتقل بعدها الشباب إلي يوم مفتوح متنوع بين المسابقات الفنية والثقافية والرياضية علي الشاطئ ، قبل أن ينتقلوا إلي حفل يومي ساهر في المساء داخل القرية ، وينتظر أن يكرر ماعت هذا المعسكر بمدينتين ساحليتين خلال شهري يناير ويوليو المقبلين ، مستهدفا تأهيل 100 شابا وفتاة آخرين وتدريبهم علي كيفية تقديم الدعم لأسر السجناء وتوفير مناخ مجتمعي أفضل تسوده ثقافة السلام والقانون .