1/1/2009
من السهل أن يحارب البعض عبر الميكروفونات ، ويؤدي دور البطولة في معارك كلامية جوفاء عبر الفضائيات التي صنعت من إمارات على الهامش قوي عظمى، و جعلت من الأقزام أبطالا ، ومن الشياطين ملائكة ، و من أنصاف الرجال فرسانا . ومن المفهوم أن يتخفي تيار سياسي أو ديني أو إيديولوجي خلف قناة تلفزيونية ، أو بين سطور صحيفة ، لكن من العجيب أن تفعل ذلك دول لها كياناتها ومؤسساتها واستقلالها ( ولو على الورق ) وفي ظل هذه المهاترات و المزايدات على الدور المصري في عملية السلام و إنقاذ شعب غزة المنتهك أمنه وسلامته فإن مركز ماعت للدراسات الحقوقية و الدستورية يعرب عن شديد استيائه من الحملة المغرضة على مصر التي تتبناها حكومات ومنظمات وقنوات وصحف عربية بهدف النيل من مكانة مصر واختصار دورها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية والتغاضي عن ألاف الشهداء الذين قدمتهم مصر ولا زالت تقدمهم لنصرتها على امتداد مراحل الصراع العربي الإسرائيلي ، ومحاولة إلقاء المسئولية عليها وحدها ، كما يعرب المركز عن تضامنه وترحيبه بكلمة الرئيس مبارك إلى الشعب المصري التي أكد فيها ترفع مصر عن الصغائر و أن مصر لن تسمح لأحد بمحاولة تحقيق مصالحه و بسط نفوذه على حسابها ” كما أنه أكد على رفض مصر القاطع للوقوع في هذا الفخ الإسرائيلي في الفصل بين الضفة و القطاع , و أشار إلى أن مصر لا تقبل التشكيك في دورها في مساعدة و إغاثة الشعب الفلسطيني . ويرى مركز ماعت أن هذه التصريحات تحاول إحداث بلبلة داخل صفوف الشعب المصري و جيشه القويم المحافظ على أمن مصر و سلامته ، تلك التصريحات الخارجة من دول ومنظمات تريد لعب دور البطولة ولو على حساب الحقيقة والتاريخ وجثث الضحايا ودماء الأطفال . ومن العجيب أن من بين هذه الدول من لم يطلق رصاصه تجاه إسرائيل التي تحتل أرضه مكتفيا بأضعف الإيمان وهو النضال بالقلب ، ومنها من يفوق حجم تعاملاته التجارية مع إسرائيل حجم تعاملاته مع دول عربية شقيقة ، رغم أن هذه الدول لا ترتبط بمعاهدات سياسية ملزمة مع إسرائيل كما هو الحال في مصر ، ومنها دول تدفع في تمويل حملات الانتخابات الأمريكية أضعاف ما تدفعه لمساعدة الفلسطينيين . ويؤكد مركز ماعت على ثقته في دور مصر قيادة و شعبا تجاه القضية الفلسطينية و دعمها الدائم والمتواصل للقضية الفلسطينية و لشعب فلسطين المناضل ، و ذلك في نفس الوقت الذي يدين فيه المركز العدوان الإسرائيلي الغاشم على الفلسطينيين العزل ، ويطالب المجتمع الدولي ومنظماته المعنية التخلي عن صمتها تجاه تلك المذابح والجرائم الإسرائيلية في حق الإنسانية ، كما يطالب الدول العربية بإلقاء خلافاتها السياسية جانبا والترفع عن ادعاء البطولة والقيام بمسؤولياتها القومية تجاه خطر الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة . |
[an error occurred while processing this directive]