22/1/2009
من الصعب أن تعيش حياتك لاجئا مطاردا من دولة معينة أو نظام حكم معين ، وأن تدفع ثمن انتماءك السياسي أو الديني أو الأيديولوجي المخالف لعقيدة وتوجه الحاكم ، لكن الأكثر صعوبة والأعظم ألما هو أن تعيش ملاحقا من الجميع ، ومطلوبا لدى كل الحكومات وأن تكون ثمنا لصفقة تتم بين الفرقاء . ينطبق كل ذلك على جماعة مجاهدي خلق الإيرانية التي يعيش حوالي 4000 شخص من أعضائها في مدينة أشرف في العراق ، وقد تأسست منظمة خلق عام 1965 على أيدي مثقفين إيرانيين أكاديميين بهدف إسقاط نظام الشاه ، وكان لها دور بارز في ذلك مع الثوار الإيرانيين ، إلا أن الخلافات التي نشأت بين الطرفيين والقمع الذي تعرضوا له ، أدى بحوالي 20000 من أعضاء مجاهدي خلق إلى ترك إيران واللجوء إلى دول أخرى من بينها العراق ، والمشكلة التي تواجه اللاجئين في مدينة أشرف العراقية الآن هي أنهم يتعرضون لضغوط لإجبارهم على الرحيل عن العراق في الوقت الذي ترفض فيه الدول الغربية والعربية استضافتهم حرصا على مصالح لهذه الدول مع النظام الإيراني من جهة ، أو لأن بعض هذه الدول تصنفها كمنظمة إرهابية من جهة أخر، وبالطبع عودة هؤلاء اللاجئين إلى إيران معناها الحكم بالإعدام عليهم . ومن منطلق حرص ” ماعت ” على سيادة السلام الداخلي في المجتمعات ، ورفضه لكافة الانتهاكات التي يمكن أن يتعرض لها أي شخص بحكم انتمائه السياسي أو الديني أو العقائدي ، فأنه يطالب بتوفير الحماية لأعضاء حركة مجاهدي خلق الذين يعيشون في مدينة ” أشرف ” العراقية وإعطائهم حق اللجوء السياسي في دولة تتكفل بتوفير هذه الحماية لهم ، وعدم تسليمهم إلى النظام الإيراني الحاكم المختلفين معه سياسيا وأيديولوجيا حتى لا يتعرض هؤلاء الأشخاص للانتهاك وتتعرض حياتهم للخطر . كما يؤكد ” ماعت ” على أنه لا يقف مع طرف ضد الأخر سواء فيما يتعلق بالعلاقة بين مجاهدي خلق والنظام الإيراني ، أو ما يتعلق بأي خلاف سياسي داخلي في أي دولة أخرى ، ولكنه يرفض أن يستخدم العنف و الإيذاء البدني والنفسي وسيلة لحسم الخلافات السياسية فيما بين الأطراف ، ويطالب بالاحتكام إلى الشرعية الوطنية والدولية ، ومواثيق حقوق الإنسان التي تكفل حماية اللاجئين . مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية |
[an error occurred while processing this directive]