التطوع رسالة حياة

التطوع رسالة مجتمعية يحمل بين طياته أبعاد إنسانية وأخلاقية متنوعة ، تلك الأبعاد التي تشير إلى ما يجب أن تكون عليها الفطرة البشرية السليمة التي جبل الخلق وإيمانا بتلك الرسالة جاء اهتمام ماعت بأن يكون التطوع محور رئيسي للنقاشات التي دارت خلال اليوم الأول في معسكر الشباب الثاني الذي بدأت فعالياته يوم الأربعاء الموافق 4 فبراير 2009 والذي يتم في إطار مشروع السلام المجتمعي الذي ينفذه ماعت بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والهادف إلى إعادة دمج و تأهيل أسر السجناء و المعتقلين في المجتمع المصري و إيجاد آلية مجتمعية لمساعدة هذه الأسر و نشر ثقافة السلام المجتمعي و نبذ العنف و إتباع الإجراءات القانونية في المطالبة بالحقوق .

كانت فعاليات اليوم قد بدأت بمجرد وصول وفود الشباب المشارك من المحافظات الستة التي يستهدفها المشروع و هي القاهرة و الجيزة و الدقهلية و الإسكندرية و المنيا و أسيوط حيث عقدت جلسة تعارف قدم خلالها الأستاذ أيمن عقيل مدير المشروع نبذة عن مشروع السلام المجتمعي و الهدف من إقامة المعسكر و الطريقة التي سيسير عليها البرنامج خلال الأيام الثلاثة للمعسكر ، كما تم خلال نفس الجلسة التعارف بين الحضور .

ثم جاءت بعد ذلك المحاضرة الرئيسية بعنوان ” العمل التطوعي ضرورة للسلام المجتمعي ” التي تناولت مفهوم العمل التطوعي و أهميته في المجتمع و خصائص هذا العمل و فوائده كما تناولت ما يجب على المتطوع أن يتحلى به من أخلاقيات و سلوكيات و كيفية القيام بالأعمال التطوعية ، و اختتمت المحاضرة بتقسيم الشباب المشارك إلى أربع مجموعات بؤرية و طلب من كل منها ان تقدم تصورا لأحد الأعمال التطوعية التي يمكن أن تساعد أسر السجناء والمعتقلين ، وشرح الآليات التي يجب استخدامها والأدوات الواجب إتباعها لممارسة العمل على أرض الواقع .

وقد كشفت تلك المجموعات عن مدى إيمان الشباب بالعمل التطوعي ورغبتهم الملحة في ممارسته إذا ما توافرت لهم البيئة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المواتية ، وقد بدا ذلك من خلال طبيعة الأفكار التي طرحها المشاركون في المجموعات والآليات التي تناولها الشباب والتي دارت حول تشكيل كيانات مؤسسية فعالة تخدم أسر السجناء والمعتقلين في المجالات القانونية والمعلوماتية والصحية والتعليمية ، وذلك باستخدام وتوظيف وسائل مبتكرة تعتمد على نظم المعلومات التكنولوجية من ناحية والعمل الفريقى من ناحية أخرى .

ويرى ماعت أن ما خرجت به مجموعات الشباب البؤرية يعطي أملا متجددا لمستقبل الحركة التطوعية في المجتمع المصري ، ولكن يبقى أن نعطي للشباب الفرصة في اختراق هذا المجال ونأخذ بيدهم ونيسر لهم السبل المؤدية إلى ذلك .