9/10/2006
عقد مركز الارض لحقوق الانسان ورشته التدريبية بجمعية كاريتاس مصر تحت عنوان “هل يمكن اصلاح الريف فى ظل سياسات الحكومة ؟ يوم السبت الموافق 7/10/2006 وقد حضر الورشة 63 مشارك ومشاركة من المحافظات مصر المختلفة وقد شكل حضور المؤسسات والجمعيات الاهلية العاملة بالريف اغلب الحضور كما شارك عدد من الصحفيين والمحامين والباحثين وهيئات ومنظمات حقوقية من المهتمين بشئون الريف وكانت نسبة مشاركة الاناث (20) سيدة و(43) من الرجال من (12) محافظة مختلفة فمن محافظة قنا حضر 3 مشاركين والجيزة 23 مشارك والقاهرة 10 مشاركين وكفر الشيخ 4 مشاركين وسوهاج 4 مشاركين والفيوم 3 مشاركين والمنيا 3 مشاركين واسيوط مشارك واحد والبحيرة 3 مشاركين والشرقية 4 مشاركين والدقهلية 3 مشاركين وبنى سويف 2 مشاركين .
وقد دارت فعاليات الورشة عبر عدة جلسات وقدم كرم صابر – مدير مركز الأرض الورشة بعد ان رحب بالحضور وقال ان بلادنا تمر بمرحلة مخاض اجتماعى نتيجة للظروف والتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة التى تمر بها وأكد على أن هناك تخوف على مستقبل بلادنا وضرورة تعزيز دور الجمعيات وتعبئة المواطنين لتحسين اوضاع حقوق الانسان والدفاع عن المكتسبات الاجتماعية وبين ان العمل المشترك والتعاون بين الجمعيات الريفية سوف يؤهل الريف الى القيام بدوره فى النهوض ببلادنا وتحقيق مستقبل افضل وآمن لجميع المواطنين وبعد ان عرض محاور الورشة تحدث الدكتور/ محمد السيد السعيد -نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الاهرام وقال انه لا يزال هناك اهمية لاعادة الاعتبار لحقوق الفقراء وطالب الحاضرين بأن يبدءوا بتجميع الخبرات الناجحة لشعبنا وتركيز ارادتنا فى العمل على البناء الاجتماعى لبلادنا .
وقال انه كان هناك استيقاظ فى انتخابات 2005 ولكنها كانت ولادة متعثرة واصيب الناس بخيبة امل مما حدث لأن الدولة اكدت على هيمنتها من خلال السلطة والنفوذ وقال ان مصر تخضع للحكم الابدى دستوريا وان رئيس الوزراء اضاف بشكل ايجابى فى فترة حكمه خاصة فى قطاع الاقتصاد والمعلوماتية وهذا القطاع متزايد الأن بشكل كبير لتكوين خبرة متحكمة اكثر فى الاقتصاد وهذا القطاع سوف يعود على المجتمع بكوارث ما لم يشارك المجتمع المدنى والقوى السياسية فى تنظيمه وتوجيهه كما حدث فى القطاع الصحى والتعليمى .
واكد السعيد ان قطاع جديد ظهر فى المجتمع وهو “اعيان المدن” بعد ان كان الاعيان فى الريف فقط وهذا القطاع عمق السماسرة فى الانتخابات وتساءل هل النظام الحالى من المفروض ان يتوسع فى السيطرة والتعدى على كافة القطاعات فى مصر ؟ ثم تطرق الى انهيار اليسار وخاصة فى الانتخابات الاخيرة واخيرا قال ان المنظمات الاهلية لها دور فى النضال مع الشعب لتعبئتهم وتحسين اوضاعهم ولكن دون اهمال للقضايا السياسية والاقتصادية …
ثم تحدث الاستاذ / عبد الغفار شكر – نائب رئيس مركز البحوث العربية وتساءل حول التغيرات المتوقعة بعد اجتماع الحزب الوطنى ؟ وقال ان أليات السوق قائمة على اساس العرض والطلب والمستثمر هو الذى يحدد السلعة والسعر اما الفقراء فعليهم ان يشتروا هذه السلعة وقانون العمل الجديد وقانون الايجار فى الاراضى الزراعية والجمارك كلها تمت وطبقت لصالح الرأسمالية ومشكلة البطالة بين الشباب انتجت الفقر والتعصب الدينى والفئات المهمشة والعشوائيات واتساع الفوارق بين الطبقات ولا نتوقع من الحزب الحاكم ان يقدم سياسات جديدة لحل المشكلات الحالية بل هناك مزيد من المشكلات مثل ارتفاع الاسعار وخصخصة الخدمات وارتفاع نسب البطالة والفقر ومازال الحكم يتجاهل الاصلاح السياسى والاجتماعى واذا لم توجد مقاومة من حركات سياسية ومنظمات حقوق الانسان لن يكون هناك اى حلول ولابد من الاشراف القضائى الكامل على الانتخابات للحد من الغش فى الانتخابات ولابد من تعديل المادة 76 لتفعيل تداول السلطة وفى النهاية أكد شكر على ضرورة وجود مجلس شعبى حقيقى والغاء هيمنة رئيس الجمهورية على السلطات المختلفة فى مصر والغاء نفوذ السلطة التنفيذية وهيمنتها على السلطة القضائية والتصدى للاوضاع القائمة بالنضال وتعبئة الجماهير.
وبعد مداخلات المشاركين الذى اكدوا على دورهم فى اختيار البرامج التى تطبق عليهم ومشاركتهم فى اتخاذ القرارات التى تهمهم والتصدى لمشكلة البطالة اتفق اغلبهم على الدور الغائب للاحزاب السياسية والنخبة المثقفة فى دعم حقوق الريفيين وبعدها بدأت الجلسة الأولى التى رأسها الاستاذ / محمود مرتضى ” مدير جمعية التنمية البديلة وقال ان المشهد السياسى فى مصر يعظم من دور منظمات المجتمع المدنى وخاصة فى الريف وقال اننا نحتاج الى ورش كثيرة حول دور المؤسسات المدنية فى تنمية المجتمعات المحلية وان مركز الارض بخبرته يمكن ان ينسق هذه الورش كى نساهم جميعا فى نهضة مجتمعنا ثم قدم الدكتورة / شهيد الباز – خبيرة ومتخصصة فى قضايا المجتمع المدنى ” وقالت ان رأيها انه لن يتم اصلاح فى ظل هذا النظام وقالت ان الاوضاع تتدهور الى الاسوأ وليست هناك حلول والناس فى مصر فى حاجة لتحديد المفاهيم ودور المنظمات الاهلية ولابد ان يوضع فى النظام الاقتصادى السياسى مفاهيم تحديد الاحتياجات والمشاركة وان تعبر عن الاغلبية الموجودة فى المجتمع ولابد من وضع الاعتبار للتطورات العالمية لقضايا العولمة التى تشكل الان كل شىء فى المجتمع والمشكلة الاساسية هى دخول العولمة مصر وهى ليست مستعدة لها وهناك تأكل فى الطبقة الوسطى وخلل فى نظام القيم القديمة وعدم وجود قيم أخرى جديدة .
وأكدت الباز على ان التنمية تزيد من قدرات البشر وتنتقل بهم الى رؤية تنموية جديدة والبشر هم الهدف والوسيلة فى التنمية واذا لم يشاركوا فلن تكون هناك تنمية من خلال المشاركة الديمقراطية الحقيقية وعدالة التوزيع وتطوير النظام الاجتماعى ثم تحدث الاستاذ / احمد سيف الاسلام – مدير مركز هشام مبارك للقانون وقال فى الانتخابات الماضية كان هناك مشهد مؤثر وهو مشهد الست الفلاحة التى تسلقت سور المدرسة لكى تدلى بصوتها وما زال الفساد المستشرى فى مصر يؤثر على قدراتنا لدرجة ان الاتحاد الاوروبى منع استيراد البطاطس المصرية بسبب العفن البنى وكان المطلوب ايقاف زراعة البطاطس لمدة خمس سنوات ولكن بسبب الفساد تم تصدير البطاطس من جهات اخرى مما جعل دول الاتحاد الاوروبى تبتعد نهائيا عن استيراد البطاطس المصرية وقال سيف هناك مشاهد كثيرة تدل على تعميق الفساد مثل غرق العبارة وحوادث القطارات والضحايا فى كل الاحوال الغلابة يدفعون الثمن وفى التعديلات الدستورية الاخيرة التى اقترحها المجلس القومى لحقوق الانسان والتى نشرت بالصحف هناك مطالب غريبة مثل الغاء التعليم الجامعى المجانى وهذا المجلس المفترض فيه انه يطالب بحقوق المصريين والخطر يتمثل الان فى خصخصة الخدمات والفساد وسيطرة الشركات الاجنبية وتساءل هل نريد اصلاح وتعديل الدستور ام دستور جديد ؟
وأكد على ان الخطر يتمثل ايضاً فى خصخصة التأمين والغاء امتيازات التأمينات الاجتماعية ومجانية التعليم الجامعى وأكثر من يعانى من هذه السياسات هم المواطنين فى الريف المصرى وبعد مداخلات المشاركين التى أكدت على ضرورة قيام المنظمات بأدوراها فى توعية المواطنين ومساندة قضاياهم ودعم حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية كا طالبت بعض المداخلات ضرورة قيام الاحزاب والمثقفين بدورهم فى تعبئة المواطنين وحثهم على الاحتجاج والمشاركة فى اتخاذ القرارات وتنظيم حملات للضغط ورفع القضايا على الحكومة لاجبارها على تغيير سياساتها واليات تطبيقها وأكد الحضور ان كلام المحاضرين بعيداً عن الناس ويحتاج الى مزيد من الفهم ودراسة اوضاع الريفيين ثم بدأت الجلسة الختامية التى رأسها الاستاذ/ نصر شريف – جمعية قصر الباسل واكد على ان قضايا العولمة لا يمكن تجاهلها كما لا يمكن تجاهل دور المؤسسات الدولية والحقوقية والاخلاقية والتجارية العالمية وتأثيرها على اوضاع المواطنين وقال يجب عدم الانعزال عن العالم والاطلاع على ما يجرى كى نتلافى التأثيرات السلبية للسياسات الدولية وان نرفع مطالبنا وأصوتنا للمجتمع الدولى ليتعرف على مشاكلنا ويضع حلولها فى الاعتبار عند تصميم السياسيات ثم قدم الاستاذ / محمد ندا – هيئة كير الدولية الذى تحدث عن التغيرات التى حدثت فى الريف المصرى مثل دور العمدة القديم وشيخ القرية وكبير العائلة وشيخ الجامع ودورهم فى حل مشكلات القرية واعادة حق الفقير والتغيرات التى حدثت للمؤسسات الرسمية مثل المجلس المحلى ومجلس القرية وهذه المؤسسات الرسمية غير فعالة للاسف الان فى الريف وليس لها نشاط فعلى مثل جمعيات تنمية المجتمع ،
فهم مجموعة من صفوة المجتمع تعمل لمصالح شخصية او دينية وليست فى صالح حقوق الناس اى اهمية فى عملهم وانشطتهم والانتخابات المحلية تتم دائما بالتزكية بسبب وجود العائلة فى الريف وهناك عدم مشاركة للسيدات فى المجالس المحلية وكذلك الفلاحين والعمال وهذه هى بعض التحديات فى القرية المصرية التى لابد وان تعمل مؤسسات المجتمع المدنى فى ايجاد حلول لها …
وبعد مداخلات المشاركين فى الجلسة الختامية والتى أكدت على ضرورة بلورة برامج عملية لمواجهة مثل هذه المشكلات على المستوى المحلى والدولى اقترح المشاركين تنظيم ورشة تدريبية لمدة يومين بعد اجازة العيد تجتمع فيها الجمعيات الريفية التى حضرت الورشة وبلورة خطط النشاط والبرامج المختلفة التى تم مناقشتها لنهضة وتنمية الريف عبر توعية وتعبئة المواطنين ومساندة قضاياهم وتحسين اوضاعهم وتحديد أدوار الجمعيات المختلفة فى تنفيذها على ان يقوم المركز بتنسيق اعمال المجموعة والورشة القادمة وذلك لمواكبة التغيرات فى الساحة المصرية والعالمية وتعظيم دور المجتمع المدنى فى النهضة باوضاع الريف من اجل غداً أفضل وأكثر عدلاً وانسانية .
يمكنكم الحصول على نسخة من اوراق الورشة من مقر المركز أو من على موقعنا على الانترنت
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net – lchr@lchr-eg.org
Website www. Lchr-eg.org