نشرة إعلامية مركز الأرض يحذر من كارثة انتشار الحمى القلاعية ويطالب وزير الزراعة وإدارت الطب البيطرى بالتحرك العاجل لحماية الثروة الحيوانية وغذاء المصريين

26/2/2006

مع تصريحات الحكومة بالسيطرة على مرض انفلونزا الطيور ومع احتجاجات العاملين بقطاع الثروة الداجنة لمطالبة الحكومة بتعويضهم عن الخسائر التى لحقت بهم تلقى المركز عشرات الشكاوى من الفلاحين بمحافظات مختلفة تفيد نفوق مواشيهم على اثر اصابتها بالحمى القلاعية .

يقول حميدة منصور من الفيوم ” لا ندرى ماذا نفعل أوزان العجول التى نربيها نقصت بشكل كبير وجف لبن المواشى ويقول لنا الأطباء البيطريين بالادارة ان المرض ينتقل باللمس ” يقول السيد شحاتة من الجيزة ” أن مواشينا تموت ونستغيث بالأطباء فى المديرية ويقولوا أن المصل لن يصل الا فى أول مارس فكيف يمكن ترك مواشينا للموت ” ويقول على السيد من الغربية ” ان الأطباء البيطرين الذين احضرناهم لعلاج مواشينا على حسابنا الخاص افادوا انه لا توجد ادوية لمواجهة المرض وانهم يقوموا باعطاء الماشية مضادات حيوية وكان يجب ان يتم تحصين كل الحيوانات قبل انتشار المرضى الذى ينتقل عن طريق الريح أو اللمس أو الادوات المستخدمة فى عملية الزراعة ” . وقد تقدم الكثير من الفلاحين بالشكوى لوزارة الزراعة الا أنها لم تستجيب .

والشىء الخطير أن كثير من الشكاوى للمركز أكدت على ان المرض ينتقل الى عائلات الفلاحين بلمسهم للحيوانات المصابة مما يهدد صحة الفلاحين واطفالهم ونساءهم .

وفى تصريح متناقض لوزير الزراعة اكد ” بانتشار الحمى القلاعية ولكن الأعداد المصابة كانت قليلة حيث بلغت بـ 460 حالة فقط وان الوزارة تقوم بتحصين الماشية ” ! وبالرغم من أن شكاوى المزارعون تؤكد عكس ذلك حيث اضطر مزارعى الفيوم الى دفن 35 حالة مصابة بالمرض بعد نفوقها بجوار المزارع بطريقة عشوائية فى قرى ومراكز سيلا والصالحية وطامية والناصرية والسنباط وابلاغ مديرية الطب البيطرى لتحصين باقى الماشية .

الا انه لم يتحرك أحد من تلك الادارات ! من ناحية أخرى افاد بعض الفلاحين فى شكاويهم للمركز أن مسئولين بالإدارات البيطرية بمحافظة الجيزة والفيوم والغربية اكدو وجود المرض بسبب ضعف أداء قطاع الطب البيطرى وعدم وجود الأمصال الكافية لعلاج هذه الماشية وقام بعضهم بالمتاجرة فى هذه الكارثة حيث دبر مع بعض الصيدليات شراء الأمصال بأسعار مرتفعة ثم اتضح انها لا تعالج المرض وافاد أحد أعضاء جمعيات المزارعين للمركز بأن ” الأمر لا يقتصر على الحمى القلاعية بل هناك مرض الجلد العقدى الذى دخل مصر مع الحيوانات التى تم استيرادها من اثيوبيا وقد جلبت هذه الحيوانات العديد من الأمراض للثروة الحيوانية على الرغم من ان القانون يحذر من استيراد الماشية الحية الا بشروط وقاية للثروة الحيوانية المصرية والتى تقدر بحوالى 2 مليون و892 ألف راس من الأبقار وحوالى 2 مليون و410 آلاف راس من الجاموس إضافة لحوالى ثلاثة ملايين و700 ألف راس من الماعز والأغنام ،

هذا والجدير بالذكر ان الحمى القلاعية مرض مستوطن فى مصر ولكن ظهور نوع جديد للفيروس (A) هو الذى يؤدى لنفوق الحيوانات والأمر الخطير أن المصل الجديد لعلاج المرض يحتاج الى عدة أسابيع لتجهيزه . وأن هذا الفيروس يعد أخطر الفيروسات التى هاجمت حيوانات الأبقار والجاموس هذا العام والتى تهدد الثروة الحيوانية.

وخطورة الموقف تنبع من انه لا توجد فى مصر حالياً أى تطعيمات خاصة بهذا الفيروس .هذا ويتخوف المركز من ان يكون انتشار الفيروس الجديد يرجع الى استخدام بعض المنتجات المعدلة وراثياً فى اعلاف وغذاء هذه الحيوانات أو بسبب جلب بعض الحيوانات من دول اخرى محتمل ان تكون محملة بالفيروس أو استخدام طرق غير سليمة فى التربية مثل الاخصاب الصناعى أو نقل الأجنة أو العلاج الحرارى والهرومونى فى بعض المزارع الكبيرة أو انتاج سلالات بهذه المزارع عن طريق استخدام الهندسة الوراثية والمركز يأمل ان تشكل وزارة الزراعة والمسئولين عن الهندسة الوراثية فى مصر بالتحقيق والكشف على الحيوانات النافقة واطلاع الرأى العام فى مصر على نتائج تلك التحقيقات حرصاً على حياة وصحة المواطنين.

والمركز إذ يرفع شكاوى الفلاحين الى السيد وزير الزراعة والادارات البيطرية لمطالبتهم بسرعة التحرك العاجل لدرء الكارثة حيث ان المرض يؤدى لوفاة الحيوانات خاصة الصغيرة ” البتلو ” كما يؤدى لتجفيف الألبان .

وان الابقار التى تصاب بهذا المرض لا تستطيع الانجاب مرة اخرى وانتقال المرض يتم بسهولة وبواسطة الرياح او العاملين أو أدوات تنظيف المزارع وطالب المركز فى شكواه السادة المسئولين بالحجر الصحى عن استيراد اللحوم الحية بضرورة اتخاذ كافة الاجراءات الوقائية لمنع انتشار المرض . كما طالبهم بسرعة توفير المصل وتطعيم وتحصين مواشى الفلاحين لتحقيق أقصى مقاومة للمرض ومنع العدوى كما طالب المركز السيد رئيس الوزراء بتعويض الفلاحين الذين نفقت مواشيهم واعفاءهم من فوائد ديونهم لدى بنك التنمية والائتمان الزراعى لتمكينهم من مواصلة نشاطهم فى تنمية الثروة الحيوانية وانتاج الألبان وكفالة الغذاء الصحى النظيف للمواطنين فى مصر .