16/3/2006
يتناول هذا التقرير رصد لحوادث العنف ضد الأطفال التى نشرت فى الصحف المصرية خلال النصف الثانى من عام 2005. ويعد هذا التقرير رقم (44) من إصدارات المركز التى يصدرها ضمن سلسلة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ويهدف إلى التعرف على صور التعدى على حقوق الأطفال فى الصحافة المصرية. والتقرير يبين أن حالات الاعتداء على حقوق الأطفال على مدار النصف الثانى من عام 2005 بلغت (230) حادثة، فشكلت الاعتداءات الجنسية والبدنية على الأطفال خارج أو داخل المدرسة والأسرة (68) حادثة، وكانت حالات العنف الأسرى (44) حادثة ، وقد بلغت حالات الإهمال فى الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية (63) حالة ، أما عمالة الأطفال فقد شكلت (4) حالات ، وبلغت حوادث الأطفال المنحرفون (5) حالات ، بينما تم رصد (3) حوادث كعنف رسمي ، و بلغت حوادث الطرق والحوادث الأخرى (43) حادثة.
وقد نشرت تلك الاعتداءات خلال النصف الثاني من عام 2005 فجاء بجريدة المصري اليوم (48) حادثة ، الاحرار (43) حادثة ، نهضة مصر (39) حادثة ، الوفد (35) حادثة ، الاهرام (22) حادثة ، وكل من النبا واخبار اليوم (7) حوادث ، وكل من الحقيقة والجمهورية (4) حوادث ، الغد (3) حوادث ، وكل من صوت الامه والاسبوع والخميس والفجر والعمال والتجمع حادثتين ، وكل من افاق عربية والاخبار والميدان ومايو والمساء والعربى حادثة واحدة .
وقد جاءت تلك الحوادث خلال النصف الثانى من عام 2005 فجاء بشهر يوليه (52) حادثة ، أغسطس (42) حادثة ، سبتمبر (28) حادثة ، أكتوبر (43) حادثة ، نوفمبر (35) حادثة ، ديسمبر (30) حادثة .والجدير بالذكر أن المركز كان قد أصدر تقريراً عن العنف الموجهة ضد الأطفال فى النصف الاول من عام 2005 وقد أشار هذا التقرير إلى أن حوادث العنف ضد الاطفال بلغت (349) حادثة وبلغت حوادث الاعتداء على الاطفال (106) حادثة ، وعماله الأطفال فى اسوء اشكال العمل شكلت (14) حادثة ،أما العنف الاسرى فكان (66) حادثة ،وبلغ الإهمال فى الرعايه الاجتماعية والصحية (81) حاله ،وبلغت حوادث الاطفال الذين يرتكبون عنف وايذاء ضد المجتمع (13) حاله ، بينما كانت حوادث الطرق والحوادث الاخرى ضد الاطفال (69) حاله .
هذا ويتناول التقرير في الفصل التمهيدي مفهوم العنف والإيذاء ضد الأطفال، حيث يوضح هذا الجزء أن العنف ضد الطفل هو ” كل سلوك سلبي أو إيجابي عمدي أو غير عمدي من شأنه أن يعدم أو يقلص فرص تمتع الطفل بأي حق من حقوقه المشروعة”.مثل حالات الاعتداء الجسدي والجنسي والنفسي, فمن حقه في الرعاية الأسرية هو عنف وحرمانه من حقه في التغذية السليمة هو عنف وكذلك حرمانه من حقوقه فى الرعاية الصحية وفى التعليم وفى العيش فى بيئة نظيفة و من اى حق أخر من حقوقه أو الانتقاص من تمتعه بذلك الحق هو عنف سواء وقع ذلك بطريق الفعل او الامتناع سواء وقع ذلك عمداً أو نتيجة إهمال من الملزمين بضمان ذلك الحق وحمايته .
كما يشير التقرير إلى أن 40 مليون طفل في العالم أقل من 15 سنة يعانون سوء المعاملة والإهمال، ويحتاجون إلى رعاية صحية واجتماعية. و فى مصر 37% من الأطفال يفيدون بأن آباءهم ضربوهم أو ربطوهم بإحكام، وأن 26 فى المائة أبلغوا عن إصابات مثل الكسور، أو فقدان الوعى، أو حدوث إعاقة مستديمة نتيجة للعنف.
بعد ذلك يتناول التقرير فى القسم الثانى : صور الاعتداءات الواقعة على الطفل و التي بلغت 68 حالة، حيث يشير إلى تنوع حالات العنف والإيذاء الموجهة إلى الاطفال سواء كان خارج أو داخل المدرسة والأسرة ، وقد تم رصد (7) حوادث اعتداءات جنسية على الأطفال داخل المدرسة وقعت بمحافظة الغربية ، القاهرة ، القليوبية.
فعلى سبيل المثال قضت محكمة جنايات طنطا بمعاقبة مدرس بإحدى المدارس الابتدائية بالسجن المشدد 15 عاما لقيامه بهتك عرض 4 تلاميذ واغتصابهم داخل احد الفصول بالمدرسة التي يعمل بها بعد تهديدهم بمطواة وتحت تأثير الحبوب المنشطة وتركهم فى حالة إعياء شديدة وفر هارباً. أما الاعتداءات الجنسية الواقعة على الأطفال داخل الاسرة ومن جانب اقارب الطفل فقد شكلت (4) حوادث وكانت تلك الحوادث بمحافظة المنوفية ، الغربية ، الاسماعيلية ، القاهرة. فعلى سبيل المثال : تقدمت طالبة ببلاغ الى مركز زفتى بالغربية تتهم جدها بالاعتداء عليها اثناء نومها بمنزله بعد وفاة والدتها والاقامة معه.
اما الاعتداءات الجنسية الواقعة على الاطفال خارج المدرسة وخارج الاسرة فكانت (26) حادثة وقعت تلك الحوادث بمحافظة الشرقية ، القاهرة ، القليوبية ، الغربية ، الاسكندرية ، الجيزة ، كفر الشيخ ، المنوفية ، سوهاج.فعلى سبيل المثال: اعدام ذئب كفر الشيخ بتهمة قتلة طفلة ابنة جارة والبالغة من العمر 9 سنوات حيث استدرجها وهى ترعى الغنم وقام باغتصابها جنسياً بعد ان قام بتكميم وتقييد يديها ثم خنقها ووضعها داخل جوال بلاستيك والقى بها داخل المزارع .هذا بينما تم رصد (3) حالات تمثل الاعتداءات على حقوق الاطفال داخل المدرسة وكانت فى محافظة القاهرة، القليوبية، وكانت من أهم أسبابها الفشل في التعليم أو الإجبار على أخذ الدروس الخصوصية.
على سبيل المثال: فقد وصل الى مستشفى جراحات اليوم الواحد طالب فى حالة إعياء ومصاب بنزيف حاد فى الأذن اليسرى وإصابته بثقب فى الإذن مما ترتب عليه إصابته بالصمم . تم إبلاغ قسم شرطة البساتين وتبين ان مدرس قام بصفع التلميذ على وجهه لإجباره على الحضور لدرس خصوصي او مجموعة مدرسية .هذا بينما شهدت الاعتداءات على الأطفال من خارج المدرسة وخارج الأسرة أعلى المعدلات فشكلت (28) حادثة وتنوعت أسباب هذه الاعتداءات مابين الخطف من اجل الانتقام من أسرة الطفل او السرقة أو طلب الفدية أو عدم القدرة على الانجاب او التسول او الاختلاف بين الأصدقاء او عقاباً للطفل على إرتكابه الخطأ. وجاءت تلك الحوادث فى كل من محافظة القاهرة ، الإسكندرية ، سوهاج ، البحيرة ، القليوبية ، الغربية ، الجيزة ، كفر الشيخ ، أسيوط. ومثال لهذه الاعتداءات : قضت محكمه جنايات طنطا بمعاقبة مدرس بإحدى المدارس الابتدائية بالسجن المشدد 15 عاما لقيامه بهتك عرض 4 تلاميذ واغتصابهم داخل احد الفصول بالمدرسة التى يعمل بها بعد تهديدهم بمطواه .
ثم يستعرض التقرير في القسم الثالث العنف الأسرى ضد الأطفال، والذي تمثل فى (44) حادثة. و ذلك للتخلص من الطفل باعتباره نتاج علاقة محرمة، أو نتيجة لدس زوجة الأب السم للطفل، أو بيع الأطفال للحاجة الى المال، او للتسول بهم، او نتيجة لخلافات بين الزوجين، او للشك فى النسب، او لانتقام احد الزوجين من الأخر، او التخلص من الطفل لانحرافه، او نتيجة لعدم القدرة على تحمل نفقات المعيشة. فعلى سبيل المثال : قضت محكمة جنايات قنا بإحالة أوراق متهمين إلى فضيلة المفتى لقيامهما بتعذيب طفلة زوجة احدهم صعقاً بالتيار الكهربائي في أماكن متفرقة من جسدها بسبب قيامها بالتبول على نفسها داخل المسكن ثم القي بها بجوار احد المصارف .
ثم يتناول التقرير فى القسم الرابع عمالة الأطفال، حيث يشير التقرير إلى قلة المادة المنشورة عن عمالة الأطفال فى الصحف بالرغم من تنوع وانتشار عمالة الأطفال سواء فى الريف أو المدن، فقد تم رصد (4) حالات. و من أهم أسبابها سوء المعاملة من جانب أصحاب العمل، وحالات الفقر بين الاهالى فعلى سبيل المثال يأست فتاة من سوء معاملة مخدومتها لها بعد عملها بأسبوع فقامت بإلقاء نفسها من شرفة المنزل بالطابق الرابع .
وبعدها يتعرض التقرير فى القسم الخامس إلى حالات الإهمال في الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية والتي بلغت (63) حالة، حيث يبين هذا القسم إلى أن (39) حالة كانت بسبب إهدار لحقوق الأطفال فى الرعاية الاجتماعية من جانب الوالدين او المشرفين على تربية الطفل واهمال وتقاعس مسئولى بيوت الرعاية او النوادى الرياضية او نتيجة وقوع الاطفال فى بلوعات الصرف الصحى او نتيجة السقوط من الشرفات المنزلية او نتيجة سوء معاملة الاسرة للطفل او تحريض الاسرة للطفل بالسرقة او بهدف الانتقام.
مثال على ذلك : نفذ طفل لم يتجاوز عمره 14 عاما حكم الاعدام فى نفسه شنقاً ليستريح من معاملة اسرته السيئة له ..اغلق على نفسه باب الغرفة وشنق نفسه عثرت اسرته على جثته معلقة فى سقف الحجرة .
بينما شكل الاهمال فى الرعاية الصحية للاطفال (14) حالة و ذلك بسبب الاهمال الطبى وسوء الرعاية الطبية و توقف التامين الصحى عن صرف الادوية او رفض المستشفيات استقبال الحالات الحرجه. فعلى سبيل المثال: شهدت مستشفى جراحات اليوم الواحد بروض الفرج جريمة حيث قام أحد الاطفال بالدخول للمستشفى لإجراء جراحة لاستئصال اللوز فاصيب بالعمى المؤقت الذى يستغرق علاجه 6 اشهر.بينما شكل الاهمال فى الرعاية التعليمية (6) حالات بسبب تعسف وفساد مسئولى المدرسة والادارت التعليمية ومسئولى المحافظة واهمال السائقين والمشرفين. ومثال على ذلك : إنهار “سقف طرنش ” للصرف الصحى وابتلع تلميذا بمدرسة عزبة الاسيوطى الابتدائية الواقعة شرق قرية دير بصرة بمركز الفتح بمدينة اسيوط وسط صراخ زملائه حينما كان يلهو طفل السابعة مع اقرانه داخل فناء المدرسة .
أكدت المعاينة ان ” الطرنش ” خاص بدورات مياه المدرسة وانتهى عمره الافتراضى منذ سنوات وسبق لادارة المدرسة ان طالبت المسئولين بالادارة التعليمية بسرعة التدخل وتجديد شبكة الصرف الصحى قبل بدء العام الدراسى ، ولكن لم يستجب لها احد . بينما شكل غياب الرعاية الغذائية (4) حالات بسبب تناول الاطفال الطعام الفاسد او ترك الاطفال بدون طعام او شراب مدة طويلة.مثال على ذلك : اصابة اربعة اطفال بينهم شقيقان من قرية الاقادمة مركز ابو تيج جنوب مدينة اسيوط بحالة تسمم شديدة اثر تناولهم وجبة طعام فاسدة باحد مطاعم المدينة .
ثم يرصد التقرير فى القسم السادس (5) حوادث تبين مشاكل الاطفال المنحرفون، و منها سرقة الاطفال وتكوينها عصابات او قتل الطفل لصديقه نتيجة الغيرة او رفض الطفل العيش وسط اسرته.مثال على ذلك : استغل طفل صغير لا يتعدى عمره (13 سنه) صغر سنه وضألة جسده فى احتراف نشل المواطنين فى المناطق المزدحمة والتجمعات بمدينة ابو تيج .
وبعدها يتناول القسم السابع من التقرير العنف الرسمى ضد الاطفال والذى تمثل فى (3) ثلاثة إعتداءات من الأجهزة الرسمية، أحدهم بسبب اعتقال الأطفال، والأخرى تعذيب طفل لإجبارة على الاعتراف بجريمة سرقة من قبل قوات الشرطة، وأخيراً إصابة طفل بطلق نارى أثناء مطاردة الشرطة لوالدة.فعلى سبيل المثال: تعرض حدثان للضرب والتعذيب بقسم شرطة المرج من اجل الاعتراف بسرقة لم يرتكبوها من قبل السلطات.
وفى القسم الثامن يستعرض التقرير حوادث الطريق والحوادث الأخرى للأطفال، حيث تم رصد (43) حادثة، ويرجع ذلك إلى عدة اسباب منها اختلال توازن الطفل او اصابته بعيار نارى او اشتعال النيران بمنزله او الغرق لعدم اجادة السباحة او نتيجة السرعة الجنونية من السيارات او دهسه تحت القطار او المترو او الصعق بالكهرباء او لانهيار المنازل. فعلى سبيل المثال: لقيت طفلتان شقيقتان (10سنوات ، سنتين) مصرعهما تحت عجلات سيارة نقل دهسهما السائق اثناء رجوعه للخلف امام منزلهما بدار السلام بسوهاج. كما وقعت عدة حوادث طرق راح ضحيتها الكثير من الاطفال العاملين في قطاع الزراعة.
ويتناول القسم الاخير بعض التوصيات حول وقف العنف ضد الاطفال وكانت اهم التوصيات:
-
- – المطالبة باستحداث منصب بوزارة العدل يخصص لمراقبة معاملة الأطفال داخل مقار الاحتجاز ( سواء فى أقسام الشرطة أو فى المؤسسات ودور الرعاية الاجتماعية ) على أن يكون من مهام المنصب مراقبة التحقيقات المتعلقة بتعذيب واساءة معاملة الاطفال المحتجزين) لوقف العنف و الايذاء الرسمي ضد الاطفال.
-
- – ينبغى ألا تبقى مؤسسات الأحداث مجرد مؤسسة عقابية ، ويجب أن تتحول إلى مؤسسات علاجية 00مع التأكيد على ضرورة تطوير برامج التدريب الحرفى داخلها حتى تكون الحرف التى يتعلمها الحدث داخل المؤسسة مما تحتاجه سوق العمل خارج المؤسسة .
-
- – على الدولة أن تعمل على وفف ظاهرة عمالة الأطفال بانشاء لجنة خاصة لتلقى شكواهم والتحقيق فيها على وجه السرعة واتخاذ التدابير اللازمة لحماية حقوق الاطغال العاملين.
-
- – وضع سياسات جديدة لتحسين أحوال الأسر من أجور ومزايا عينية ورفع قيمة المعاشات بما يكفل حماية أبناء هذه الأسر من التسرب من التعليم و تفعيل نصوص مجانية التعليم خلال مراحل التعليم الالزامي .
-
- – مراعاة إمداد الوحدات الصحية والمستشفيات المركزية بالمستلزمات الطبية المناسبة لمواجهة الحوادث والحالات الطارئة 000مع توافر الحد الادنى المناسب من أجهزة الاشعة والتحاليل والقياسات اللازمة لهذه الحالات.
- – العمل على تنفيذ برامج تنموية من شأنها توفير فرص عمل لائقة و سكن ملائم و توفير الخدمات العامة لأهالي الأطفال من ذوي الدخول المحدودة و العاملين في القطاع غير الرسمي لتحسين أوضاع هؤلاء الأطفال و حماية حقهم في حياة كريمة.
ويطالب مركز الأرض كافة مؤسسات المجتمع المدنى فى مصر بالعمل معاً لتنفيذ تلك التوصيات لتحسين وضع الأطفال و وقف العنف ضدهم وكفالة حقوقهم لضمان مستقبل أمن لبلادنا أكثر عدلا و انسانية.
يمكنكم الحصول على نسخة من التقرير من مقر المركز او من على موقعنا على الانترنت
تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net – lchr@lchr-eg.org
Website www. Lchr-eg.org
تليفون وفاكس / 5750470
البريد الإلكتروني:Lchr@thewayout.net – lchr@lchr-eg.org
Website www. Lchr-eg.org