30/4/2009

لم يعد العمل الفردي سواء على مستوى الأشخاص أو على مستوى المؤسسات هو السبيل لتحقيق الأهداف الإنمائية ولم يعد كافيا بحال من الأحوال لتقديم المساعدة اللازمة لمن يحتاجون إليها ، فإذا كان المثل الفولكلوري المصري يقول أن اليد الواحدة لا تصفق ، فقد اتضح الآن أنها لا تصفق ولا تطيب أيضا .

من هنا فقد كان العمل الجماعي محورا رئيسيا للتوصيات التي خرجت بها الحلقة النقاشية التي عقدها ” ماعت ” في محافظة الإسكندرية يوم الاثنين الموافق 27 أبريل 2009 وذلك بمقر نادي المهندسين بمنطقة جليم ، بمشاركة مجموعة من القيادات الشعبية والتنفيذية والأهلية وعدد من أفراد أسر السجناء والمعتقلين والأسر الطبيعية في المجتمع السكندري .

يأتي ذلك في إطار مشروع السلام المجتمعي الذي ينفذ بالتعاون بين ” ماعت ” والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ( USAID ) ويستهدف إيجاد آلية مجتمعية لدمج أسر السجناء والمعتقلين في المجتمع مع تغيير نظرة المجتمع إليهم ، كما يعمل المشروع على نشر وترسيخ مفاهيم السلام الداخلي للفرد واحترام القانون وإتباع إجراءاته لنيل الحقوق وعدم إتباع الأساليب العنيفة .

والغرض الرئيسي من مثل هذه الحلقات النقاشية هو إجراء عملية عصف ذهني للمشاركين فيما يتعلق بتقييم أنشطة أيام السلام ومردودها على أسر السجناء وعلى المجتمع المحيط بهم ، وكذلك من أجل التعرف على رؤية المشاركين لانجازات مشروع السلام ونواحي القصور فيه والمساعدة في صياغة خطة عمل للفعاليات والمشروعات القادمة تهدف إلى علاج القصور وتعظيم العائد والمردود الاجتماعي من الأنشطة التنموية الموجهة إلى الجماعات الفقيرة والمهمشة .

وقد تميزت الحلقة النقاشية بكثافة الحضور وتنوع الخلفيات الاجتماعية والثقافية للمشاركين وثراء تجاربهم الشخصية وعمق متابعتهم لمشروع السلام المجتمعي مما انعكس على طبيعة الرؤى والأفكار التي طرحت فكانت إضافة حقيقية للمشروع بسبب واقعيتها وإيجابيتها وإمكانية تضمينها في خطط عمل للمراحل القادمة تستجيب لمطالب واحتياجات الفئات المستهدفة .

وكشفت فعاليات الحلقة عن أن احتياج أسر السجناء والمعتقلين بدون أي تمييز أو تصنيف إلى الرعاية بغض النظر عن نوع الجريمة المتهم فيها أو يعاقب عليها السجين ، كما كشفت عن احتياج السجين نفسه بعد خروجه من السجن إلى مساعدة منظمات المجتمع المدني له بالشكل الذي يوفر له حياة كريمة تمكنه من العودة كعضو صالح في المجتمع مرة أخرى .

وأوصى المشاركون بالعمل على الاستفادة من رجال الأعمال في إطار مسئوليتهم الاجتماعية وذلك في دعم أسر السجناء والمعتقلين من خلال توفير فرص عمل ملائمة لهم للقضاء على البطالة المتفشية بينهم وفتح أبواب الرزق الحلال أمامهم ، كذلك يجب أن يساهموا في توفير نفقات الزواج لفتيات أسر السجناء والمعتقلين حيث أن هذه المشكلة قد طرحت في معظم فعاليات أيام السلام .

كما شدد المشاركون في الورشة على أهمية دور عناصر العملية التعليمية خاصة الأخصائي الاجتماعي والنفسي في ترسيخ قيم السلام والتسامح مع أفراد أسر السجناء والمعتقلين ، وحل المشكلات التي يتعرضون لها وتؤثر في مسيرتهم التعليمية وفي نظرتهم للمجتمع ، ويتطلب ذلك ضرورة تدريب وتأهيل هذه الفئة بما يتلاءم والمهام الموكولة إليهم .

[an error occurred while processing this directive]