30/4/2009

ربما نختلف حول الأوضاع السياسية في مصر ، ونضيق زرعا ببطء مسيرة بالإصلاح السياسي وتعثرها أحيانا ،ربما نتحفظ على حالة الحريات العامة ونثور على ما يحدث أحيانا من تجاوزات وانتهاكات ، ربما يلعن البعض الفقر والظروف الاقتصادية السيئة ويحمل السلطة مسئوليتها ويطالب بمحاكمتها في ميدان عام عن ذلك ، لكننا نبقى في كل الأحوال في خندق واحد عندما يتعلق الأمر بمستقبل الوطن وسلامته وأمنه ، وتتحول مشارط الجراحة التي نشرح بها أوجاع الوطن إلى سكاكين نشهرها في وجه العابثين بمقدرات المجتمع وموارده .

من هنا وفي إطار اهتمامه ورصده المستمرين لظاهرة الإرهاب فقد أصدر ماعت تقريرا عن تناول الصحف المصرية لحادث الحسين الذي وقع في شهر فبراير الماضي وأسفر عن إصابة 24 منهم 17 فرنسيا وإصابة ألماني و3 سعوديين و3 مصريين ومصرع فرنسية واحدة ، وذلك تحت عنوان ” حادث الحسين و الإرهاب العشوائي ” .

وكشف التقرير عن أن أصابع الاتهام في هذا الحادث توجه نحو أكثر من فئة لديها رغبة في إثارة الشغب بمصر وضرب السياحة حيث أشار البعض بأن الخلاف العلني ما بين حزب الله اللبناني والحكومة المصرية قد يساهم بتحريض الحزب المذكور للقيام بعمليات معينة داخل الأراضي المصرية بينما أشار البعض إلى أنه مجرد حادث تفجيري حدث بشكل عشوائي بعيد كل البعد عن التوجهات والأغراض السياسية والاقتصادية وكان لهذا الطرف العديد من المؤيدين الذين أكدوا ثقتهم بأن الحادث ليس وراءه أي سبب سياسي أو اقتصادي وأنه مجرد حدث من أفراد ليس لديهم وعي .

ورأى التقرير أن الانفجار الذي حدث في الحسين لا يمكن وصفه بأنه عودة للإرهاب في مصر، فهو حادث عارض يمكن أن يكون مجرد عمل فردي ومن الممكن أن يحدث بأي مكان ولا يمكن الحكم عليه بأنه تراخي أمني أو نقص في المعلومات الأمنية لأن الحادث وقع في مكان عام .

وتنبأ التقرير بأن الحادث سيؤثر بشكل فعال على السياحة خلال الفترة القادمة خاصة أنه أسفر عن مقتل سائحة فرنسية خاصة أنه جاء مصاحبا للأزمة المالية العالمية لتي سيكون للقطاع السياحي نصيب الأسد في التأثر بها .

وعلى صعيد المعالجة الصحفية للقضية كشف التقرير عن أن صحف الأهرام والمصري والوفد جاءت في مقدمة الصحف في هذا الشأن ، واتفقت صحف العينة جميعها على معارضة الحادث بشدة واتفاقها على استبعاد وجود تنظيم خلف هذا الحادث وأنه مجرد نوع من الإرهاب العشوائي ، ولكن أشارت عدد من الكتابات إلى خطورة هذا النوع بسبب عدم وجود مرجعية فكرية له .

وقد أوصي ماعت في نهاية تقريره بإصدار قانون مكافحة إرهاب جديد يتصدي للإرهاب مع الحفاظ علي الحريات العامة وحريات الإفراد و حقوقهم معا, لكي لا نكافح الإرهاب و نقضي عليه مقابل أن نقضى على حريات الأفراد و التعدي عليها و انتهاكها ، كما أوصى بضرورة التصدي لمحاولات الإرهاب العشوائي و زيادة التوعية في الإعلام المصري بخطورة الإرهاب علي المجتمع ككل و زيادة التوعية الدينية لدي الشباب و توضيح مدي معارضة جميع الأديان للإرهاب و نبذه .

للحصول علي نسخة من التقرير قم بزيارة اللينك التالي
http://maat-law.org/ta7leel%20madmoon/2rhab/2&3%202009.htm

[an error occurred while processing this directive]