23/9/2006

  • الأحزاب الديمقراطية واليسارية في العراق بدت مهمشة ومغيبة وعلى رأسها الحزب الشيوعي العراقي
  • كان التيار السني تياراً محافظاً ومتحالفاً مع السلطة في مختلف مراحل تاريخ العراق الحديث ولم يشكل تياراً معارضاً للنظام
  • استطاع الحزب الكردستاني تثبيت مبادئ الحريات الديمقراطية وحرية الضمير في الدستور العراقي
  • ناضلنا من أجل عراق ديمقراطي فيدرالي

    قال عضو المكتب السياسي في الحزب الوطني الكردستاني ومسؤول منظمات المجتمع المدني في كردستان العراق، ملا بختيار إن: “مصير العلاقات الكردية العربية في العراق يتوقف على قبول العراقيين جميعاً لعراق ديمقراطي فيدرالي، يضم داخله جميع العراقيين من مختلف قومياتهم وأعراقهم ودياناتهم وطوائفهم دون تميز”.

    وأضاف بختيار في ندوة نظمها مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان تحت عنوان “العراق إلى أين؟”: أن “الأحزاب الديمقراطية واليسارية في العراق بدت مهمشة ومغيبة وعلى رأسها الحزب الشيوعي العراقي الذي يعتبر من أعرق الأحزاب اليسارية وأقدمها في المنطقة، حيث لم يستطع الفوز بأكثر من مقعدين في البرلمان”.

    وأشار في الندوة التي شارك فيها عدد من ممثلي الأحزاب السياسية، وممثلون عن منظمات المجتمع المدني، ونواب في البرلمان الأردني، وأدارها الكاتب الصحفي حمادة فراعنة، إلى أن “الفراغ السياسي والأيديولوجي في المنطقة وفي العراق بالتحديد جاء نتيجة إخفاق الحركات السياسية القومية في إنجاز برامجها التحريرية، وإخفاقها أيضاً في بناء مجتمعات ديمقراطية ومدنية خصوصاً في البلدان التي اعتلت فيها منصة الحكم. كما أن إخفاق التيارات اليسارية والديمقراطية وانكفائها خصوصاً بعد هزيمة الاتحاد السوفيتيي وتفكك المعسكر الاشتراكي، غياب البديل الديمقراطي الذي تدعمه الجماهير وتلتف حوله، قد ساعد على بروز دور الحركات الإسلامية الدينية وتنامي المشاعر الطائفية لدى الجماهير منذ ثمانينات القرن الماضي”. موضحاً أن “هذه الحالة وجدت في العراق أثناء حكم النظام السابق وبعد سقوطه، وأصبح للتيار الإسلامي تأثيراته الواضحة في الشارع العربي وفي الشارع العراقي”.

    كما اضاف بختيار أن الحزب الوطني الكردستاني، وبعد سقوط النظام في العراق، رأى أنه في كل الانتخابات التي جرت فاز التيار الإسلامي وخاصة التيار الشيعي، مشيراً إلى أن تلك التيارات غدت تتحكم في الحياة السياسية والوطنية والاجتماعية وحتى الثقافية ولاسيما في وسط العراق وجنوبه.

    وحول التيار السني في العراق قال بختيار: إن “التيار السني تاريخياً كان تياراً محافظاً ومتحالفاً مع السلطة في مختلف مراحل تاريخ العراق الحديث، ولم يكن يشكل تياراً معارضاً للنظام القائم،إلا أن السنة قد برزوا في المرحلة الجديدة التي أعقبت احتلال العراق، في ضوء الحالة السياسية الجديدة، برزت عدة تنظيمات تنتمي إلى أهل السنة في العراق، ممن يعتبرون أنفسهم وطنيين ومقاومين ضد الاحتلال وضد الأمريكان، ولديهم طروحاتهم السياسية والدينية. شاركت هذه التنظيمات في الانتخابات التي جرت في العراق في صياغة الدستور، هى الآن جزء من البرلمان العراقي ومن الحكومة العراقية، وكذلك من الحالة السياسية التي تشكلت في العراق”.

    أما بشأن التيارات الدينية الإسلامية في كردستان العراق فقد ذكر بختيار أنها لم تحقق البروز الذي حققه التيار السني وبقيت تأثيراتها هامشية، وأقصى ما استطاعت تحقيقه لم يصل إلى نسبة 8% في كل الانتخابات التي جرت في كردستان العراق. واستطاع التيار الكردي أن يحافظ على نفسه كتيار تحرري قومي ديمقراطي وعلماني”. وأكد بختيار أن الحركة السياسية الكردية منذ سقوط النظام، قد أخذت على عاتقها تحمل مسؤولية دعم وبناء وتطوير الحركة الديمقراطية في العراق من أجل بناء عراق اتحادي ديمقراطي.

    وفيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه مشروع بناء الديمقراطية في العراق، والأسباب التي تكمن وراء عدم نجاح المساعي في الوقت الحاضر وربطها بالبعد الطائفي والديني لدى القوى المسيطرة في العراق الآن، أشار بختيار إلى وجود مخاوف حقيقية حول مستقبل العراق ومستقبل المنطقة، وربط مصير نجاح الديمقراطية في العراق بمصيرها في المنطقة. وفي معرض اجابته عن تساؤلات الحضور قال بختيار: “نحن ناضلنا من أجل عراق ديمقراطي فيدرالي وتمكنا من تثبيت هذه المبادئ في الدستور بفضل تحالفنا مع القوى الديمقراطية الأخرى في العراق”.

    وأضاف “أن الحزب الكردستاني استطاع تثبيت مبادئ الحريات الديمقراطية وحرية الضمير وأن الدستور العراقي الآن هو أول دستور في الشرق الأوسط يتضمن مبدأ حرية الضمير”، مدللاً بذلك على مكانة التيار الديمقراطي العلماني في العراق.

    وأكد بختيار على أن العراق إذا ما بقي دولة ديمقراطية، وإذا ما تطورت الديمقراطية وتفاعلت مع الحالة العراقية ومع المستقبل العراقي ومع الحضارة والمدنية في العراق، فإن الأكراد سوف يبقون جزءاً من الحالة الديمقراطية في العراق. هدفنا الرئيسي هو تحقيق الديمقراطية، وفي حال تحققت الديمقراطية في المنطقة سوف تتحقق أهدافنا”.

    في نهاية الندوة عبر بختيار عن أمله في مستقبل وغذٍ عراقي مشرق، وقال “إن الجماهير في العراق تنتظر المتغيرات التي تعيشها المنطقة، وإن الاتحاد الوطني الكردستاني كحزب ديمقراطي، والأحزاب الديمقراطية والعلمانية الأخرى في كردستان العراق، تتصور أنَ بإمكانها كأحزاب عراقية وكردية مقاومة الاحوال في العراق والنضال من أجل التغيير