16/9/2005

لجنة الدفاع عن الأستاذ محمد عبّو

الزميلات و الزملاء،
تـَمرّ اليوم2005/09/16 ستة أشهر ونصف وزميلنا الأستاذ محمد عبّو محتجز في سجن الكاف وذلك منذ اختطافه من طرف البوليس السياسي إثر ما عبر عنه من آراء في إحدى المواقع الإلكترونية حول تردي أوضاع السلطة القضائية واستفحال ظاهرة تعذيب المساجين السياسيين في السجون التونسية والفساد المالي واستدعاء مجرم الحرب شارون لزيارة بلادنا.

ومازال الأستاذ محمد عبّو إلى حدّ هذه الساعة رهينة في سجن الكاف تحت ستار تنفيذ حكمين بسجنه مدّة ثلاثة أعوام ونصف بتهم باطلة وإثر محاكمات صورية وظالمة لم تتوفر فيها أدنى شروط المحاكمة العادلة لما شهدته من خرق سافر لأحكام الإجراءات واعتداءات على حقوق المتهم والدفاع وتوظيف مفضوح للمحاكم لتجريم الرّأي المخالف وعقاب كل من يتمسك بحقه في التعبير وهو ما فرض على هيئة الدفاع بإشراف السيد العميد الانسحاب من الجلسة ومقاطعة هيئة المحكمة التي تحوّلت إلى أداة في يد البوليس السياسي.

الزميلات والزملاء،
يتزامن استمرار احتجاز زميلنا الأستاذ محمد عبّو مع تواصل الهجمة على القطاع وعلى القضاة والحريات عموما إذ لم تكتف السلطة بتجاهل إجماع المحامين عبر جلساتهم العامة وهياكلهم المنتخبة على تبنّى قضية الزميل والدفاع عنه ورفض المحاكمات الصورية والمطالبة برفع الوصاية على الفضاء بل عمدت إلى اتخاذ إجراءات انتقامية بالاعتداء المادي على المحامين(وآخرهم الزميل عادل مباركي) وإحالة بعضهم على القضاء بتهم ملفقة وتسليط الضغوط والمضايقات وتعطيل نشاط جمعية القضاة التونسيين وتنصيب هيئة صورية عقابا للقضاة وجمعيتهم المنتخبة على تمسّكها بالمطالبة بتوفير الشروط الأدنى لضمان استقلال السلطة القضائية وإصرارها على موقفها التضامني المبدئي الرافض للاعتداء على المحامين وعلى عميدهم وسيطرة البوليس السياسي على مقرات المحاكم.

الزميلات والزملاء،
يهمّنا في لجنة الدفاع عن الأستاذ محمد عبّو أن نؤكد التزامنا القطعي بقرارات الجلسات العامة العادية والخارقة للعادة وقرارات هياكلنا المنتخبة وعزمنا الراسخ على مواصلة المشاركة الفاعلة في النضال من أجل إطلاق سراح زميلنا ورفع المظلمة المسلطة عليه ولن يزيدنا تجاهل السلطة لمطالبنا إلا إيمانا بعدالة قضيتنا وإصرارا على مزيد العطاء والبذل حتى تحقيق كل مطالبنا المشروعة.

ونحن إذ نحيي صمود زميلنا وثباته في التمسك بحقه في حرية التفكير والتعبير ورفضه الخضوع للابتزاز والضغوط، نسجل بكل فخر واعتزاز تنامي حركة التضامن والمساندة التي يلقاها زميلنا بصفة خاصّة وكل مساجين الرأي وضحايا القمع البوليسي بصفة عامّة قطاعيّا ووطنيا ودوليّا.

واللّجنة إذ تدعو كل المحاميات والمحامين الشرفاء وكل أحرار تونس والعالم إلى مزيد تفعيل النضال المشترك من أجل إطلاق سراح الأستاذ عبّو وإنهاء معاناته ومعاناة عائلته

فإنّها تناشد الجميع تحمّل مسؤولياتهم التاريخية لوضع حدّ للهجمة التي تستهدف وجود المحاماة التونسية وحريتها واستقلال السلطة القضائية حتّى وضع حدّ للاعتداءات المادية والمعنوية على المحامين وإنهاء الوصاية المسلّطة على القضاء وتحرير المحاكم من البوليس السياسي.

الحرية للأستاذ عبّو
عن اللجنة
المنسق الأستاذ العياشي الهمامي