2/2006

لعل من نافلة القول بأن مصطلح ” الاستقلالية” يطرح كما هائلا من المعضلات المفاهمية، التي تثير كثيرا من اللبس ومن الضبابية. ورغم ذلك فإن التشبث بمدلولاته، ليس في ذاته، بل كخيار للوصول والتوصل لغايات أفضل، تجعلنا، نتشبث بهذا التوصيف لرؤانا وتصوراتنا، عما يمكن أن يكون عليه الاتحاد العام لطلبة تونس.

فإذا سلمنا، نحن مجموعة من الطلبة الناشطين في صلب هذه المنظمة النقابية، ولا ننتمي في نفس الوقت إلى هيئات وهياكل سياسية منظمة، بأن الاستقلالية، حسب ما نرى البعض منها، تقوم، بالضرورة، على تباين واستقلالية فعلية وشكلية للإتحاد العام لطلبة تونس، عن التنظيمات السياسية الناشطة في الجامعة أو خارجها.

ومن المؤكد، بأن اللخبطة غير العفوية، الجارية بين النشاط النقابي والانتماء السياسي هو نتاج لممارسة مبرمجة من قبل الحكومة التونسية، بحضرها، قانونيا، للعمل السياسي داخل الفضاء الجامعي. وهو ما أفرز ردة فعل سلبية، باعتماد سياسة الأنتريزم entrisme مبالغ فيه للأطراف السياسية داخل المنظمة النقابية. وذلك، ليس من أجل دفع الاتحاد نحو الأمام، كي يلعب دوره الطبيعي، بل كانت في أغلبها تنحو لجره خلف أجندتها السياسية أو من أجل توظيفه لغايات ليست محل إجماع من قبل جميع النقابيين. وما إفرازات الأزمة الراهنة من انعدام شبه كلي للجماهيرية، وصراعات غير مبدئية، دائمة خالدة، داخل الهيكل أو بين الهياكل، هي نتيجة عادية لهذا التكالب الغير مفهوم من قبل الأطراف السياسية على الاتحاد وعلى الاستحواذ على مراكزه القيادية.

إن الاستقلالية التي نعتقد في جانب من صحتها، تستوجب على الطالب الناشط داخل الهياكل على الأقل، إخفاء بطاقته الحزبية والتفرغ للعمل النقابي على أرضية تجمعه بالضرورة مع غيره.

إننا نريد إتحادا، كفضاء مفتوح للطاقات التقدمية والعقلانية، يستوعب الجميع ويحتكم لآليات الصراع الديمقراطي. نريد هيكلا، تتنافس داخله الآراء والبرامج، ليتمخض عن ذلك، عصارة تفيد الاتحاد.

الاستقلالية، أيضا، ليس تخليا عن الهم الطلابي (اجتماعيا، ثقافيا، سياسيا…) بل هو إنغراس وتجذر داخل الجسد الطلابي، وتسليحه بأدوات النضال الحضارية والفكرية، الشرعية. فلسنا هيئة أركان لأي كان. ولا نزعم قيادة الحركة الطلابية. فعموم الطلبة هم المحركون الأساسيون والوحيدون لأي عملية لتحقيق المطالب أو إعلان الرفض أو تغيير الواقع. ولذلك ، ” ميدان نظرنا النضالي” Champs de Visualisation متجهة رأسا إلى جحافل الطلبة المغيبين، والذين لم يفلح الإتحاد العام لطلبة تونس، في وضعه الحالي، على الوصول إليهم.

فقط لهذا التقينا، تحت يافطة مناضلون من أجل إتحاد مناضل، ديمقراطي و مستقل، داخل مجموعة أفقية، تحتكم للنقاش وتبادل وجهات النظر، كمنطلق للعمل الميداني. وتعمل على إعداد مقاربات متجددة للنشاط النقابي. وهو ذلك ليس من نوع الفوضى النقابية Anarcho syndicalisme بقدر ما هو التزام منا، على تجاوز الهرمية الكلاسيكية وتنئ في المرجعيات الطفيلية. وإخترنا من أجل تفعيل هذه المجموعة، تكوين هيئة تنسيقية تقنية مؤقتة، متكونة من الطلبة: أيوب الغدامسي/ سفيان الشورابي/ سالم العياري/ غسان عمامي/ فلة الرياحي/ رضوان النصيبي.

كما سطرنا برنامج للعمل الميداني والاتصال المفتوح والمباشر مع الطلبة لاستنطاق مشاكلهم والعمل على حلها، خلال الأسبوع القادم (27 فيفري إلى 03 مارس” تحت راية ” مع الاتحاد العام لطلبة تونس بين الطلبة ومن أجلهم” .

كما سوف يتم تنظيم ندوتين، الأولى حول موضوع الإصلاح الجامعي الجديد ” أمد” بالمدرسة الوطنية للمهندسين ENIT ، وأخرى ثقافية حول ” فكر بن خلدون” بكلية العلوم القانونية.

مناضلون من أجل إتحاد مناضل ديمقراطي ومستقل
الإتحاد العام لطلبة تونس