16/8/2006

انتقد المشاركون في ندوة حول “الإعلام المقاوم” نظمها مركز ماعت الإعلام العربي الرسمي المعبر عن مواقف الحكومات العربية السلبية تجاه حق الشعب اللبناني في تحرير أراضيه ، منددين في الوقت ذاته بخطورة انحسار دور الإعلام العربي على الساحة الدولية أمام الإعلام الصهيوني الموجة لخدمة إسرائيل.

وقال الدكتور جاد طه أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر أن الساحة الإعلامية تعاني غياب دور عربي فاعل في توجيه الإمكانات الإعلامية العربية لخدمة قضايا الوطن العربي حالياً وبالتالي انعدام أي تأثير في صناعة القرار الدولي في عالم القطب الأوحد على عكس مرحلة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي والتي شهدت توجه إعلام ثورة يوليو لخدمة القومية العربية وأمتد معه التأثير الثوري إلي شمال أفريقيا وجنوبها بفضل إذاعة صوت العرب والإذاعات المماثلة التي خاطبت شعوب أفريقيا المحتلة بلغاتهم المحلية ، ضارباً في ذلك مثالاً بتجربته الشخصية في الإشراف على الإذاعة المصرية في اليمن والتي حررت الجنوب بخطاباتها الثورية ودعمت الشمال في عملية الاستقلال .

  • ونبه جاد إلي خطورة الإعلام الصهيوني المتربص بقضايا العروبة والمؤثر بقوة في العقل الجمعي الغربي في ظل غياب كامل لأي خطة إعلامية عربية واضحة للتصدي له ، وأضاف إن مؤسسة إعلامية مشبوهة مثل “ميمرى” الصهيونية والتي يشرف عليها جنرالات بالجيش والموساد الإسرائيلي منذ عام 1998 كانت وراء إغلاق مركز زايد للتنسيق والمتابعة وقناة المنار ومصير كليهما دليل واضح على العجز العربي الكامل في مواجهة هجمة صهيونية منظمة ضاغطة على العرب بغرض إيقاف كراهيتهم لليهود.

    وأضاف جاد طه أن أمريكا تعرضت لضغوط صهيونية شديدة حتى أصدرت قانون تعقب معاداة السامية تلاه قائمة سوداء لكتاب ومفكرين عرب من مصر ولبنان وإيران والسعودية لتناولهم المقدسات الإسرائيلية بالبحث والتحليل العلمي ، ولبعضهم دراسات صدرت عن مركز زايد المتوقف بسبب إتهامه بتبني دراسات معادية للسامية رغم موضوعيتها وتوثيقها ، وهو ما يؤكد تأثير أصحاب الإعلام المغشوش على صناع القرار في الغرب وامتداد ذلك التأثير إلي كتاب وصحفيين عرب تلقوا أموالاً وتبنوا مشاريعاً سياسية غربية تستهدف المنطقة العربية وتحرم على شعوبها حق المقاومة والدفاع عن النفس .

  • وطالب الدكتور جاد الجامعة العربية بتبني مشروع إعلامي ضخم يهدف إلي التأثير في صناعة القرار العالمي عبر قنوات فضائية تبث للعالم الغربي بلغاته ، ودعا طه إلي تبني حملة توقيعات منظمة مطالبة بعودة مركز زايد لممارسة دورة الثقافي والإعلامي والبحثي في خدمة قضايا العروبة ، كما دعا الحكومة المصرية لملء الفراغ الجغرافي بسيناء التي تظل مطمعاً لدولة صهيونية لا حدود لها وتعويض ما انتقصته معاهدة كامب ديفيد من السيادة المصرية عليها.
    وحذر الدكتور عبد الله رمزي أستاذ الدراسات العبرية بكلية آداب عين شمس من إصرار العقل العربي على عدم التعلم من تجارب الماضي ، مشيراً إلي النكبات المتوالية على دولة ما بعد الاستعمار في الوطن العربي مثل 1948 و1967 وأخرها نكبة احتلال العراق للكويت عام 1991 والتي تلتها عملية حصار أمريكي للخليج انتهت بسيطرة واشنطن عليه واحتلالها لبغداد.
  • وقال رمزي أن إسرائيل كيان استيطاني إحلالي قائم على فكرة الأمن وأن العرب هم العدو ولا يوجد به تيار ديني ، وتم إضافة الإسلام كعدو ثان بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 لكن يوجد 28 ألف يهودي يقيمون بجوار حائط المبكي بلا أطماع صهيونية ويعدون إنعكاساً لتأثر اليهود بالثقافة الإسلامية وهو ما يجعلنا نفكر بجدية في ضرورة الفصل بين اليهودي كصاحب ديانة واليهودي الصهيوني ، وأضاف أن الحلم الإسرائيلي في التوسع تقلص بفعل المقاومة العربية حالياً إلا أن القرار 1701 لا يعبر عن المطالب اللبنانية رغم قدرة سلاح حزب الله على فرض إرادته عسكرياً وهو ما يعني فشل الدبلوماسية العربية.
  • ووصف رمزى قناتي الجزيرة والمنار ومعهما العربية بالفضائيات العربية النموذجية خلال الحرب السادسة مع إسرائيل لدرجة أنها مثلت مصدر أساسياً للمعلومات لدى الجمهور الإسرائيلي ذاته كما عبر خطابها الإعلامي عن حياد مهنى يخدم بالضرورة القضايا العربية لدى الغرب المتأثر بالإعلام الصهيوني الموجه.
  • وطالب أيمن عقيل مدير المركز بدور إعلامي عربي داعم لمعركة قضائية أمام المحاكم الدولية التي ستتجه إليها لبنان لمحاكمة قادة إسرائيل كمجرمي حرب لتجاوزهم القانون الدولي والإنساني والمواثيق الدولية الخاصة بحماية المدنيين ، وحذر عقيل من خطورة وقوع الإعلام العربي في خطيئة عدم التفريق بين معني “أسير” و”مختطف” لافتاً إلي استناد إسرائيل إلى حق الدفاع الشرعي الوارد بالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة في حربها على لبنان إلي حجة واهية مفادها أن حزب الله ” أختطف” جنودها رغم كونهم قوات احتلال ، منبهاً إلي خطورة الدور المتخاذل للحكومات العربية على الشعب اللبناني وحكومته قبل حزب الله الذي يحاولون سلب مقاومته شرعيتها.