25/10/2006

اعتدت مجموعة من أعوان البوليس السياسي بالزي المدني، وتحت إشراف صلاح الدين البوغانمي الضابط بفرقة أمن الدولة، على عائلات مساجين سياسيين بالضرب المبرح والجرّ على الأرض ثم نقلهم بقسوة في سيارة صغيرة إلى منطقة القرجاني واستنطاقهم. وكانت هذه العائلات تغادر منزل السجين السياسي الأستاذ محمد عبّو ليلة الثلاثاء 24 أكتوبر 2006 بعد اعتصام دام كامل اليوم. ولكن تم اختطافها وتحويل وجهتها. ومن بين الضحايا الأطفال شعيب زروّق (17 سنة) وبلقيس زروق (18 سنة)، أبناء السجين السياسي حاتم زروق. وكان قد تم التحرش بجمال عبّو (14 سنة) ابن الأستاذ محمد عبّو أمام منزله والاعتداء عليه بوابل من الألفاظ البذيئة والتهديدات.

كما ضرب طوق أمني من مختلف الفرق الأمنية على منزل الأستاذ محمد عبّو المحامي المسجون منذ 1 مارس 2005 بعد ما انتقد في مقال صحفي على الانترنت التعذيب في السجون التونسية وحوكم بـ3 سنوات وشهرين سجنا, ومنع عدد من النشطاء ومن أعضاء الهيئة الوطنية للمحامين يتقدمهم العميد من الوصول إليه. وكانت مجموعة من عائلات المساجين السياسيين ( السجناء محمد عبّو، حاتم زروق، رضا بوكادي، الشاذلي محفوظ، عبد الرؤوف التونكتي، محمود التونكتي، ماهر بزيوش، المرحوم الهاشمي المكيّ الذي توفي أياما بعد إطلاق سراحه بسبب الإهمال الطبي السجني…) قد أعلنت يوم 24 أكتوبر يوم اعتصام احتجاجي على حبس ذويهم ومطالبة بإطلاق سراحهم في منزل السيدة سامية حمودة زوجة الأستاذ محمد عبّو.

وحين كانت السيدة سهام زروق وأبنائها برفقة السيدة صبيحة الطياشي (أرملة المرحوم الهاشمي المكي) على مقربة من منزلها في حي الوردية انقضّت عليهم مجموعة من أعوان البوليس السياسي بالزي المدني بعد أن قطعوا عليهم الطريق بسيارة C15 بيضاء اللون وأمروهم بصعود السيارة وعندما رفضوا الامتثال شرعوا في تعنيفهم وشتمهم بأبشع النعوت ولاحقوهم في الشارع وأسقطوهم أرضا أمام أعين المتساكنين الذين خرجوا على صراخ ضحايا الاعتداء. وقد ضربت الطفلة بلقيس زروق والسيدة صبيحة الطياشي وتمّ جرّهما ثم ألقيتا في السيارة. وتم دهس الطفل شعيب زروق بالأقدام وضخ الغاز المشلّ للأعصاب في وجهه. كما تم ضرب السيدة سهام النجار حتى أغمي عليها وحملت من أطرافها وألقيت في السيارة أين حشرت المجموعة ونقلوا إلى منطقة القرجاني حيث سلّموا إلى الفرقة المناوبة هناك وانسحبت مجموعة البوليس السياسي المعتدية. وتم استنطاق العائلات دون الاستماع إلى شكواهم مما تعرضوا له من اعتداء.

وقد خلّف الاعتداء كدمات في مختلف أنحاء جسم السيدة سهام النجار زوجة السجين السياسي حاتم زروق ثم أصيبت بانهيار عصبي. كما بدت آثار الضرب والجر في جسد ابنها شعيب زروق الذي أصيب أيضا في أنفه ثم حصل له انهيار عصبي داخل منطقة الأمن.

ويتواصل إلى اليوم الأربعاء الحصار المضروب على منزل الأستاذ محمد عبّو.

والمجلس الوطني للحريات

  • إذ يساند عائلات المساجين السياسيين في جميع تحركاتهم من أجل إنهاء حبس ذويهم ووقف كل التتبعات ضدّهم ,
  • يدين هذا الاعتداء الهمجي والاحتجاز العشوائي الذي استهدف نساء وأطفالا مارسوا أبسط التحركات السلمية.
  • يحمّل السلطات التونسية مسؤولية إطلاق يد البوليس السياسي للاعتداء على المواطنين دون رادع.
  • يطالب القضاء التونسي بوضع حد لإفلات هؤلاء المجرمين من العقاب وتقبّل شكاوى الضحايا ومحاكمة المعتدين.
عن المجلس
الناطقة الرسمية
سهام بن سدرين