27/10/2008

بعد شهور عديدة حسم حزب التجمع أمره بخصوص القيادي والنائب السابق أبو العز الحريري ، و أصدر د.رفعت السعيد رئيس حزب التجمع قراراً بفصل أبو العز الحريرى القيادى بالحزب خلال اجتماع الأمانة العامة والذى عقد يوم السبت 24 أكتوبر 2009 ، بمقر الحزب، بعد أن باءت كل محاولات حل الأزمة التى اقترحها البعض، والتى كان أهمها اعتذار الحريرى عن أفعاله واتهاماته للحزب، بالفشل.

كما تقرر فى الاجتماع حسب ما نشرته الصحف قيام مجدى شرابية أمين التنظيم، يتحويل عطية الصيرفى عضو المكتب السياسى إلى لجنة الانضباط، ووقف نشاطه الحزبى إلى أن تقوم اللجنة بإصدار قرارها بعد بعد أن تطاول الصيرفى بالألفاظ على حسين عبد الرازق وسيد شعبان وفريدة النقاش فى كتابه الذى أصدره عن الحزب، بعد أن قام الأول بتقديم مذكرة تطالب بتحويله إلى لجنة الانضباط

في هذا الشأن تعرب (المؤسسة العربية) عن اسفها من هذه الخطوة بفصل القيادي أبو العز الحريري من عضوية الحزب ، وذلك بعد جدل استمر شهورا ، بين قيادات الحزب والحريري ، خاصة بعد قيام الأخير بانتقاد تصرف عدد من قيادات الحزب ومنها الدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب ، واشارة الحريري إلى تغير في الخطاب السياسي للحزب واقترابه من رؤى النظام السياسي الحاكم.

وللأسف اصبحت الخلافات الحزبية ظاهرة متكررة داخل احزابنا السياسية المصرية ، وليس بعيدا ما حدث في أحزاب الناصري و الوفد و الغد والذي وصل إلى احراق مقر الحزبين الأخيرين ، سواء بفعل تشجيع الحكومة لبعض الأطراف ضد الأخرى أو لخلافات داخلها هذه الاحزاب . وقد أوصلت هذه الخلافات الأحزاب حتى المسماة الكبرى منها إلى حائط مسدود ، فلا هي اقتربت من المواطن ، ولا نجحت في بلورة بدائل سياسية لسياسات النظام الحاكم ، ولا هي نجحت في تغيير البنية التشريعية والقانونية المتعارضة مع حقوق الإنسان. ولم تنجح الا في ابرام الصفقات مع الدولة من خلال اعطائها بعض المقاعد في انتخابات المجالس المحلية أو مجلس الشعب.

وأصبحت أقرب لمجرد صالونات سياسية وصحف يقل عدد توزيعها يوما بعد يوم ، وينفرط عقد أعضائها بالهروب خارج المؤسسات الحزبية.

ومع احترام المؤسسة للمستويات الداخلية لحزب التجمع ومسئولياتها تجاه أعضائها ، الا أنه ليس من المنطقي أن تكون لجان النظام أو الفصل هي الفاعل الوحيد داخل هذه الأحزاب وتترك هذا المقاصل الحزبية لتقطع رقاب كل مختلف في وجهة النظر او الراي .

ويرى شريف هلالي المدير التنفيذي للمؤسسة أن منطق فصل الأعضاء لمجرد ابداء أرائهم في الممارسات الحزبية يمس باحترام مستويات الأحزاب لحرية الأعضاء في الرأي والتعبير عنها سواء داخل الحزب او خارجه في وسائل الأعلام . خاصة أن الأحزاب ليس شركات خاصة لا يصح تناول شئونها خارج مقارها .

وكان احدى مميزات حزب التجمع هو الحفاظ على التماسك في حده الادنى بين اعضاءه ومستوياته الداخلية بعكس أحزاب أخرى، ولم ينجرف إلى صراعات حزبية عنيفة بين اجنحته ، كما نجح الحزب في الحفاظ على وحدته في أعقاب انتخاباته الأخيرة ، والتي جاء فيها القيادي سيد عبد العال امينا عاما للحزب . حتى مع ظهور بعض الأشكال داخل الحزب التي اطلق عليها مسميات اصلاحية.

وتدعو (المؤسسة) الأحزاب السياسية المصرية إلى الأتي :

  • القيام بإحترام حرية أعضاءها في الرأي والتعبير سواء داخل مستويات الحزب الداخلية أو في إعلامه الحزبي ، أو حتى خارج مستويات الحزب ، وعدم الحجر على ارائهم طالما لم تمس الثوابت السياسية و الفكرية لكل حزب.
  • تخفيف صلاحيات لجان النظام والانضباط في فصل الأعضاء ، واعطاء المستويات الحزبية الاكثر تمثيلا مثل اللجنة المركزية أو المؤتمر العام صلاحية اقرار العقوبات التي تقترحها هذه اللجان .
  • ضمان إجراء تحقيق عادل مع الأعضاء ، واعطاءهم فرصة التظلم من هذه القرارات أمام لجنة أعلى.

المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان

[an error occurred while processing this directive]