7/2/2006

بقلق بالغ تابعت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني نشر عدد من الصحف الأوربية لرسوم كاريكتيرية أساءت إلى مشاعر جموع المسلمين والمسيحيين واعتبرت مساسا بالرسول محمد صلي الله عليه وسلم ، وهو ما أدي إلى ردود أفعال مشروعة في أغلبها ومبالغا في بعض الأحيان من جانب بعض القوى والتي وصلت إلى حرق سفارات الدانمارك والنرويج في سوريا ولبنان . وأمتدت بعض لتهديدات لتصل إلى قذف بعض الكنائس بالحجارة هنا او هناك .

وفي هذا السياق تؤكد المؤسسة إيمانها بحرية التجمع والتظاهر السلمي والتي مارستها مخنلف الشعوب العربية والإسلامية في التعبير عن أسفها لتلك الرسوم , الا انها تدين بعض تلك الأفعال التي خرجت عن إطار التعبير السلمي والمشروع عن الراي .

وتؤكد المؤسسة مسئولية دولة الدانمارك القانونية عن تبعات تلك الأزمة وجريدة يولاند عن نشر تلك الرسوم التي لم نرها حتى الآن وبالتالي لا نستطيع الحكم عليها بشكل مطلق.

وقد اعتبر الكثيرين هذه الرسوم احدى مظاهر الحملة ضد المسلمين بتأثير أحداث 11 سبتمبر التي رسخت في ذهن العديد من المواطنين الأوربيين الربط بين الإسلام والإرهاب وهي مزاوجة مرفوضة يسعى البعض من الساسة الأوربيين لتسويقها في اطار مصالح سياسية واقتصادية خاصة بهم .

ومع تفهمنا جميعا لردود الأفعال الشعبية التي نشأت في أعقاب نشر هذه الرسوم المسيئة ، وهي عملية نراها تتعارض مع حرية الرأي والتعبير حسبما يؤكد العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية في مادته 19 الفقرة الثانية والتي تؤنك على حق كل إنسان في حرية التعبير والتي تشمل حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين …

كما تنص الفقرة الثالثة من هذه المادة على وجود واجبات ومسئوليات خاصة في ممارسة هذه الحقوق ويجوز اخضاع هذه الحقوق لبعض القيود والتي يجب ان تكون محددة بنص القانون وان تكون ضرورية لـ ـ لاحترام حقوق الآخرين او سمعتهم

ـ لحماية الأمن القومي او النظام العام او الصحة العامة او الآداب العامة

وتدعو المؤسسة السلطات الدانماركية إلى إجراء تحقيق قضائي مع مسئولي الصحيفة الني نشرت تلك الرسوم ،كما تدعو اللجنة المعنية لحقوق الإنسان المكلفة بمراقبة تطبيق العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية إلى مناقشة مثل هذه الموضوعات وعلاقتها بحرية الرأي والتعبير خاصة إذا دعت هذه الرسوم إلى الكراهية القومية او العنصرية اوالدينية او شكلت تحريضا على التمييز او العداوة او العنف .

وفي هذا السياق تحيي (المؤسسة) المواطنين الدانماركيين الذين تظاهروا وقدموا اعتذار لكل من أساءت هذه الرسوم إلى مشاعره والذي يحمل إحساسا بالمسئولية من جانب هؤلاء أفتقدته حكومتهم .

وتدعو كل الأطراف إلى التهدئة مع ضرورة اعتراف الحكومة الدانماركية بمسئوليتها عن نشر هذه الرسوم وان تقدم اعتذارا عنها إلى الشعوب العربية والأسلامية والتي أساءت تلك الرسوم إلى مشاعرهم.

كما تدعو كل الإطراف إلى الإيمان بثقافة التسامح والحوار مع الآخر المفترض ترسيخها بين أبناء البشر جميعا بديلا عن منطق صراع الحضارات او تميزها .